بعد رفع الدعم الحكومي عن الخدمات والسلع سترتفع أسعارها بشكل واضح..وبعد فرض ضريبة القيمة المضافة سترتفع أكثر..وسيتم تعويض المواطن من ذوي الدخل المحدود والمتوسط بمبالغ مالية..أما المقيمون والأغنياء والمنشآت التجارية والصناعية وغيرها فسيتحملون الزيادة دون دعم.
هل فكرنا بمراجعة عاداتنا الاستهلاكية وتقليص إنفاقنا؟!
حساب المواطن سيغطي الفارق بقدر مدروس لن يراعي(هياطنا)ولن يراعي إسرافنا ولن يراعي عاداتنا الاستهلاكية السيئة..هو فقط سيعيننا قليلاً على تغطية الفوارق في الأسعار بعد رفع الدعم وإقرار الضرائب..ومن المتوقع أن تزيد معاناة البعض..خاصة الذين لا يريدون التخلي عن عاداتهم..ولذا يجب على الجميع إعادة التفكير وترتيب الأولويات وتقديم الضروريات على الأمور الثانوية التي يمكن الاستغناء عنها أو تقليص وترشيد استخدامها.
ولهذا..ابتداء من اليوم..راجعوا عاداتكم الاستهلاكية..تخلصوا من الإسراف وهدر موارد الماء والطاقة والوقود..اقتصدوا في الإنفاق..وركزوا على المفيد والنافع من احتياجاتكم..وحافظوا على ما في أيديكم..وراقبوا الجشع ورفع الأسعار والاحتكار وأبلغوا عنه.
وكذلك..فإنني أطالب الإعلاميين بالذات بترك الهياط الإعلامي والخطاب التقليدي الذي ينقل الأخبار فقط..وأن يغوصوا في أعماقها ويبينوا آثارها وما يجب على الناس فعله لتخفيف هذه الآثار والتعامل معها بكفاءة..وأن يتركوا المبالغات وعدم المصداقية..حيث إن عادات الناس المكتسبة خلال سنوات طويلة ليس من السهولة التخلي عنها هكذا فجأة..كما أنه ليس بمقدور الجميع إدراك الفوائد بعيدة المدى لهذه الإجراءات ولكنهم بالتأكيد سيتلمسون آثارها السلبية المباشرة وسيعتبرونها المحصلة النهائية.
نعم سترتفع الأسعار عليك أنت كفرد وكأسرة..ويزيد التضخم غير الطبيعي..ولا تتوقع أن يغطي حساب المواطن كل تلك الفوارق..بل ترشيد إنفاقك أنت وتوجيهه بالشكل الصحيح هو من سيشكل الفارق بين رفاهك ومعاناتك..وبالمقابل فإن الأموال التي ستوفرها الدولة من خلال رفع الدعم عن السلع والخدمات ستصب في الصالح العام وستنفق على المشاريع وتغطية العجز وتجويد الخدمات.
مواقع النشر (المفضلة)