ورد في كتب الأدب:
أنّ الشاعر أبا النجم الهذلي - وكان مبدعاً في الرجز- محبوباً لدى الخليفة هشام بن عبدالملك حتى جعله من جلسائه بل من خُلصائه، واجتهد أبو النجم في أرجوزة أعدها لمدح الخليفة وجوّدها، ثم دخل عليه واستأذن في إنشاده، فأذن له مسروراً فلمّا قال:
والشمسُ قد كادت ولمّا تَفعلِ
كأنّها في الأفق عينُ الأحولِ
غضب الخليفة غضباً شديداً، وأمر به أن يُصْفَع ويُجرّ من رجليه خارج البلاط، ولم يرضَ عليه أو يره بعدها قط!.. والسبب أن هشام بن عبدالملك كان أحول!، غلط الشاعر الذي أنساه إعجابه بالتشبيه حال الخليفة.
و دخل جرير على عبدالملك بن مروان فأنشده قصيدة مشهورة لكنّ مطلعها غير موفق:
أتصحو أم فؤادك غير صاحِ.. ؟!
فغضب عبدالملك وقال: بل فؤادك أنت يا ابن المُراغة! مع أن عبدالملك يعرف أنّ الشاعر يخاطب نفسه ولكن الكلام عامة، والشعر خاصة، له أصول، وقد سمع أبو بكر الصديق - رضى الله عنه - رجلاً يقول له: «لا، جزاك الله خيراً» فقال له: «قل لا وجزاك الله خيراً» وإلّا التبس دعاؤك لأخيك بدعائك عليه.
وبدأ البحتري مدح المتوكل بقوله: لك الويلُ من ليلٍ تقاصر آخرُه..!
فقال المتوكل: الويل لك أنت.. أخرجوه!
مواقع النشر (المفضلة)