2ـ فليتقوا الله وليقولوا قولاً سديدًا
خلق الله في نفوس عباده محبة الولد، والرغبة في إسعاده، فقلوب الآباء مرهفة الحساسية تجاه أبنائهم، شديدة الشغف بهم
قال تعالى "زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين"
وقال "المال والبنون زينة الحياة الدنيا"
غير أن كثيرًا من الآباء يقصرون اهتماماتهم على تأمين حياة راغدة ومعيشة هانئة بجمع المال، وكل ذلك حسن إن كان من حل
فقد قال صلى الله عليه وسلم "إنك إن تترك ورثتك أغنياء خير من أن تتركهم عالة يتكففون الناس"
غير أن القضية الأولى والأهم
"وكان أبوهما صالحا".
وانظر كيف وصف الله الطريق لمن تملك الخوف قلوبهم على ذريتهم في المستقبل فكانت التقوى والصلاح هما الطريق.
ـ محمد بن المنكدر يصف الطريق
ورد عن محمد بن المنكدر أنه قوله لولده والله يا بني إني لأزيد في صلاتي ابتغاء صلاحك.
فانظر كيف كان فقهه رضي الله لقضية صلاح الذرية، وعلم ما هو الشيء النفيس والغالي الذي يكتنزه لولده حتى ينفعه فيما هو مقبل عليه من العواقب والمشقات.
لقد أدرك ابن المنكدر الطريق فهل تبصره أنت.
ـ وعمر بن عبد العزيز يضرب المثال
وهو من هو في زهده وورعه ... مات وما خلف لأهل بيته من حطام الدنيا شيئا
ثم ..يقول العارفون من أهل عصره: قد رأينا أبناء عمر بن عبد العزيز أغنى الناس، ورأينا أبناء عبد الملك بن مروان عالة يتكففون الناس.
فترك الحرام وقول المعروف وفعل الخيرات وبذل الصدقات هي الأمان لولد تتقلب أحواله في الدهر وأنت لا شك تاركه
ولكن الذي لا يزول، والذي بيده مقادير السماوات والأرض وخزائنها إن استودعته وديعتك لن يضيعها.
"وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا"
يتبــــــــــع
مواقع النشر (المفضلة)