الخرافة الثالثة – التوحد وباءً وتفشي
في حين أن هذه الأسطورة مضللة وغير صحيحة ، إلا أنه مفهومة سبب شيوعها ،فإن عدد الأشخاص ذوي إضطراب طيف التوحد
قد إزداد بالفعل خلال العقدين أو الثلاثة عقود الماضية. ولكن بخلاف الأسطورة ، فإن تلك الزيادة لها أسباب منطقية
فما هي إلا إنعكاس للوعي المتزايد ، و الأبحاث المتطورة التي أهتمت بدراسة اضطراب طيف التوحد.
و بالتالي قد حظي العديد من الأشخاص -الذين ربما لم يتم تشخيصهم سابقًا -على فرصة أكبر لتشخيصهم ،ومن ثم تلقي الدعم اللازم
بدلا من معاملتهم علي أنهم ملبوسون من قبل أرواح شريرة , أو محرجون اجتماعيًا، أو انطوائيين ، أو غيرها من التشخيصات الغير علمية و المضللة .
الأسطورة الرابعة : جميع الأشخاص التوحديون من العباقرة
هناك اعتقاد خاطئ شائع آخر بين الأساطير حول التوحد- و لا يقل تضليلا عن أشباهه بالرغم من رومانسيته
وهو تعميم النبوغ بشتى أنواعه علي جميع الأشخاص المصابين بالتوحد ، و هناك من يربط ذلك الأمر بمتلازمة العباقرة ( Savant syndrome)
وهي عبارة حالة نادرة جدًا يظهر فيها الأشخاص من ذوي الاضرابات النمائية قدرات عقلية استثنائية ( متعلقة بالذاكرة أو الفنون أو الموسيقى أو الحساب السريع).
الحقيقة وراء ذلك أن وجود متلازمة العباقرة ليس خرافة،بالعكس و إنما المضلل في تلك الأسطورة هو تعميم الخاص .
فوفقا للدراسات العلمية ، لا يظهر أكثر من 1 من كل 10 (أو 10ظھ) من المصابين بالتوحد مستوى متقدمًا من مهارة معينة,
وربما كان المحرك الرئيسي لتلك الخرافة هو ترويج وسائل الإعلام المختلفة ، و الأعمال الدرامية لها مثل فيلم Rain Man.
و لكن الأمر الذي قد يبدو مفهوما بشأن تلك الأسطورة ،أنه غالبًا ما يُظهر الأفراد المصابون بالتوحد اهتمامًا محددًا ومركّزًا للغاية في موضوع أو مهارة فردية معينة
مع استبعاد كل شي آخر. هذا يعني أنه بالإهتمام بالأمر و التدريب قد يكون لديهم مستوى أعلى من المتوسط من المعرفة حول موضوع أو مهارة معينة بسبب اهتمامهم الشديد بالموضوع.
الخرافة الخامسة – التوحديون بلا عواطف
هذه واحدة من أقسى الأساطير … سبب شيوع تلك الأسطورة هي حقيقة أن اضطراب التوحد قد يؤثر على قدرة الفرد على التفاعل الاجتماعي
فغالبًا ما يُساء تفسير ذلك على أنه تعبير عن عدم الاهتمام أو عدم القدرة على تكوين العلاقات و الروابط مع الآخرين .
و لكن ذلك لا يعني أن ليس لديهم مشاعر ، على العكس يمكن للأشخاص ذوي إضطراب طيف التوحد أيضًا أن يقوموا بتفسير مشاعر الآخرين
وفهم لغة الجسد و العمل على ذلك بشكل أكبر من خلال تنمية المهارات ، و لكنهم يعبرون عن مشاعرهم بطريقتهم الفريدة و الخاصة بكل شخص على حدا .
يتبــــــــــــــــــــــــع
مواقع النشر (المفضلة)