ونلاحظ في حياتنا اليومية كذلك شخصيات آتاها الله من العلم والدهاء والذكاء ما يغبطه عليه فيها كثرة كاثرة من الناس،
لكنَّنا نجد بعضهم لا يزال متعوِّداً على حركات وممارسات غريبة عجيبة،
فهذا لا يستطيع أن يقرأ إلاَّ وقد وضع يده في فمه، أو يحك شعره ، أو ينتف لحيته
وأورد في ذلك قصَّة طريفة فقد حُكي عن القاسم بن علي الحريري ـ صاحب المقامات ـ أنه كان شغوفاً بنتف لحيته؛ فوكِّل به شخص يمنعه من ذلك.
فلما عرض المقامات على الوزير وأعجب الوزير بصنعته سأل عن حاجته فقال الحريري:(أرجوك يا سيدي ملِّكني لحيتي)!! فأجاب سيده وقال له: قد فعلت !.
يريد ـ الحريري ـ أن يسمح له الوزير بنتف لحيته كما كان متعوِّداً على ذلك، لشدَّة شغفه بها،
مع أنَّه كان أولى به وأجدر أن يطلب منه مثلا قصراً منيفاً أو مالاً وفيراً لكنَّه قد تعلَّق بهذا العمل فكان ما كان من ردِّه الغريب!
ونجد أناساً يصفون الدواء للآخرين ثمَّ يقعون في الداء،
فهذا دايل كارنيجي صاحب كتاب :( دع القلق وابدأ الحياة) ويتداوله ـ مفيداً منه ـ كثير من المفكرين والإداريين ، ولكنَّا نجده يموت منتحراً !!
وشخصيات كانوا مثار غباء مدقع لدى معلِّميهم حتَّى طُرِدُوا من المدرسة بسبب فشلهم دراسياً، لكنَّهم أبدعوا في مجالات أخرى وممَّا يشهد لذلك سيرة المكتشف :
(أديسون) حيث طردته المدرسة من التعليم بسبب غباوته وبلادته، وحينما كان يحاول التفكير في صناعة الكهرباء كانت والدته تضحك منه وتعدُّه رجلاً فارغاً،
ولكن مضت الأيام والسنون؛ فإذا به يُخرِجُ للعالم المصباح الكهربائي ، بل ورد أنَّ اختراعاته فاقت أكثر من ألف اختراع !
صيد الفوائد / يتبـــــــــــــــــــع
مواقع النشر (المفضلة)