شهدت سوق الأسهم السعودية تذبذباً خلال الشهرين الماضيين، وكان مسار التذبذب هابطاً، مما جعل البعض يتساءل عن سبب التذبذب؟ وواقع الحال أن التذبذب هو سمة الأسواق، ولأن أسواق الأسهم العربية حديثة النشأة، فإن عدداً غير قليل من المتعاملين بها لا يعرفون تقاليد السوق وأعرافها، وأنها شديدة الخطورة، ومن الممكن أن تكبد المتعامل بها الكثير من الخسارة، كما أنها في المقابل قد تحقق له الكثير من الأرباح، وهذه هي سوق الأسهم الأميركية تتذبذب هابطة الأسبوع الماضي، ولأن السوق راسخة التقاليد، لم يستغرب أحد هذا التذبذب سوى ناقلي الأخبار من الإعلاميين لخلق الإثارة المعتادة إعلامياً.وأسباب تراجع الأسواق متعددة، منها تراجع أرباح الشركة، أو حدوث أمر جوهري سلبي لشركة ما، وهذا يكبدها الخسائر، مما يجعل سهم الشركة يتراجع، ومنها فساد داخل شركة ما، سوء إدارة الشركة، وهذه تسمى العوامل الداخلية؛ أي ما يحدث داخل الشركة. وعكس ذلك يرفع سهم الشركة مثل تحسن الأرباح، حدوث أمر إيجابي للشركة، حسن إدارة الشركة.وهناك عوامل خارجية لا دخل للشركات بها مثل ارتفاع الفائدة البنكية، أو ارتفاع سعر النفط، أو هبوط حاد في العملة، أو حدوث كارثة في بلد ما أياً كان شكل الكارثة طبيعياً مثل الزلازل والبراكين، وغيرها من الكوارث الطبيعية مثل الأعاصير، الجفاف، أو آفة تصيب المحاصيل، وكوارث بفعل الإنسان مثل الحروب أو الحوادث المروعة والمتكررة، سواء كانت لقطارات أو طائرات أو غيرها.وهناك في الأسواق الرصد التاريخي، وهو مهم في التنبؤ بحركة السوق مثله مثل الرصد التاريخي للأحوال الجوية، الذي يمكن من التنبؤ بأحوال الطقس.وفي السوق السعودية، ومن خلال الرصد التاريخي، يتضح أن أسوأ حالات السوق هي شهرا أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر (تشرين الثاني)، لذلك تجد المحترفين في السوق، خصوصاً المضاربين، يقللون وزن الأسهم في محافظهم، مع زيادة وزن النقد في هذين الشهرين، مع الحرص على التسييل اليومي للمحفظة من قبل المضاربين المحترفين في هذين الشهرين أكتوبر ونوفمبر.لذلك فالرصد التاريخي لحركة أي سوق يمكن من استقراء حركة السوق المستقبلية، ومن طبيعة الأسواق عدم الثبات، فلو استقرت كل العوامل الداخلية والخارجية، فإن ارتفاع أسعار أي سوق يغري بالبيع وجني الأرباح، مما يجبر السوق على التراجع، وتراجع الأسعار يغري بال****، مما يجبر الأسعار على التماسك ثم الارتفاع. ودمتم.
مواقع النشر (المفضلة)