ظل الملياردير والمستثمر المكسيكي من أصل لبناني كارلوس سليم يحمل لقب أغنى رجل في العالم منذ عام 2010 وحتى عام 2013، ويمتلك الآن ثروة قدرها 77.7 مليار دولار وفقًا لمجلة "فوربس".
ولأنه من المهم أن يتعرف رواد الأعمال على التجارب الناجحة لكبار المستثمرين والمليارديرات، نستعرض في هذا التقرير لمحات من حياة كارلوس سليم، لتوضيح كيفية بنائه لثروته.
البدايات
ولد سليم عام 1940 في مكسيكو سيتي في المكسيك، وقد أسس والده جوليان سليم متجرًا للسلع المجففة، والذي حقق له أرباحاً كبيرة مكنته من **** العقارات في المدينة بأسعار منخفضة خلال الثورة المكسيكية، وبفضل قراراته الاستثمارية الذكية، أصبح جوليان ثرياً، وبلغت ثروته أكثر من مليون بيزو.
وقد اهتم كارلوس منذ صغره بأعمال والده، وعندما توفي والده كان عمره 13 عاماً فقط، ومع ذلك واصل كارلوس العمل في شركة أبيه، التي ورثها منه.
التحق كارلوس فيما بعد بالجامعة الوطنية المستقلة في المكسيك، ودرس الهندسة المدنية، وكان مهتماً بالاقتصاد أيضًا، وتلقى دورات تدريبية في هذا المجال بعد تخرجه، وعمل فيما بعد تاجر أسهم في مكسيكو سيتي.
وعندما بلغ الخامسة والعشرين من عمره كان قد حقق أرباحاً من التداول بلغت نحو 400 ألف دولار، وقد استخدم هذه الأموال في تأسيس شركته "InversoraBursátil" للوساطة المالية.
إمبراطورية ضخمة
يسيطر سليم على عدة شركات من خلال شركته "جروبو كارسو"، والتي تمتلك حصصاً في شركات متنوعة، مثل شركة إليمنتيا "Elementia"وهي واحدة من أكبر شركات الأسمنت في المكسيك، بالإضافة إلى امتلاك حصص في شركات البيع بالتجزئة مثل "سيرز" و"ساكس فيفث أﭬينيو".
يمتلك سليم أيضًا حصصًا في شركات تعمل في مجال الطاقة والبناء والسيارات، بالإضافة إلى امتلاكه حصة في صحيفة "نيويورك تايمز"، إلا أن الجزء الأكبر من ثروته يأتي من الاتصالات، إذ يمتلك سليم شركة الاتصالات المكسيكية "أمريكا موفيل".
لا تتواجد "أمريكا موفيل" في المكسيك فقط، بل تتواجد في أماكن أخرى من خلال شركات تابعة لها، مثل شركة "تراكفون" لخدمات الهاتف المحمول في الولايات المتحدة الأمريكية، كما تمتلك "أمريكا موفيل" حصة أغلبية في شركة "تليكوم النمسا".
وتصل إمبراطورية سليم للاتصالات إلى كل دول أمريكا اللاتينية تقريباً، ولا يرجع نجاح سليم في هذا القطاع إلى المعرفة الكبيرة بالتكنولوجيا أو الاتصالات، وإنما لاتباعه استراتيجية تتمثل في إعادة استثمار الأرباح في نفس الأعمال التجارية، وتعزيز النمو.
تحديات واجهت إمبراطورية سليم
في عام 2015 كان سليم ثاني أغنى رجل في العالم وفقًا لمجلة "فوربس"، إلا أنه تراجع للمركز الرابع عام 2016، وأصبح في المركز السادس في عام 2017.
وقد أثر ضعف عملة البيزو واللوائح التي أصدرتها الحكومة المكسيكية للحد من الاحتكار على أعمال سليم بشكل كبير، إذ أجبرت هذه اللوائح شركة "أمريكا موفيل" على الخضوع لقواعد خاصة.
لم يعد بإمكان الشركة فرض رسوم على الشركات المنافسة الأصغر إذا استخدمت شبكتها، وأصبح لزاماً على الشركة مشاركة بنيتها التحتية، مثل أبراج الهواتف المحمولة مع منافسيها، وقال سليم إن هذه اللوائح أجبرت الشركة على دعم منافسيها.
العقارات والأعمال الفنية
لم يركز سليم في البداية على العقارات، لكنها صارت جزءً أساسياً من محفظته الاستثمارية خلال العقدين الماضيين، إذ يمتلك 20 مركزًا للتسوق في جميع أنحاء المكسيك.
اشترى سليم أيضًا مبنيين تجاريين في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2015، ويضم المقر الرئيسي لشركة "جروبو كارسو" في مكسيكو سيتي مركز تسوق، وثلاثة أبراج سكنية، وثلاثة مبانٍ تجارية بتكلفة تقديرية تبلغ نحو 1.4 مليار دولار.
وقام ببناء متحف "سمية" تخليداً لذكرى زوجته الراحلة التي كانت من هواة جمع الأعمال الفنية، ويضم المتحف نحو 70 ألف قطعة فنية، والتي تشمل أعمال فنانين مثل رودان وفان جوخ ودالي.المصدر: إنفيستوبيديا
مواقع النشر (المفضلة)