ترويـــــع المسلم
*******************************
جاء في صحيح مسلم عن النبي -صلى الله عليه وسلم-:"من أشار إِلى أخيه بحديدة فإِن الملائكة تلعنه حتى وإِن كان أخاه لأبيه وأمه"
وقول النبي:"وإن كان أخاه لأبيه وأمه"
مبالغة في إيضاح عموم النهي في كلّ أحد، سواء من يُتهم فيه ومن لا يُتَّهم، وسواء كان هذا هزلآ ولعبآ أم لا ..
لأنّ ترويع المسلم حرام بكل حال".
وعن النبي قَال: "من اقتنى (كل*بآ) إلا (كل*ب) صيد أو ماشية نقص من أجره كل يوم قيراطان"
فسّره أهل العلم لأنَّ (ال كل..ب) يروّع الناس في أحيائهم ويخوّف صبيانهم ونساءهم .
وروى الطبرانيّ من حديث ابنِ عمرَ مرفوعآ: "من أخاف مؤمنآ كَان حقّآ على الله أن لَا يُؤمِّنَهُ من أفزاع يوم القيامة "
بل رَوى البيهقيّ عن عبد الله بن عمرو مرفوعا:"من نظر إلى مسلم نظرة يُخِيفُه فيهَا بغير حق أخافه الله يوم القيامة"
سبحان الله! إذا كانت الإشارة بالحديدة لأخيك المسلم، وإن كان لأبيك وأمك، وإن كان مازحآ فإنك تتعرض لِلَعَائِن الملائكة حتى تنتهي .
وكذلك حرّم اقتناء الكلاب من أجل ألا يروّع الناس.. بل حرّمت النظرة التي تخيف بها مسلمآ بغير حقّ ..
فكيف بمن يروَّع بما هو أشدُّ مِن ذلك؟! حتى قد يذهب معه عقلُ الإنسان من الخوف والحسرة .
وإنّ من أشد الترويع ما يفعلُه بعضُ النَّاس من استخدام التصوير في نقل الأحداث والمآسي ..كالحوادث وأخبار الوفاة.. حتى إن أهل المتوفّى لا يعلمون عن ابنهم شيئآ
ألا يتقي الله من يتعمّد الحصول على سبق الخبر والسرعة في نقل الحدَث أن يفجع أبآ أو أمّآ أو أخآ أو قريبآ أو صديقآ !
إنّ الشريعة شرعت عند نقل الأخبار السيئة والمحزنة أن تنقل دُون إِيذاء لصاحب المصيبة .. وإنما تكون بالتدرّج حفاظآ على عقله وصحته ..
فكيف بمن لا ينقل الخبر فقط .. بل ينقل معها صورة الحدث من خلال وسائل التواصُل .
أين حديث النبيّ : "لا يحلّ لمسْلم أن يُرَوّع مسلما"
روى الطبراني عن عامر بن ربيعة :
أنّ رَجلآ أخذ نعل رجل فغيّبها وهو يمزح .. فذُكِر ذلك لرسول الله فقال النبي: "لَا تُرَوِّعُوا المسلم؛ فإِنّ روعة المسلم ظُلمٌ عظيم"
ما المصلحة من سرعة نقل الخبر؟ بل قد ينقل خبر الوفاة ولم يثْبُت بعد خبر وفاته طبّيآ .. ألا يعلم كم هي الفاجعة التي سببها للمسلمين؟! ألا يعلم أن خبر الوفاة يلزم منه أحكامٌ شرعية على الغير؟!
ألا يعلم أن الفقهاءَ نصُّوا على من أفزع إنسانآ فأصابتْه عاهةٌ، أو ذهب عقلُه، أو توقَّفَت بعضُ منافع أعضائه أنّه ضامنٌ لها، إن عرف في الدّنيا، وإلا ففي الآخرة القصاص .
فاحذَر أن تتلطَّخ بهذه الكبيرة والتي قد تجُرّ معها كبائر أخرى دون أن تشعر.
أَعوذ بالله من الشيطان الرجيم:(وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ المؤْمِنِينَ وَالمؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا)[الأحزاب:58].
مواقع النشر (المفضلة)