عن سالم بنِ عَبْدِاللَّه بنِ عُمَرَ: أَنَّ عبدَاللَّه بنَ عُمَرَ رضي اللَّه عنهما كَانَ يَقُولُ لِلرَّجُلِ إِذَا أَرَادَ سَفَرًا: ادْنُ مِنِّي حَتَّى أُوَدِّعَكَ كمَا كَانَ رسولُ اللَّه ï·؛ يُودِّعُنَا فيقُولُ: أَسْتَوْدِعُ اللَّه دِينَكَ، وَأَمانَتَكَ، وخَوَاتِيمَ عَمَلِكَ رواه الترمذي وقال: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
5/716- وعن عبدِاللَّهِ بنِ يزيدَ الخَطْمِيِّ الصَّحَابيِّ ïپ´ قَالَ: كَانَ رسولُ اللَّه ï·؛ إِذا أَرَادَ أَنْ يُوَدِّعَ الجَيْشَ قالَ: أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ دِينَكُمْ، وَأَمَانَتكُم، وَخَوَاتِيمَ أَعمَالِكُمْ حديثٌ صحيحٌ، رواه أَبُو داود وغيرُه بإِسنادٍ صحيحٍ.
6/717- وعن أَنسٍ ïپ´ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبيِّ ï·؛ فَقَالَ: يَا رسُولَ اللَّه، إِني أُرِيدُ سَفَرًا، فَزَوِّدْني، فَقَالَ: زَوَّدَكَ اللَّهُ التَّقْوَى، قَالَ: زِدْني، قَالَ: وَغَفَرَ ذَنْبَكَ، قَالَ: زِدْني، قَالَ: وَيَسَّرَ لكَ الخيْرَ حَيْثُمَا كُنْتَ رواه الترمذي وقال: حديثٌ حسنٌ.
الجواب للشيخعبدالعزيز بن باز رحمه الله :
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلَّى الله وسلَّم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومَن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فقد سبق في الأحاديث ما يدل على شرعية التَّواصي بالحق والتناصح، وأن المؤمن ينصح أخاه ويُوصيه بالخير، ويدعو له في سفره وإقامته، ومن السنة عند السفر أن يقول له: أستودع الله دينك، وأمانتك، وخواتيم عملك كما في حديث ابن عمر، وحديث عبدالله بن يزيد الخطمي، يعني: أجعل هذا كله وديعةً عند الله، يحفظها الله: دينك، وأمانتك، وخواتيم عملك، يعني: يسأل الله أن يحفظها عليه، فهذا من السنة إذا ودَّع أخاه يقوله.
وفي الحديث الأخير لما قال له رجلٌ: يا رسول الله، إني أريد السفر فزَوِّدْني، قال: زَوَّدَك الله التَّقوى، قال: زِدْنِي، قال: وغفر ذنبَك، قال: زِدْنِي، قال: ويَسَّر لك الخيرَ حيثما كنتَ، فهذا كله من الدّعاء الصَّالح، فإذا قال الإنسانُ لأخيه: زوَّدك الله التقوى، أو: يسَّر الله أمرك، أو: غفر لك، أو ما أشبه ذلك فكله من السنة، ومن الأخلاق الكريمة.
وفَّق الله الجميع.
الأسئلة:
س: يُكثِر من دعاء: اللهم اجعل الصلاةَ قُرَّة عيني؟
ج: هي قرة عيون المؤمنين مثلما قال ï·؛: وجُعِلَتْ قُرَّتُ عيني في الصلاة، فإذا دعا ربَّه به فلا بأس.
س: ما صحة حديث أنس؟
ج: ما راجعتُ سندَه، لكنه مشهورٌ معروفٌ، وما أذكر فيه عِلَّةً.
س: رواه الترمذي وقال: حسن؟
ج: ما أذكر فيه عِلَّةً.
س: هل يُشرع هنا كما قال الرسول ï·؛: ادن مني أنه يُشرع ال عنااااق؟
ج: هو قال: أستودع الله ...
س: يعني يكفي هذا؟
ج: يكفي هذا، كان الصحابةُ إذا قدموا من سفرٍ تعانقوا، وإذا تلاقَوا تصافَحوا.
س: ما يُشرع ال عناااقُ إذا أراد المُسافرُ أن يُسافر؟
ج: لا أعلم فيه مانعًا.
س: ما الدّعاء الذي يُشرع للمُسافر أن يقوله قبل أن يذهب؟
ج: كان النبيُّ ï·؛ إذا ركب راحلته قال الدّعاء المشهور عند ركوبه: فيُكبر ثلاثًا، ويحمد الله جلَّ وعلا، ويقول: الحمد لله الذي سخَّر لنا هذا وما كنا له مُقرنين، وإنا إلى ربنا لمنقلبون، اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البِرَّ والتَّقوى، ومن العمل ما ترضى ..، تُراجع في "رياض الصَّالحين" وغيره أحاديثُ السفر.
س: ماذا يقول المسافرُ للمُقيم؟
ج: ما أعرف فيه شيئًا ورد، لكنَّ ذكر الله مطلوبٌ للمؤمن، مسافرًا أو مقيمًا، فالإكثار من ذكر الله والاستغفار هذا هو المطلوب دائمًا.
س: وقول: "أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه"؟
ج: هذا عند السفر: أستودع الله: دينك، وأمانتك، وخواتيم عملك.
مواقع النشر (المفضلة)