مرحباً بكم في منتدى المضارب للأسهم السعودية والإستثمار / يتابع بالمنتدى سهم دار الأركان من رئيس قسم التحليل الفني الأستاذ Assalimi / وسهم دانة غاز من المفكر والمتابع الراقي واحد يفكر مع مجموعة مميزة ويمتلك المنتدى نخبة عالية من المحللين بجميع مدارس علم التحليل ونرحب بجميع الأقلام المميزة فمرحباً بكم مجدداً بمنتدى المضارب

 

النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: التضرع في زمن البأس

  1. #1
    https://www.raed.net/img?id=456231
    نائب المراقب العام
    محـ اليتامى ـب
    التقييم: 147634

    الحالة
    غير متصل
    رقم العضوية
    5082
    تاريخ التسجيل
    Apr 2020
    المشاركات
    91,861

      لشكر ولدالقصيم

    افتراضي التضرع في زمن البأس


    التضرع في زمن البأس




    د. عامر الهوشان


    آية في كتاب الله تعالى استوقفتني وهي تصف حال الذين كذبوا رسل الله تعالى وأصروا على ذلك الضلال المبين رغم الإنذارات الكثيرة التي أنذرهم الله تعالى بها ليعودوا إلى الحق ويؤبوا عن كفرهم وعنادهم , وهي قوله تعالى في سورة الأنعام : { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ * فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } الأنعام/42-43


    قال ابن كثير رحمه الله : { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ } يعني : الفقر والضيق في العيش { وَالضَّرَّاءِ } وهي الأمراض والأسقام والآلام { لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ أي: يدعون الله ويتضرعون إليه ويخشعون ... قال الله تعالى : { فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا } أي : فهلا إذ ابتليناهم بذلك تضرعوا إلينا وتمسكنوا إلينا { وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ } أي : ما رقت ولا خشعت { وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } أي : من الشرك والمعاصي . تفسير ابن كثير 3/256


    وقال القرطبي رحمه الله : (فَلَوْلا) تَحْضِيضٌ، وَهِيَ الَّتِي تَلِّي الْفِعْلَ بِمَعْنَى هَلَّا، وَهَذَا عِتَابٌ عَلَى تَرْكِ الدُّعَاءِ ، وَإِخْبَارٌ عَنْهُمْ أَنَّهُمْ لَمْ يَتَضَرَّعُوا حِينَ نُزُولِ الْعَذَابِ . وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونُوا تَضَرَّعُوا تَضَرُّعَ مَنْ لَمْ يُخْلِصْ ، أَوْ تَضَرَّعُوا حِينَ لَابَسَهُمُ الْعَذَابُ ، وَالتَّضَرُّعُ عَلَى هَذِهِ الْوُجُوهِ غَيْرُ نَافِعٍ (وَلكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ) أَيْ صَلُبَتْ وَغَلُظَتْ ، وَهِيَ عِبَارَةٌ عَنِ الْكُفْرِ وَالْإِصْرَارِ عَلَى الْمَعْصِيَةِ ، نَسْأَلُ اللَّهَ الْعَافِيَةَ . (وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ مَا كانُوا يَعْمَلُونَ) أَيْ أَغْوَاهُمْ بِالْمَعَاصِي وحملهم عليها . الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 6/425


    وإذا كانت هذه الآية الكريمة تتحدث عن أقوام كذبوا رسلهم وأصروا على كفرهم حسب ما هو منصوص عليه في كتب التفسير , فإنها نبهتني إلى شدة حاجة المسلمين اليوم إلى تدبرها والاتعاظ بها , فالبأس والكرب والابتلاء الذي نزل بساحة المسلمين في هذه الأيام , لا نرى ما يقابله من التضرع والتذلل والانكسار المطلوب إلى الله تعالى في مثل هذه الظروف والأحوال العصيبة التي تمر بها الأمة .


    نعم ....قد تكون هناك فئة قليلة المسلمين يتضرعون إلى الله تعالى بالليل والنهار , ويتذللون بين يديه بالدعاء طالبين منه سبحانه أن يرفع المحنة ويكشف الغمة عن الأمة , إلا أن العدد الأكبر من المسلمين غافلين عن هذه الوسيلة الناجعة في رفع البلاء والنصر على الأعداء .


    إن حقيقة الابتلاء - إن تعامل العباد معه بما أمر الله تعالى - منحة وعطاء , فالله تعالى يبتلي عبده ليسمع تضرعه , وهو سبحانه يحب صوت الملحين في الدعاء ، وأنين المتضرعين إليه في الضراء .


    قال ابن القيم رحمه الله : " فالله يبتلي عبده ليسمع تضرعه ودعاءه والشكوى إليه , ولا يحب التجلد عليه , وأحب ما إليه انكسار قلب عبده بين يديه , وتذلله له وإظهار ضعفه وفاقته وعجزه وقلة صبره , فاحذر كل الحذر من إظهار التجلد عليه , وعليك بالتضرع والتمسكن وإبداء العجز والفاقة والذل والضعف , فرحمته اقرب إلى هذا القلب من اليد للفم " . من كتاب الروح 1/259

    ومن هنا كان تضرع الأنبياء والمرسلين عليهم السلام والتجاؤهم إلى الله سمة بارزة في سيرتهم العطرة حين نزل بهم البلاء واشتد عليهم الكرب , فكان نداء نوح عليه السلام ربه أن ينجيه وأهله من الكرب العظيم , كما كان التجاء ابراهيم عليه السلام إلى الله وحده أن يجعل أفئدة من الناس تهوي إلى زوجه وولده , وافتقار أيوب عليه السلام أن يكشف الله ما نزل به من ضر , و استغاثة يونس عليه السلام في ظلمة جوف الحوت وقاع البحر أن ينجيه من الغم , كما كانت شكوى يعقوب عليه السلام لله وحده : { قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ } يوسف/86 .

    ويكفي أن يطالع أحدنا سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح من أمته , حتى يتأكد له التزامهم في البأساء والضراء و زمن المحن والابتلاءات بالتضرع وشدة الإلتجاء إلى الله سبحانه وتعالى .

    فمع تضرع والتجاء الرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم إلى الله تعالى في كل أحواله , إلا أن شدة تضرعه وانكساره وإلحاحه على ربه باستجابة دعائه كانت في وقت الحروب والأزمات , ففي غزوة بدر الكبرى أكثر الرسول الكريم من التضرع إلى الله والإلحاح بالدعاء إليه سبحانه , ففي الحديث الصحيح عن عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِلَى الْمُشْرِكِينَ وَهُمْ أَلْفٌ وَأَصْحَابُهُ ثَلاَثُمِائَةٍ وَتِسْعَةَ عَشَرَ رَجُلاً فَاسْتَقْبَلَ نَبِىُّ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- الْقِبْلَةَ ثُمَّ مَدَّ يَدَيْهِ فَجَعَلَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ « اللَّهُمَّ أَنْجِزْ لِى مَا وَعَدْتَنِى اللَّهُمَّ آتِ مَا وَعَدْتَنِى اللَّهُمَّ إِنْ تَهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةُ مِنْ أَهْلِ الإِسْلاَمِ لاَ تُعْبَدْ فِى الأَرْضِ ». فَمَازَالَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ مَادًّا يَدَيْهِ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ حَتَّى سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ مَنْكِبَيْهِ فَأَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ فَأَخَذَ رِدَاءَهُ فَأَلْقَاهُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ ثُمَّ الْتَزَمَهُ مِنْ وَرَائِهِ. وَقَالَ يَا نَبِىَّ اللَّهِ كَذَاكَ مُنَاشَدَتُكَ رَبَّكَ فَإِنَّهُ سَيُنْجِزُ لَكَ مَا وَعَدَكَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّى مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ مُرْدِفِينَ) فَأَمَدَّهُ اللَّهُ بِالْمَلاَئِكَةِ . صحيح مسلم برقم/4687

    لم يكن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وحده من يتضرع إلى الله تعالى في وقت الشدة والمحنة والنوازل , بل كان الصحابة الكرام رضي الله عنهم يتضرعون إلى الله تعالى أيضا ويستغيثون به ، ويسألونه النصر والتأييد , وكتاب الله تعالى يؤكد ذلك ويؤيده : { إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِين } الأنفال/9 , قال الطبري رحمه الله : ومعنى قوله : { تستغيثون ربكم } : تستجيرون به من عدوكم ، وتدعونه للنصر عليهم . تفسير الطبري 13/409

    وإذا استعرضنا سيرة خلفاء الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم , وجدنا أن التضرع إلى الله تعالى كانت السمة البارزة في خلواتهم في الشدائد والنوازل , ويكفي أن نذكر في هذا المقام حال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه في عام الرمادة , فمع اتخاذه كافة التدابير الكفيلة بإنهاء المجاعة واحتوائها , من خلال استنفار عماله في الأمصار والكتابة إليهم ليرسلوا إلى المدينة الطعام والميرة , والإشراف بنفسه على إطعام الناس ومواساتهم ..... أضاف إلى هذه الأسباب المادية الضرورية شدة تضرعه إلى الله أن يكشف ما نزل بالمسلمين من محنة في ليله وخلوته .

    فقد ورد أنه رضي الله عنه كان يتضرع إلى الله تعالى في كل ليلة أن يرفع البلاء ويكشف بأس المسلمين وكربهم , وقد ذكر ذلك عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ذلك بقوله : "كان عمر بن الخطاب أحدث في عام الرمادة أمراً ما كان يفعله ، لقد كان يصلي بالناس العشاء ، ثم يخرج حتى يدخل بيته ، فلا يزال يصلي حتى يكون آخر الليل ، ثم يخرج فيأتي الأنقاب ، فيطوف عليها ، وإني لأسمعه ليلة في السحر وهو يقول : اللهم لا تجعل هلاك أمة محمد على يدي" .


    هذا هو حال السلف الصالح في أيام الشدة والكرب والمحنة , تضرع إلى الله تعالى والتجاء , وانكسار و تذلل بين يديه سبحانه , بعد الأخذ بكامل الأسباب بطبيعة الحال .

    فهل حال المسلمين اليوم مع ما نزل بهم من بلاء و ضراء فيه اقتداء بما كان عليه الأنبياء والمرسلون عليهم السلام من تضرع وشدة التجاء إلى الله تعالى ؟! وهل نحن متأسون بالسلف الصالح من أمة خاتم الأنبياء ؟! أم إن التقصير في هذا الجانب شديد وظاهر رغم عِظم البلاء ؟!
    يارب لك أرفع أكف الضراعة وإيمانى بك يملأ قلبى بكل القناعةيارب ياعظيم
    ياصاحب العرش الكريم يارحمن الدنيا والآخرة ورحيمهمايامن لايعجزه شيء في السماء ولافي الأرض ياقوي ياقادرأسألك أن تغفرلأمي وأبي وترحمهما وتوسع لهما في قبريهما وتنورلهما فيه يارب




  2. #2
    عضو متألق قدير
    ★★★
    التقييم: 2977

    الحالة
    متصل
    رقم العضوية
    5246
    تاريخ التسجيل
    May 2020
    المشاركات
    2,776

      لشكر نيرو

    افتراضي رد: التضرع في زمن البأس

    بارك الله فيك

  3. #3
    https://www.raed.net/img?id=456231
    الصورة الرمزية ابوسارة
    مجلس الإدارة
    مشرف عـام
    التقييم: 4991

    الحالة
    غير متصل
    رقم العضوية
    4830
    تاريخ التسجيل
    Mar 2020
    المشاركات
    7,164

      لشكر ابوسارة

    افتراضي رد: التضرع في زمن البأس

    بارك الله فيك

  4. #4
    عضو قدير معتمد
    التقييم: 14714

    الحالة
    غير متصل
    رقم العضوية
    5598
    تاريخ التسجيل
    Jul 2020
    المشاركات
    12,535

      لشكر طالع نسبه

    افتراضي رد: التضرع في زمن البأس

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    مشكور والله يجزاك خير

  5. #5
    عضو وسام ذهبي
    ★★★★
    التقييم: 14346

    الحالة
    متصل
    رقم العضوية
    5687
    تاريخ التسجيل
    Jul 2020
    المشاركات
    5,135

      لشكر ابوطيف

    افتراضي رد: التضرع في زمن البأس

    بارك الله فيك وزادك علمآ

  6. #6
    عضو نشيط
    التقييم: 599

    الحالة
    متصل
    رقم العضوية
    5661
    تاريخ التسجيل
    Jul 2020
    المشاركات
    338

      لشكر هارب

    افتراضي رد: التضرع في زمن البأس

    كتب الله أجرك.ورفع قدرك.

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML