رغم أن شركة "في بي آي فاكسينز" "VBI Vaccines" التي تأسست في الولايات المتحدة الأمريكية منذ 15 عامًا، متخصصة في تصنيع لقاحات الأمراض المعدية والسرطان، إلا أنها لم تتمكن بقيمتها السوقية التي تزيد قليلاً على 800 مليون دولار، من منافسة شركات الأدوية الكبرى مثل "فايزر" و"موديرنا"، والتي كانت قادرة على تركيز طاقتها لتصنيع لقاح جديد لفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" بسرعة.
- تقود شركة "في بي آي فاكسينز" حاليًا مجموعة من الشركات الجديدة، وهي شركات تكنولوجيا حيوية صغيرة، تركز "في بي آي" على إنتاج لقاح شامل لفيروس كورونا، والذي يمكن أن يكون فعالاً ضد جميع أنواع فيروس "كوفيد-19"، وكذلك فيروسات كورونا التي يمكن أن تظهر في المستقبل.- دخلت شركة "في بي آي" في شهر مارس الماضي في شراكة بقيمة 33 مليار دولار، مع تحالف "ابتكارات الاستعداد للأوبئة"، لتطوير لقاح يصلح لجميع فيروسات كورونا، ويمكن أن يحمي اللقاح من متغيرات فيروس كورونا المستجد، وفيروسات كورونا الأخرى، وسوف تبدأ الاختبارات السريرية على هذا اللقاح في النصف الثاني من العام الجاري.- تسير نحو ست شركات على المسار نفسه، على أمل أن تكون إحداها الفائزة في سباق لقاح "كوفيد-19" الثاني، والذي يمكن أن يحمي من جميع أنواع "كوفيد-19"، ويمكن أن يحل بسرعة محل اللقاحات الحالية.- أظهرت بعض هذه اللقاحات فاعلية ضد متغيرات كورونا، التي تم اكتشافها للمرة الأولى في جنوب إفريقيا والبرازيل، لكن الشركة التي ستفوز حقًا في هذا السباق هي التي ستكون قادرة على إنتاج لقاح يحمي من جميع الفيروسات التاجية، والفيروسات التاجية هي عائلة من الفيروسات المسببة لفيروس سارس ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية "ميرس"، وأنواع من نزلات البرد.- من أجل إنتاج لقاح شامل لفيروسات كورونا، تخطط شركة "في بي آي" لتدريب جهاز المناعة، ليكون قادرًا على التعرف على جزء معين من الفيروس والموجود حتى في فيروسات كورونا التي لم تظهر بعد. وتحتوي جميع فيروسات كورونا على بروتين سبايك، والذي يستخدمه الفيروس لدخول الخلايا.- بدلاً من البحث عن بروتين سبايك محدد، الذي يشير إلى إصابة الفرد بفيروس كورونا معين، تريد شركة "في بي آي" تعليم جهاز المناعة التعرف على أي بروتين سبايك مشابه. وتسعى شركات أخرى حول العالم لإنتاج لقاح شامل لفيروس كورونا باستخدام تقنيات مختلفة. فشركة "جريتستون" "Gritstone" التي يقع مقرها في كاليفورنيا، يركز فيها الباحثون ليس فقط على تنشيط الأجسام المضادة، ولكن على تنشيط أجزاء أخرى أيضًا من جهاز المناعة.تحديات- رغم أن العلم الكامن وراء تطوير لقاح شامل لفيروس كورونا يبدو بسيطًا نسبيًا، إلا أنه لا تزال هناك العديد من التحديات. فالعلماء يعملون منذ عقود لابتكار لقاحات عالمية للإنفلونزا، وفيروس نقص المناعة البشرية، إلا أن كل هذه الجهود تعثرت.- يقول دينيس بيرتون أستاذ علم المناعة وعلم الأحياء الدقيقة في "معهد سكريبس للأبحاث" إنه كلما كان اللقاح أكثر استهدافًا لمتغير معين في الفيروس، كان تطويره أسهل، بينما إذا كان الهدف تطوير لقاح يستهدف جميع الفيروسات التاجية، فسوف تزداد صعوبة الأمر كثيرًا، كما أشار بيرتون إلى تحدٍ آخر، وهو التأكد من أن اللقاح فعّال مع الأشخاص، الذين لديهم أجهزة مناعية مختلفة.وأضاف بيرتون أنه من المهم أن يكون اللقاح قادرًا على تحفيز الأجسام المضادة الصحيحة لدى معظم الأشخاص، وهذا يجعل الأمر أكثر صعوبة.- رغم الخوف من عدم القدرة على التوصل للقاح شامل لفيروس كورونا، إلا أن الفوائد المحتملة كافية لتحفيز العلماء على مواصلة محاولاتهم، وتجدر الإشارة إلى قناعة الخبراء التامة بأن فيروس كورونا المستجد لن يكون آخر فيروسات كورونا المميتة.المصدر: فوربس
مواقع النشر (المفضلة)