يشهد العالم في الوقت الحالي تطورًا متسارعًا للتكنولوجيا، فكل يوم تظهر تقنيات جديدة لا تغير الطريقة التي تعمل بها الشركات في الصناعات المختلفة فحسب، ولكنها تغير أيضًا الطريقة التي اعتاد الأفراد العيش بها لسنوات.
ويتساءل كثيرون عما يمكن أن يصبح عليه العالم في ظل هذا التطور السريع للتكنولوجيا، وهو الأمر الذي يحاول كل من بيتر ديمانديس وستيفن كوتلر الإجابة عنه من خلال كتابهما "المستقبل أسرع مما تعتقد" الصادر في 2020.- ينقسم الكتاب إلى ثلاثة أجزاء و14 فصلاً، ويناقش الجزء الأول تطور التقنيات الجديدة، ويطرح مفاهيم مثل قانون مور لشرح أسباب التطور السريع للتكنولوجيا، ويركز الجزء الثاني أكثر على مستقبل الأشياء، وكيف ستلعب هذه التقنيات دورًا في تغيير مجالات مثل التعليم، والرعاية الصحية، والتسوق، والترفيه وغير ذلك من مجالات.- يناقش الجزء الأخير من الكتاب كيف سيتغير العالم بمجرد أن تشهد هذه المجالات تحولاً سريعًا بفضل التكنولوجيا، في حين يغطي الكتاب مجموعة كبيرة من التقنيات في مجالات عديدة، إلا أنه يركز بشكل أساسي على الذكاء الاصطناعي، ويناقش حدوده ومخاطره. ويقدم المؤلفان نظرة إيجابية لمجال الذكاء الاصطناعي، فمن وجهة نظرهما فإن الروبوتات على وشك القيام بوظائف خطيرة ومتكررة، لكن ذلك لن يؤدي إلى بطالة جماعية مثلما يعتقد كثير من الأشخاص.- أبرز ما يميز الكتاب هو طريقة طرح الأفكار والمعلومات، فيبدأ المؤلفان عرض أي تقنية جديدة بتقديم خلفية معلوماتية عنها، ووصف موجز لكيفية عمل هذه التكنولوجيا، ثم يقدمان نموذجًا أو أكثر لكيفية استخدام هذه التقنية الآن، ومن الأشياء المميزة في هذا الكتاب أيضًا أنه يتيح الفرصة للقراء، لتخيل تأثير التقنيات الجديدة على الصناعات المختلفة، والحياة اليومية للأفراد في المستقبل.- يلقي ديمانديس وكوتلر الضوء في كتابهما على أفكار قد تظهر في السنوات المقبلة، رغم أنهما لم يستطيعا الجزم ما إذا كان السوق سيقبل هذه الأفكار أم لا، كما لا يمكن ضمان أن تطبق بعض أو كل هذه الأفكار في السوق خلال العقود المقبلة.- قد يستغرق الأمر نحو نصف قرن قبل أن تتحقق فعلاً أي من الأفكار التي ناقشها المؤلفان، فالتطور التكنولوجي يحدث على نحو سريع فعلاً، لكنه قد لا يكون بهذه السرعة التي يتوقعها ديمانديس وكوتلر.المصادر: فوربس - إنسايد هاير إد - فاينانشال إكسبريس
مواقع النشر (المفضلة)