أسدِلي يا ابنةَ الكرامِ الحِجابا
وافخَري فيهِ مظْهراً ولُبابا
إنَّ فيه العفافَ والطهرَ والحِش
مةَ والمجدَ والتقى والثَّوابا
لا تُبالي بما تَرْين من الزَّي
فِ، فليس السرابُ إلا سرابا
أنت غصنٌ في دوحةِ الحقِّ فوا
حٌ زكيُّ الثمارِ.. طابتْ وطابا
أنتِ نبتُ الإسلام فيهِ تغنَّي
تِ وفي ظلهِ لمعتِ شِهابا
كم تحديتِ في الطريقِ صعاباً
وتحمَّلتِ في الطريق عذابا!
زعَموا أنما التقدمُ في العُرْ
يِ، فراحوا يمُزقونَ الثيابا!
زعموا أنما الحياة فتاةٌ
تتغاوى وشيخةٌ تتصابى
فاستشاطوا على الطريقِ جنوناً
وجَرَوا خلف (أُمِّهم) أَذنابا
وتبارَوا في الموبقاتِ، وقالوا:
إنه عصرُنا يودُّ انقلابا
وانبرَت جوقةُ الرذيلةِ تَسطو
وتداعَت على الشرابِ ذبابا
سكرَت في جنونِها واستباحَت
كلَّ سترٍ لنا وجَزَّت رِقابا
علَّمَتنا الثُّغاءَ في ساعة الجوعِ
فثُغْنا، فعلَّمتنا العِتابا
وغدا المسرحُ العجيب ديوكاً
تتبارى ومُخرجاً يتغابى!
وغدا الناسُ قاتلاً وقتيلاً
وغدت نكهةُ الحياةِ تُرابا
وتعرَّتْ تلك الشقيَّةُ طيشاً
وتساقت من سمِّهم أكوابا
مزَّقتْ برقع الحياءِ وراحت
تشربُ العمر غُصَّةً واكتئابا
أنكروا أن تكون ربةَ بيتٍ
وتمادَوْا فأنكروا الإنجابا
وتلاقت مع الصبيِّ عراكاً
لم تُقدِّرْ مع العراكِ حسابا
وغدت تنكرُ الأُبوةَ والعر
فَ وتلغي الآدابَ والأحسابا
حسبت أنها المدارُ وأن ال
كونَ يجري من حَولها إعجابا
حقَنوها بالترَّهاتِ فطاشت
في غرورٍ وحطَّمت أبوابا
أكلت رأسها الشعاراتُ حتى
ثملَت نشوةً وطارت سحابا
والشياطينُ حولها ترقبُ الصي
دَ، وتجري إليه ظُفراً ونابا!؟
ثم جاء الخريفُ يصبغُ فودَيْ
ها ويطوي مع الشبابِ شبابا
فإذا بالنجوم ترحلُ عنها
وإذا بالمنى تؤُولُ سَرابا!
خمدتْ شِرَّةُ الشبابِ فباتَت
تشتكي السيفَ تارةً والقِرَابا
صرختْ في العراءِ صرخة يأسٍ
وتمنَّتْ لو تستحيلُ ترابا
كلُّهم واقفون حولَ بقايا
ها، وكُلٌّ قد هيَّأَ الأسبابا
إيهِ يا دوحةَ العقيدةِ، كُوني
للضحايا المعذَّبينَ مآبا
وامنَحيهم من اليقين شفاءً
وامنحيهم من الهُدى مِحرابا
ضَمِّدي فيهمُ الجراح وصُدِّي
عنهمُ اليأسَ والضنى والعذابا
مواقع النشر (المفضلة)