السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حفظكم الله ورعاكم فضيلة الشيخ
ما حكم شيخنا من يروج للشيوخ الروحانيين في المنتديات
هؤلاء الذين يدعون والله المستعان القدرة على علاج كل الأمراض الروحية والعضوية وحل كل المشاكل !!
وجزاكم الله خيرا
الجواب :
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
هؤلاء دجّالون كذّابون ، وليسوا شيوخا ، وإنما سَمّوا أنفسهم شيوخا لِيَروج ذلك على عامة الناس .
وهؤلاء سَحَرة وكَهَنة ومُشعوِذُون يَنشرون الشِّرك والخرافة تحت دعاوى علاج المرضى ، وجَلْب الحبيب ، وهذا هو سِحر العَطْف والتِّوَلة ، وهو نوع مِن أنواع السحر ، يزعمون أنه يُحبب المرأة إلى زوجها .
ويّدعي أولئك أنهم يُعالِجون الناس بالرُّقيَة ، وإنما هي طلاسم ورُقى شركية ، أو بِدعيّة ، وهذه قد نَهَى عنها النبي صلى الله عليه وسلم .
ففي حديث جابر رضي الله عنه قَال : نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الرُّقَى فَجَاءَ آلُ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ كَانَتْ عِنْدَنَا رُقْيَةٌ نَرْقِي بِهَا مِنْ الْعَقْرَبِ ، وَإِنَّكَ نَهَيْتَ عَنْ الرُّقَى . قَالَ : فَعَرَضُوهَا عَلَيْهِ ، فَقَالَ : مَا أَرَى بَأْسًا ، مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَنْفَعْهُ . رواه مسلم .
وفي حديث عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ رضي الله عنه قَال :كُنَّا نَرْقِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ تَرَى فِي ذَلِكَ ؟ فَقَالَ : اعْرِضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ ، لا بَأْسَ بِالرُّقَى مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ شِرْك . رواه مسلم .
فليست كل الرُّقَى جائزة ، بل منها ما هو منهي عنه ، ومنها ما هو شِرْك .
ولا يجوز فكّ السحر بِسِحر ، ولا عن طريق السحرة والكهّان والمشعوذين ؛ لأنه لا يجوز سؤال هؤلاء ولا إتيانهم ؛ لِقوله عليه الصلاة والسلام : مَن أتى عَرَّافا فسأله عن شيء لم تُقبل له صلاة أربعين ليلة . رواه مسلم
فإن صَدّق أقوالهم ، فهو أشدّ خَطَرًا ، لقوله عليه الصلاة والسلام : مَن أتى كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول فقد كَفَر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم . رواه الإمام أحمد وغيره .
وإعانة هؤلاء الدجالين ، ونشر رسائل عنهم وعن أعمالهم ، والترويج لهم ؛ مُشارَكة لهم في الشِّرك والإثم .
فإن كان ترويجا لِشِرْك ، فقد أشْرَكوا معهم ، وإن كان باطلا فقد شاركوهم الإثم ؛ لأن الرِّضا بالكُفر كُفر ، والرِّضا بالمعصية مَعصية .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إِذَا عُمِلَتِ الْخَطِيئَةُ فِي الأَرْضِ كَانَ مَنْ شَهِدَهَا فَكَرِهَهَا - وَقَالَ مَرَّةً : " أَنْكَرَهَا " - كَمَنْ غَابَ عَنْهَا ، وَمَنْ غَابَ عَنْهَا فَرَضِيَهَا كَانَ كَمَنْ شَهِدَهَا . رواه أبو داود ، وحسّنه الألباني .
وإن روّج لهم فأضَرُّوا إنسانا بالسِّحر عن طريق هذا الترويج ، كان شَرِيكا لهم في الإثم ، وكان عليه نَصيبه مِن الوِزر ، وتُصيبه دعوات المسلمين على أولئك الدجّالين .
وعلى كل مَن يُروِّج لِمن يُسَمّون أنفسهم (روحانيين) أن يتوب إلى الله ؛ لأنه يُروِّج للسَّحَرة والمفسدين ، وأن يُصلِح ما أفسد ، وأن يُبيِّن للناس خطأ وخطورة ما نَشَر ، وبُطلان ما كان يُروِّج له ؛ لقوله تعالى :
(إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ (159) إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) ،
ولقوله عزَّ وجَلّ :
(ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) .
وباب التوبة مفتوح ، والإصلاح ممكن ، والله غفور رحيم لِمَن تاب وأناب وأصلح .
هذا من باب التوضيح لناس واخذ الحذر من هاولا الدجاليه ودمتم بخير
مواقع النشر (المفضلة)