أسماء الله الحسنى وصفاته العُلى يقول الله عزَّ وجل: "وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ"
يعلم كلُّ مسلمٍ أن الله سبحانه وتعالى جعل لنفسه أسماءً وصفات كاملةً وخاليةً من النُّقصان
حيث إنَّ المسلم يتعبَّد الله سبحانه تعالى ويتقرَّب إليه ويدعوه بها.
كما أنه لكلِّ اسمٍ من هذه الأسماء معنى متكامل
وسنذكر اليوم شرحاً مبسطاً لهذه المسألة، وهي توحيد أسماء وصفات الله سبحانه وتعالى، وسنقسِّم بحثنا المختصر جداً إلى خمسة مباحث
أسماء الله تعالى تتضمَّنُ أوصافاً ذات معنى
إنَّ أسماء الله سبحانه وتعالى ثابتة عظيمة
اسم (الله) يتضمَّنُ صفة، وهي صفة الألوهية التي ينفردُ بها سبحانه وتعالى، إذاً فإن أسماء الله تعالى هي أعلامٌ دالَّةٌ على صِفة ذات معنى
قد يتضمَّن الاسم الواحد من أسماء الله تعالى صفتين أو أكثر فمثلاً الخلَّاق من أسماء الله تعالى، يتضمَّنُ صفة الخلق ويسلتزم صفة العِلم والقُدرة
.
أسماء الله تعالى متباينة ومترادفة
فمثلاً من أسماء الله تعالى (العزيز) و (الرحيم)، فإذا نظرنا إلى هذين الاسمين من ناحية الدَّلالة، فإننا نجدهما يدُلَّان على شيءٍ واحد وهو الله تعالى، فعندها نقول بأنهما مترادفان بالدَّلالة، وأما إذا نظرنا إلى هذين الاسمين من ناحية المعنى، فإننا نجدهما مختلفين، فعندها نقول بأنهما متباينان بالمعنى.
أسماء الله ليست محصورةً
إن أسماء الله سبحانه وتعالى غير محصورةٍ بعددٍ معيَّنٍ لا تزيد ولا تنقُص، بل لا يمكن حصرها والدليل على ذلك ما ورد بالحديث عن ابن مسعودٍ رضي الله عنه في دعاء الغمِّ والكرب، الذي علَّمنا إياه الرسول عليه الصلاة والسلام: ".. أسألك بكلِّ اسمٍ هو لك، سمَّتَ بهِ نفْسك، أو أنزلته في كتابك، أو علَّمتهُ أحداً من خلْقك، أو استأثرت به في عِلْمِ الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي..." إلى آخر الحديث
والشاهد هنا من هذا الحديث، قوله صلى الله عليه وسلَّم: "أو استأثرت به في عِلْمِ الغيب عندك"، وهذا يدلُّ على أن الله سبحانه وتعالى استأثر لنفسه بأسماءٍ لا يَعلمها أحدٌ من خَلْقه، ولا يمكن الوصول إليها؛ لأنه إن أمكن الوصول إليها فهي لن تكون مستأثرة.
يتساءل البعض عن كيفية الجمع بين هذا الحديث والحديث الآخر الذي يقول به عليه الصلاة والسلام: "إن لله تسعةً وتسعين اسماً، من أحصاها دخل الجنَّة"،
من المعلوم لغوياً أن هذا الحديث الثَّاني لا يدل على الحصر، وإنما يدلُّ على حصرٍ معيَّنٍ، وهو أن المسلم إذا أحصى تسعةً وتسعين اسماً من أسماء الله
.
أسماء الله تعالى توقيفية
معنى توقيفية، أي أنها موقوفة على ورود الشَّرع بها، فهي التي يتوقف إثباته أو نحوه على قول الشَّرع، إذاً لا يجوز لنا أن نسمِّي الله بما لم يُسَمِّ به نفسه،
وكما أن الله تعالى قال: "وللهِ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى.." أي أنها بلغت كمال الحُسْنِ، فهي خاليةٌ من النُّقصانِ...
مواقع النشر (المفضلة)