الرد على الإهانة هو أمر نحتاجه أحياناً حتى لا يتعدى أحد على حدودنا مرة أخرى.
قد يظل من حولك ينصحونك بعدم رد الإهانة وعدم تلويث لسانك بكلام قبيح لا يليق برقي إنسانيتك ولا برقي دينك وتعليمك وبيئتك.
ولكن ليس عليك أن ترد الإهانة بالشتائم بل هناك طرق أخرى يمكنك بها رد الإهانة بذكاء وبطريقة مؤدبة وهادئة فلا تنحط أخلاقياً لمثل مستوى من يحاول أن يوجه لك الإهانة.
اليك بعض الأفكار :
التجاهل
احياناً من يهينك غالباً ما يكون ناتج عن حقده عليك، لأنه يرى أنك أعلى منه في المكانة وأجدر منه وهو لا يستطيع الوصول لما أنت فيه، لذلك يحاول التقليل من شأنك بكلمات قبيحة أمام الأخريين حتى يشعر هو بالرضى عن نفسه حين ينظر لك الأخريين بطريقة ساخرة وكأنك ضعيف الشخصية. ومن أفضل الطرق لرد الإهانة لمثل هؤلاء الأشخاص هي التجاهل. فالتجاهل سيجعله يجن أكثر من ذي قبل ومهما حاول أن يقول لك أو عنك فلا ترد عليه ولا تعره أي اهتمام، لأن تلك الشخصيات هشة بداخلها وأكثر ما يغضبها هو أن تشعر أنها ضعيفة وعديمة الجدوى وهذا بالضبط ما تفعله أنت بتجاهلك لهم.
وبعد فترة سيبدأ المحيطين بتوجيه كلمات السخرية والإهانة بدلاً عنك، فستجدهم يقولون لمن أهانك عنك “إنه لا يعطيك انتباهه أنت أقل من ذلك.” أو “توقف عن أفعالك الصبيانية وتعلم منه واهتم بعملك فقط.” ومثل تلك العبارات ستجعله يجن ويستفز وحينها تحصل على رد الإهانة المناسب وانتقامك، وصدقني سيكون طعمه لذيذ أكثر من ردك أنت المباشر
المواجهة الكلامية المباشرة باحترام
مع بعض الأشخاص المستفزين حقاً لا يتناسب معه استخدام طريقة التجاهل. لأن يشعرون بأنهم أضعفوك وجعلوك غير قادر على الوقوف بوجههم، فيزيدون في توجيه الإهانة شيئاً فشيئاً بل قد تتطور الإهانة اللفظية إلى إهانة باستخدام الأيادي وهنا لا يجب أن تصمت وإلا فستضيع هيبتك تماماً. وأفضل طريقة مع هذا النوع لرد الإهانة هي المواجهة الكلامية المباشرة معه، وجهاً لوجه وأنت تنظر بعينه، وصدقني ستجده يبعد نظره بالحال لأنه ضعيف الشخصية وحين تقدم له أسئلة تستفسر عن سبب أقواله وأفعاله ستجد يتعثر في إيجاد الكلمات المناسبة للرد عليك، فتظهر بذلك ماهيته الحقيقية بكونه جبان وضعيف الشخصية. فتسترد كرامتك أمام الأخريين ولن يحاول هو التعرض لك مرة الأخرى. وتذكر أن تكون هادئ وصوتك طبيعي وثابت ونبرة صوتك ثابتة بدون أن يشعر أن تود الصراخ أو أن تعلي حدة الكلام، ولتكون كلماتك مختصرة ومفيدة وفي محلها
الصراخ والتطاول بالأيادي ليس الحل لرد الإهانة
لم يكن الصراخ يوماً هو الحل لأنه دائماً يشير إلى عدم ثقتك بنفسك، وبطابع الحال ستجد أن المناطق الأقل تعليماً هي الأكثر صخباً والأعلى صوتاً في النقاش، أما الأماكن الحضارية الراقية والحوارات المثقفة ستجد تتمتع بصوت طبيعي مسموع وغير مزعج. أما استخدام الأيادي والتطاول بالاشتباك فهذا دليل على انعدام الأخلاق، فأنت تستطيع رد الإهانة باستخدام عقلك قبل استخدام قبضتك وإن لم تجد هناك أي فائدة فاجعل قبضتك الحل الأخير.
تجنب الشخص العدواني
إن لم ترد أن تستعمل قبضتك كما ذكرنا ولم تصلح معه إحدى الطرق السابقة، فسيكون التجنب حلاً متاحاً. وهناك فرق بين التجاهل والتجنب، لأنك تتجاهل من معك بالمكان وهو يتكلم وتراه ولا ترد، أما تجنبك للشخص هو بابتعادك التام عن طريقه لتحمي نفسك من شره. وأنك أذكى من أن تظل واقف أمام أحمق. ولعل ذلك يجعله يشعر أنه مخطئ يوماً ما.
رد الإهانة بالهدوء المستفز للأعصاب
رد الإهانة بتلك الطريقة تصلح مع السيدات بشكل أخص، فلا يوجد ما يستفز السيدات أكثر من الرجل الذي لا يستفز بسهولة. فالمرأة بطبعها تعيد وتزيد في المواقف طوال اليوم وتظل تكلم نفسها عن كيف استطاعت أن تثبت أمامها ولا تكلمها وأنت هادئ بهذا الشكل. فإن أردت أن ترد الإهانة في المرة القادمة فحاول أن تكون مستفز بهدوء وبكلامك وردك القليل وعدم التفاعل وهناك بشر مستفزين بطبعهم فإن كنت واحد منهم وتسمع أنك مستفز من أكثر من شخص، فتأكد أنك لن تجد أي عناء في رد الإهانة، لأن وجهك وتصرفاتك البطيئة الهادئة تعمل مفعول السحر بمفردها، فلا تقلق. هههههه
تظهر الشخص على حقيقته
الفكرة الأساسية لرد الإهانة هي بإظهار حقيقة الشخص المهين، سواء أمام نفسه أو أمام الأخريين. واستغلال نقطة أنه ضعيف الشخصية في الأصل، فذلك بالتأكيد هو أروع انتقام. قد تحتاج أحياناً أن تذكر ذلك الشخص بمن هو على حق وتظهره مجرد من أقنعته الكاذبة وفضح أعماله التي يحاول أن يخفيها وراء قناع تشويه صورتك أنت. لا تحاول أن تكثر في الكلام وفي وصف ضعفه وجبنه، بل أقل الكلام المفيد هو الأفضل حتى يعي قدر ذاته.
رد الإهانة بإثبات نفسك
من أقوى طرق رد الإهانة هي بإثبات نفسك، لنفسك أولاً ثم للأخريين وله ثانية. وتلك الطريقة قد تحتاج وقت وغير مباشرة في نفس اللحظة ولكنها تدوم لفترة أطول، وانتقامك يظل راسخ وعالق مثل دود العلق في عقل من أهانك وعلى من سمع الإهانة وصمت. اثبت نفسك في عملك أو في حياتك الشخصية والنفسية وحين يروا نجاحك فيستشيط من أهانك غضباً لأنك أثبتت أنك فوق الإهانة وفوق الأقوال وأفعالك هي قوتك وليس لسانك. اذا رأيته مرة أخرى وأنت ناجح فلا تحاول أن تشمت به لأن ذلك سيجعلك من منزلته، ويكفيك تلك النظرة التي ستعلو وجهه وهو ينظر لك بعد تحديك لكل الظروف والإهانات الموجهة لك والنجاح رغماً عن الكل
رد الإهانة بالخير
وهذا ما يعلمه لنا الدين والأخلاق وأنا ذكرته في أخر نقطة لأنه بالحقيقة الأصعب في تحقيقه ولكنه الأقوى على الإطلاق. ولا تتوقع النتائج سريعة في كل مرة ترد فيها الإهانة بالخير والكلمات الطيبة لأن البعض لا يرون في الخير قوة على الشر. وذلك الأمر سيحتاج صبر وتحمل كبير خاصة إذا ما كانت الإهانة موجهة لعائلتك وليس لك فقط. المحبة تحتاج إلى مجهود وحكمة في التعامل ولكنها بتأكيد نتائجها رائعة ودائمة.
شاركنا برأيك اي طريقه تختار ؟؟
مواقع النشر (المفضلة)