.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندما كتبتُ مقالاتي النقدية والتي انتقدتُ فيها تحريفات أدعياء المعرفة بالإعجاز العلمي في القرآن والسنة ، جاءتني ردودًا تكفيرية غاضبة !! أنت نصراني ! أنت ملحد ! أنت عدو للقرآن الكريم !!! هؤلاء علماء من أنت أمامهم ؟!!!
في تلك الفترة لم أكن أكتب أسماء الأشخاص ، لكن أدركتُ وقتها خطورة الأمر ، فما كنتُ أتصور أن يبلغ الجـهـل ببعض أتباعهم أن لا يفرقوا بين الفهم والوحي !! فيجعلون فهم متبوعهم هو الوحي المنزل ، فمن انتقده واعترض عليه فهو كافر مستباح الدم !!
فكان لا بد من ذكر الأسماء وبيان حقيقة هؤلاء الأدعياء ، الذين يُقال عنهم علماء !! ومن عجائب هؤلاء الأتباع أنهم إذا رأوا ليبراليًا يتكلم عن بعض مسائل الشرع يقولون له : أنت لست متخصص في الشرع، ولو تصاب بمرض هل ستذهب للميكانيكي أم ستذهب للطبيب ، ولو تتعطل سيارتك هل ستذهب للطبيب أم للميكانيكي؟ فيتبعون سؤالهم بالجواب : بكل تأكيد أنك ستذهب للمختص !
وهم في اعتراضهم هذا على الليبرالي على حق واعتراضهم صواب وسديد ، لكنهم لا يطبقون هذا الأمر في متبوعيهم من أدعياء المعرفة بالإعجاز العلمي في القرآن والسنة، إذا أن غالبيتهم ليسوا متخصصون في التفسير ولا في بقية علوم الشريعة، وبعضهم ليس على عقيدة أهل السنة والجماعة ! ومع هذا يعتبرونهم علماء ناطقون بالوحي فمن خالفهم فقد كفر .
ومن عجائب هؤلاء الأتباع الجهال : أنهم يعتبرون من يكشف هذه التحريفات ملحدًا كافرًا ويروج لكلام الملاحدة ! وهم أنفسهم يقبلون ويفسرون نصوص الوحي بكلام الملاحدة الكفرة ، فيا عجبًا كيف من يناصحهم ويبين لهم ضرورة التمسك بنصوص الوحي وعدم اخضاعها للنظريات ملحدًا ، بينما يُجعل كلام الملاحدة مهيمنًا على نصوص الوحي ! لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ
فكنتُ معهم كما ذكر الإمام الشاطبي عن نفسه في مقدمة كتاب الاعتصام ، ومما ذكره عن عمر بن عبد العزيز رحمه الله قوله : أَلَا وَإِنِّي أُعَالِجُ أَمْرًا لَا يُعِينُ عَلَيْهِ إِلَّا اللَّهُ، قَدْ فَنِيَ عَلَيْهِ الْكَبِيرُ، وكَبُر عَلَيْهِ الصَّغِيرُ، وَفَصُحَ عَلَيْهِ الْأَعْجَمِيُّ، وَهَاجَرَ عَلَيْهِ الْأَعْرَابِيُّ، حَتَّى حَسِبُوهُ دِينًا لَا يَرَوْنَ الْحَقَّ غَيْرَهُ
فعزمت أن أبين حقيقة هؤلاء الأدعياء مع ذكر الأسماء، حتى يحذر المسلم على نفسه من الانخداع بهذه الأسماء وأن لا يضعهم فوق النقد !
وأرى أن من أسباب التكفير لدى هؤلاء الأتباع غير الجـهـل وهو أهمها :
1- كلمة ( إعحاز ) التي يضعها المحرف كنعوان لمقالته أو لحلقته أو لندوته ، فهذه الكلمة لها رهبتها، لكن المحرف لا يستشعرها، غير أنها تقع في قلب الجـاهـل موقعًا يظن أن كل ما سيقوله المحرف هو وحي من الله سبحانه وتعالى .
2- الجملة التي يختم بها المحرف مقالته ، فغالبًا تقرأ نحو هذه العبارة : من أخبر محمد عليه الصلاة والسلام بهذا قبل 1400 سنة !
فالمحرف لا يقول فيما أرى والله أعلم ، أو فيما أظن والعلم عند الله ، وإنما ينسب تحريفه وفهمه الذي فهمه لله سبحانه وتعالى ! فمن الطبيعي أن نرى التكفير من الأتباع ! فهم يرون أن من يعترض وينتقد المحرف ينتقد ويعترض على الله سبحانه وتعالى ! ولا حول ولا قوة إلا بالله .
لنا لقاء بمشيئة الله
<
.
مواقع النشر (المفضلة)