ستدور عقارب الساعة يوماً ما
لا يغيب عن بال أهل الرأي، سنّة التدافع بين البشر. وهذه فطرة مشتقة من الصراع القائم بين الحق والباطل وما بين الخير والشر كما جاء في محكم التنزيل، قوله تعالى( وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ).
سنّة كونية، لا تقتصر حدود التدافع على ما سبق. بل تمتد إلى التدافع في مختلف جوانب الحياة والتي تأتي على أصناف شتّى مثل المواجهة، الصدام، المزاحمة، المناكفة.
نتيجة لذلك، قد يكون الإنسان ضحية لمثل هذه المواقف ويتأثر سلباً لدرجة أن تنطمس كل منافذ الضوء وتتسلل الظلمة واليأس إلى حياته وحينها سيشعر أن عقارب الساعة قد توقفت في هذه اللحظة.
من المساحات الشائعة التي نجد فيها التدافع هي مساحات العمل، والتي هي مساحة بناء شبكة اجتماعية وتسويقية للموظف مما يأتي التوجيه الرشيد بتجنب الصدام وافتعال المشكلات مع كل المستويات الوظيفية.بالإضافة إلى أن تبني المبادئ النبيلة والقيم والصدق والنزاهة، وأداء العمل وفق سياسات وإجراءات معتمدة لها الأثر الفعال في منع حالات التدافع.حضور حالة التدافع في مساحات العمل، تنشأ عنها سلسلة من المشكلات يتعرض لها الموظف، مما ينعكس سلبا على بيئة العمل، الاستقرار الوظيفي ،انخفاض الأداء، ضعف الجودة في الإنتاجية ، الاحتراق الوظيفي وغيرها.في مثل هذه الحالات، لا أميل إلى القطعيّة أو الحدّية في إدارة حالة التدافع وإما لون أبيض أو أسود وكأنه لا خيار ثالث بينهما.ولا يميل رأيي إلى التهور والمغامرة ولا إلى الانطفاء والانسحاب ، بل أرى الصبر والاسترشاد بذوي الخبرة والتي تلزم بالأخذ بالمنافع ورؤية الإيجابيات مع تجنب التأثر بالآثار السلبية.وإن وجد الموظف نفسه في هذه البؤر بدون قصد منه، فلا أؤيد الغرق فيها أو معالجة المشاكل بالمشاكل.بل اتجاهي ونصحي دائما أن يجتهد الموظف بأداء العمل حتى لو لم يحصل على التقدير والتعويض العادل.بل يميل رأيي إلى أبعد من ذلك، وهو مواصلة العطاء وممارسة الأعمال بكفاءة وفاعلية. لماذا؟لأنه سيصنع خيارين، إما في الخيار الأول وهو توسعة المدارك المعرفية وصقل المهارات وتعظيم الخبرات والتي تعزز من التنافسية بجدارة حين المقابلات الوظيفية، وهذا المستوى يقود الموظف إلى الوصول إلى نقطة تقاطع بين فرصة وظيفية وبين قدراته (وهو تعريف الحظ).وبالتالي، حين القبول بأي فرصة وظيفية، إما يتم التفاوض والتمكين ونيل رضا الموظف أو الانتقال إلى الوظيفة الجديدة.أما الخيار الثاني وهو الصبر على بيئة العمل لأنها تحمل طابع التغيّر، مما تنشأ احتمالية أن تتغير الظروف للأفضل وبالتالي الحصول على التقدير حينذاك.لذا، حالة التدافع حين حضورها في بيئات العمل ينبغي إدارتها بمهنية وأخلاقيات العمل، مع تجنب الأدوات السلبية وما يؤدي إلى اليأس والاحتراق الوظيفي لأنه ستدور عقارب الساعة يوما ما.
رابط المقال
ستدور عقارب الساعة يوماً ما - صحيفة مال (maaal.com)
مواقع النشر (المفضلة)