سر إحسان النبي يوسف عليه السلام لنا فيه دروس وعبر
ثمّة مشاعرٌ في القلب لا يواسيها إلّا القرآن، مهما حاولت أن تواسي نفسك وأن تمسح على قلبك فلن تجد أبلغ من كلام الله لترميم هشاشة القلب،
وإعادة ضبط بوصلة الطريق، وترتيب المشاعر والأفكار، لا مواساة كمواساة القرآن أبدًا”
لم تعد الحياة طيعة هينة ولا في المتناول كما كانت زمنا مضى ، هي الآن أكثر حدة وشراسة ، وأكثر ايلاما ،
ما جعلنا نتخفى بل ونهرب من واقع مرير . ولعلنا بذلك نكذب على أنفسنا و نخدعها ، لنهرب مما هو مر إلى ماهو أقسى وأمر . ولو إلى حين .
فالحياة بقدر ما فيها من تحديات تحب المجازفين والطموحين والمتقدين نارا ،
فهي تلاعبهم لكنها في النهاية تبسط لهم جناحيها وتمنحهم ما يستحقون .. فحري بنا أن نجابه ونواجه مهما كان حجم الملمات ،
فالوهم يبقى وهما وإن ألبسناه ثوب الحقيقة والكذب يبقى كذبا كذلك مهما أبحرنا في أفاق الخيال..
كنت أتساءل دوما عن سر إحسان سيدنا يوسف عليه السلام ،
وهو من صغره لم ير من الحياة إلا وجهها القاسي..
كيف ظل محسنًا في كل هذه الظروف الصعبة؟وفي نهاية القصة أظنني
وجدت السر في قوله “وقد أحسن بي”.. هو لم ير في كل هذه الابتلاءات إلا إحسان الله معه ولطفه به.. لم يتساءل لم دخلت السجن وأنا مظلوم…
بل قال “وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن”.. ولم يتساءل لماذا يفعل بي إخوتي هذا؟بل قال “وجاء بكم من البدو من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي”..
وحتى في فتنته مع امرأة العزيز كان ما ثبته هو تذكر الإحسان إليه.. “قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي”..
في كل ابتلاء يقع عليه لا يرى إلا أفعال الله المحسنة إليه ..
قلب كهذا يرى لطف الله به في كل تفاصيل حياته…يرى ويستشعر كرم الله وفضله وإحسانه إليه في قلب كل محنة يمر بها…
من الطبيعي أن يكون قلبًا شاكرًا ممتلئًا بالنور ، يفيض به لمَن حوله..
فإذا كان الله أحسن إليه فكيف لا يكون هو عبدًا محسنًا؟ كلنا غارقون في إحسان الله إلينا لو كنا نتدبر ….
يارب امنحنا أكآليلاً منَ الراحة والهدوء وانثر السعادة علَى أبواب قلوبنا وطوقنا بالأمان والسكينة
واجعل لنا من كل ضيق مخرجَاً، وارزقنا ما نتمنى من حَيث لآ نحتسب ، والفرج لكل حلم أطال القدُوم ،
لكل أمنية لازالت مُعلّقة في ِطرف السماء ، ولكل دعوَة تنتظِر من الله الإستجَابة مع صدق اليقين في تدبير الله ، والثقة في اختياره ، والرضا بقدره
مواقع النشر (المفضلة)