الفا بيتا | النفط ومؤثرات التصحيح (argaam.com)
تراجعت أسعار النفط بشكل كبير، خلال الأسبوعين الماضيين، كاسرة مستويات المائة دولار لبرميل خام برنت، حيث تداولت بسعر 97.65 دولار للبرميل، كان السبب الرئيس في ذلك هو موجة الإغلاقات التي تشهدها الصين حاليا بسبب ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا، ما دفع السلطات الصينية إلى موجة إغلاقات لكبرى المدن والمناطق الصناعية، الذي بدوره أشعل المخاوف من ضعف الطلب على النفط، حيث تعد الصين من أكبر المستوردين له، لكن الأسعار عادت إلى الارتفاع من جديد متجاوزة 105 دولارات، الثلاثاء الماضي، بعد تصريح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بأن المحادثات مع أوكرانيا وصلت إلى طريق مسدود، فضلا عن محاولات الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على الصادرات النفطية الروسية بعد فرضه لذلك فيما يخص صادرات الفحم الروسي.
كلما ارتفعت أعداد الإصابة بفيروس كورونا في الصين، فذلك يهدد أسعار النفط بشكل مباشر، بينما استمرار الأزمة الروسية - الأوكرانية والعمليات العسكرية بينهما، يدفع أسعار النفط إلى الارتفاع خوفا من نقص المخزون، حيث تعد روسيا من أكبر المصدرين له على مستوى العالم، ولاسيما أنها تغذي أوروبا بـ 40 في المائة من احتياجاتها منه.
بعيدا عن المسببات سواء لارتفاع الأسعار أو انخفاضها فنيا، وبحسب ما تظهره حركة الأسعار من خلال الرسم البياني «التشارت» سنذكر المناطق المهمة، فما زال النفط يتداول أسفل من الترند الهابط على المدى القصير منذ القمة التي وصل إليها عند 138 دولارا، وهي عمليات تصحيح طبيعية حتى الآن - رغم قساوتها - حيث هبطت الأسعار خلال وقت قصير ما يزيد على الـ 40 في المائة، وهي ردة فعل طبيعية أيضا لصعود كبير خلال الفترة نفسها تقريبا.
حاليا، يحتاج النفط إلى تجاوز منطقة 110 دولارات للبرميل ليتحرر من الترند الهابط، ويكون أول مستهدفاته عند 120 دولارا، بينما تجاوز منطقة 124 دولارا سيدفع الأسعار إلى حركة صعود أكبر وأسرع، وربما يكون اختراق قمة 138 مسألة وقت لا أكثر، بينما تعد منطقة الدعم الأهم خلال الفترة الحالية عند 97 دولارا، فيما تعد منطقة 90 هي منطقة مفصلية لانتهاء موجة الصعود والدخول - لا سمح الله - في عمليات هبوط أكبر وهو ما نستبعده حتى الآن.
على صعيد آخر، واصلت السوق السعودية أداءها بدعم كبير من قطاع المصارف الذي حقق مستهدفه عند 15400 نقطة، ويسير نحو المستهدف الثاني عند 16500 نقطة، بإذن الله تعالى.
أما قطاع المواد الأساسية، فتطرقنا - في مقال سابق - أنه عند مناطق مقاومة، ويحتاج إلى تهدئة، وهو ما حدث بالفعل، وما زال يتداول بعيدا عن منطقة الدعم 8200 نقطة، كما أن مستهدفاته - بإذن الله - ستكون عند 9400 نقطة.
عموما، السوق السعودية في موجة صاعدة تتخللها عمليات جني أرباح بسيطة، وبتناوب الدعم بين القطاعات القيادية، ففي حين نشاهد قطاعا يدخل بعمليات تهدئة بعد عطاء متواصل يبرز قطاع آخر قيادي، وهو ما تكرر بين شركات البتروكيماويات، تحديدا، وقطاع المصارف، وتارة يدخل قطاعا الاتصالات والعقاري في دعم المؤشر العام، كما نلحظ زيادة معدلات السيولة مع كل ارتفاع، وانخفاضها مع أي عمليات تراجع، وهذه من سمات التأكيد على الموجات الصاعدة، والله أعلم بالصواب.
مواقع النشر (المفضلة)