"ساحرة وول ستريت" و"أبخل شخص في العالم" .. رحلة ثروة بدأت منذ عمر 6 سنوات (argaam.com)
بعد وفاة سيدة الأعمال الأمريكية "هيتي جرين" في 3 يوليو عام 1916، وصفتها التقارير الصحفية بأنها "أغنى امرأة في العالم"، حيث تجاوزت قيمة ممتلكاتها الـ 100 مليون دولار، لكن لم يكن هذا اللقب الوحيد الذي حظيت به هذه المرأة، بل كان لها لقب آخر وهو "ساحرة وول ستريت".
ويرجع هذا اللقب إلى ارتدائها ملابس سوداء فقط بعد وفاة زوجها، بالإضافة إلى تداول قصص كثيرة حول بخلها الشديد رغم ثروتها الطائلة.
وقد تمكنت "جرين" من زيادة الثروة التي ورثتها من والدها وعمتها عام 1865، والتي تتراوح قيمتها آنذاك بين 5 إلى 10 ملايين دولار (تختلف التقارير بشأن ذلك)، إلى مبلغ يزيد قليلاً عما يساوي قيمته في الوقت الحالي 2.5 مليار دولار.
نُبذة عن حياتها
وُلدت هنريتا هولاند روبنسون عام 1834 في مدينة نيو بدفورد الأمريكية، لأسرة ثرية تمتلك أسطولاً لصيد الحيتان، ومصنعاً للنفط، وقد تربت تربية صارمة، وتعلمت عيش حياة متقشفة.
في عمر السادسة كانت تقرأ الصفحات المالية للصحف لوالدها وجدها، حيث كانا يعانيان من ضعف البصر. في عمر الثامنة فتحت أول حساب مصرفي لها باستخدام الأموال التي كانت تدخرها من مصروفها، وعندما بلغت الخامسة عشر كانت تعمل محاسبة لدى أبيها.
قالت لإحدى الصحفيات: "كنت مجبرة على العمل، فقد كنت الطفلة الوحيدة لأسرتين ثريتين، وقد تعلمت منذ أن كنت في السادسة من عمري أن عليَ الاعتناء بممتلكاتي".
علاوة على الثروة الضخمة التي صنعتها "جرين"، فقد عاشت حياتها كما كانت تتمنى تماماً، في صناعة ومجتمع يهيمن عليه الرجال، ففي ذلك الوقت كان الزوج هو الذي يتحكم في ممتلكات زوجته بموجب القانون، لكن "جرين" تمكنت من الالتفاف على هذا القانون.
فحين تزوجت هنريتا من رجل الأعمال الثري إدوارد هنري جرين عام 1867، جعلته يوقع على تعهد بالتخلي عن جميع حقوقه في الإرث من مالها قبل الزواج، وحرصت على أن تكون أمورهما المالية منفصلة تماماً عن بعضهما البعض. وربما يرجع ذلك إلى أنه كان يقبل على المضاربة بدون حذر، ويعيش حياة بها إسراف.
وبعيداً عن حياتها الشخصية، حرصت "جرين" دوماً على توفير قدر كبير من الأموال لاستخدامها في الإقراض، فقد أنقذت مدينة نيويورك، وقدمت مساعدة مالية لها عام 1907 عندما رفضت البنوك ذلك، وكان العديد من المستثمرين الكبار مدينين لها.
أبخل شخص في العالم
عاشت "جرين" حياة متقشفة للغاية، حتى أنها دخلت موسوعة جينيس للأرقام القياسية بلقب "أبخل شخص في العالم".
كانت تعيش في منازل متواضعة، وحين كبر ***ها و***تها انتقلت للعيش في شقة صغيرة في مدينة هوبوكين، وكانت ترتدي ملابس رثة، فبعد وفاة زوجها ظلت ترتدي ملابس سوداء لم تغيرها.
ومن القصص المتداولة عنها والتي تعكس بخلها الشديد، تسببها في بتر ساق ***ها بعد تعرضه لحادث، بعدما ظلت تبحث عن رعاية طبية مجانية.
رغم ذلك قال ***ها في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" نُشرت بعد ستة أيام من وفاتها أن الحادث الذي تعرض له حين كان في السابعة من العمر لم يكن خطيراً، لذلك لم يكن في حاجة إلى مساعدة طبية، مضيفاً أن بتر ساقه حدث بعد ذلك بسنوات عديدة، وكان ضرورياً.
وقال ***ها عنها: "كتب الكثير عن والدتي أموراً غير حقيقية، وتم تصويرها على أنها شديدة البخل، لكن لم يكن هذا هو الحال".
من ناحيتها كانت "جرين" تتجنب الانخراط في المجتمع الراقي، مما جعل الآخرون ينظرون إليها على أنها غريبة الأطوار.
وعندما كانت في العشرين من عمرها اشترى لها والدها فساتين فاخرة لمساعدتها على العثور على زوج، لكنها باعتهم على الفور، واشترت بأموالهم سندات حكومية.
جمعت "جرين" ثروة طائلة من خلال اتباع استراتيجيات منضبطة، حيث قالت في مقابلة صحفية: "أقوم بشراء الأشياء عندما يكون سعرها منخفضاً، وما من أحد يريدها، وأحتفظ بها حتى يرتفع ثمنها، ويرغب الناس في شرائها".
رفضت "جرين" شراء الأسهم بالهامش (أو اقتراض المال من أجل شراء الأسهم)، وفضلت الاستثمار في العقارات، وقد أُطلق عليها لقب "جدة الاستثمار في القيمة".
رغم ما عُرف عنها من بخلها الشديد، إلا أن ***ها قال إنها كانت تدعم سراً الكثير من الجمعيات الخيرية، وتقدم دخلاً منتظماً لما لا يقل عن 30 أسرة، وقد قُسمت ثروتها بالتساوي بين ***ها و***تها.
المصدر: إنفيستوبيديا
مواقع النشر (المفضلة)