يؤدي ازدحام الموانئ في الصين إلى إبطاء تسليم كل شيء، بداية من خام الحديد، وحتى الأجهزة الإلكترونية، ما يجبر الشركات على الاعتماد أكثر على مخزونات البضائع.
يستغرق توصيل إمدادات خام الحديد إلى الصين فترة تطول من أسبوع إلى 10 أيام إضافية مقارنة بما كان عليه الوضع قبل جائحة "كورونا"، وفقاً لمستأجري ومالكي السفن، الذين يقولون إن كل ذلك بسبب تشديد متطلبات الحجر الصحي للسفن في إطار التصدي لـ"كوفد-19"، وبسبب نقص القوى العاملة في الموانئ.
زادت المشكلة بسبب سوء الوضع في هونغ كونغ، حيث تواجه المدينة واحدة من أصعب حالات تفشي فيروس كورونا، فضلاً عن الإجراءات القاسية التي فرضتها المدينة للسيطرة على انتشار متحور "أوميكرون"، والتي أدت إلى تأخر شحنات الأجهزة الإلكترونية والبتروكيماويات عبر مينائها.
انتظرت نحو 23 سفينة حاويات في المتوسط يومياً للرسو في ميناء هونغ كونغ في شهر يناير، مقارنة بـ18 سفينة في شهر ديسمبر، وفقاً لبيانات صادرة عن شركة الخدمات اللوجستية "بروجكت 44" (project44).
وتعد هذه واحدة من أكبر القفزات في الازدحام في الموانئ الآسيوية، والتي يمكن أن تتفاقم مع محاولات هونغ كونغ لإجراء اختبارات للمدينة بأكملها.
تأتي تأخيرات الشحن في وقت حساس بالنسبة إلى خام الحديد، حيث تعمل الصين على خطة شاملة لتهدئة ارتفاع الأسعار. وطُلب من كبريات شركات تداول السلع الأساسية، سحب المخزونات والتعاون في التحقيق في مشكلة التخزين.
تسببت الحملة في انخفاض أسعار المواد الخام لصناعة الصلب بنسبة 15% هذا الأسبوع.
مع وصول مخزونات الموانئ إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2018، يمكن أن يكون تأثير تأخيرات الشحن على الأسعار خفيفاً.
ومع ذلك، يمكن أن يضيف بعض التقلب في أسعار خام الحديد وسط توقعات غير مؤكدة للطلب ودعوات بعض المتداولين للإفراج عن "المخزونات المرتفعة بشكل مفرط".
لا يؤثر ارتفاع أسعار النفط إلى ما يقرب من 100 دولار للبرميل، على إبطاء الطلب من كبار المشترين، حيث تتطلع المصافي في آسيا إلى تعزيز معدلات المعالجة للاستفادة من طفرة في أرباح صناعة الوقود.
لقد أدى الانخفاض الكبير في تدفق صادرات الوقود الصينية في الأشهر الأخيرة إلى جعل آسيا أقصر من حيث الإمدادات وأكثر حساسية للاضطرابات مع تعافي الاستهلاك وقيام الدول بتخفيف القيود المفروضة بسبب فيروس "كورونا".
مواقع النشر (المفضلة)