ببساطة ودون تعقيد .. ما الذي يحدث بالضبط في قناة السويس؟ وكيف سيؤثر على أسعار النفط؟



ناقلات نفط سعودية وروسية وعمانية وأمريكية تقف الآن مع أكثر من 100 سفينة أخرى بالقرب من المدخلين الجنوبي والشمالي لقناة السويس المصرية في انتظار إعادة فتح حركة الملاحة داخل القناة، بعد أن أعاقها جنوح واحدة من أكبر ناقلات الحاويات في العالم داخل الممر المائي الذي يربط بين البحرين الأحمر والمتوسط.
الأمر جلل! أكثر من 10 ملايين برميل من النفط الخام ومشتقاته جنبًا إلى جنب مع ملايين الأطنان من السلع الحيوية الأخرى تقف محاصرة الآن في البحر بسبب الأزمة الجارية التي تحاول السلطات المصرية حلها بشتى الطرق على مدار اليومين الماضيين. ولكن مع اقتراب الأزمة من كسر حاجز الـ48 ساعة دون حل، اضطرت السلطات المصرية للاستعانة بالخبرات الأجنبية.


قبل ساعات قليلة وتحديدًا في تمام الخامسة من صباح اليوم الخميس بتوقيت القاهرة وصل إلى مصر فريق من خبراء التكريك والرفع الثقيل في شركة "بوسكاليس" الهولندية لمساعدة خبراء هيئة قناة السويس في إعادة تعويم ناقلة الحاويات، وهي العملية التي قد تستغرق بحسب تصريحات رئيس الشركة "بيتر بيردوويسكي" لقناة "إن بي أو" الهولندية" أيامًا وربما أسابيع.
لكن السؤال الذي يشغل بال الجميع الآن، هل يملك العالم رفاهية انتظار إعادة فتح قناة السويس لأيام ناهيك عن أسابيع؟ وقبل هذا، ما الذي حدث بالضبط في قناة السويس؟كيف جنحت السفينة؟بدأت القصة في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء الماضي مع دخول ناقلة الحاويات العملاقة "إيفرجيفن" التي ترفع علم دولة بنما إلى المياه الهادئة لقناة السويس ضمن قافلة الشمال قادمة من الصين متجهة في طريقها إلى ميناء روتردام في هولندا. ولكن في حدود السابعة و40 دقيقة صباحًا بالتوقيت المحلي جنحت الناقلة العملاقة فجأة إثر هبوب عاصفة ترابية بلغت سرعة الرياح فيها نحو 40 عقدة.انحرف جسم السفينة البالغ طولها نحو 400 متر عن المجرى المائي وارتطمت بالقاع، قبل أن يتسبب جنوحها في سد مجرى القناة بالكامل وبالتبعية إعاقة حركة الملاحة داخل قناة السويس.



بمجرد جنوح الناقلة داخل الممر، بدأت هيئة قناة السويس جهودا معقدة لمحاولة إعادة تعويم السفينة وإرجاعها لمسارها الطبيعي داخل الممر. وعلى مدار الساعات الماضية حاولت مجموعة من القاطرات والكراكات التابعة للهيئة إعادة تعويم الناقلة العملاقة، وتمكنت من إعادة تعويمها بالفعل ولكن بشكل جزئي فقط، حيث إن الجزء الأمامي من بدن السفينة لا يزال عالقًا في ضفة القناة.
في تصريحات خاصة لشبكة "سي إن إن" قال مسؤول مصري بهيئة قناة السويس رفض الكشف عن هويته إن إعادة تعويم سفينة الحاويات يعد عملًا معقدًا جدًا من الناحية الفنية وقد يستغرق أيامًا، وأضاف أن هيئة قناة السويس تمتلك بالفعل المعدات اللازمة لتعويم الناقلة، ولكن الأمر لا يتعلق بامتلاكها من عدمه بل بكيفية استخدامها.
وفقًا للمسؤول المصري، إذا كانت جهود إعادة تعويم السفينة تتم بالطريقة الخاطئة فإن الأمر قد يستغرق أسبوعًا، ولكن إذا تم إجراؤها بشكل صحيح فلن يستغرق الأمر أكثر من يومين. واستدرك المسؤول في حديثه لـ"سي إن إن" قائلًا: "لو كانت جهود تعويم السفينة تتم بشكل صحيح من البداية لكان من الممكن أن تنتهي الأزمة أمس".بعد أن تنجح جهود إعادة تعويمها بشكل كامل، من غير المرجح أن تتمكن الناقلة من مواصلة الإبحار بشكل طبيعي بسبب الأضرار التي قد تكون لحقت بها، حيث ستحتاج إلى أن يتم سحبها إلى أقرب مرسى في منطقة البحيرات المرة على بعد 30 كيلومترًا اتجاه الشمال، وذلك وفقًا لـ"سي إن إن".