تعتبر شخصية بهلول من الشخصيات التراثية المثيرة للجدل مثلها مثل #أشعب و #جحا و #هبنقة وغيرهم، حيث اشتهر بالفكاهة الممزوجة بالحكمة والموعظة، في الوقت الذي قيل إنه مجنون، أو أن نوبات من الجنون تصيبه في بعض الأحيان.



يحكى أنه في يوم من الأيام مر هارون الرشيد على بهلول المجنون وهو جالس على أحد المقابر..



فقال له هارون معنفا:

يا بهلول يا مجنون متى تعقل؟

فركض بهلول وصعد إلى أعلى شجرة ثم نادى على هارون بأعلى صوته: ياهارون يا مجنون متى تعقل؟





فأتى هارون تحت الشجرة وهو على صهوة حصانه... وقال له: أنا المجنون أم أنت الذي يجلس على المقابر؟ فقال له بهلول: بل أنا عاقل!!

قال هارون: وكيف ذلك؟؟؟؟

قال بهلول: لأني عرفت أن هذا زائل.
وأشار إلى قصر هارون وأن هذا باقٍ، وأشار إلى القبر فعمرت هذا قبل هذا،
وأما أنت فإنك قد عمرت هذا (يقصد قصره) وخربت هذا (يعنى القبر) فتكره أن تنتقل من العمران إلى الخراب مع أنك تعلم أنه مصيرك لا محال.

وأردف قائلا: فقل لي أيّنا المجنون؟!
فرجف قلب هارون الرشيد وبكى حتى ابتلت لحيته

(كتاب عقلاء المجانين)


..