ما المتوقع في اجتماع الفيدرالي هذا الأسبوع .. وكيف تحركت الفائدة في أعوام الانتخابات الأمريكية السابقة؟


من المتوقع على نطاق واسع أن يقرر الاحتياطي الفيدرالي خلال اجتماعه هذا الأسبوع – الذي يبدأ الثلاثاء وينتهي الأربعاء – تثبيت الفائدة دون تغيير، ولكن ستترقب الأسواق والمستثمرون أية تلميحات أو إشارات على التوقيت المحتمل لأول خفض للفائدة في أربع سنوات.
وذلك بعدما أبقى الفيدرالي الفائدة عند أعلى مستوياتها في 23 عامًا عند مدى يتراوح بين 5.25% و5.5% منذ يوليو الماضي من أجل مواجهة التضخم.وأظهر "ملخص التوقعات الاقتصادية" – وهو مسح لتوقعات مسؤولي البنك عن مسار الفائدة والتضخم والنمو في السنوات المقبلة – الأخير في مارس أن المسؤولين لا يزالون يتوقعون خفض الفائدة ثلاث مرات هذا العام.
وعلى الرغم من ذلك إلا أن الأسواق ليست مقتنعة بأن الفيدرالي سيخفض الفائدة ثلاث مرات هذا العام، بل تراهن على خفض الفائدة مرة أو مرتين فقط خلال 2024.ويرى البعض أن هناك حاجة للمزيد من الأدلة على ضعف الاقتصاد قبل أن يقرر صناع السياسات بدء خفض الفائدة، بينما يرى بعض المحللين أن البنك قد لا يخفض الفائدة على الإطلاق هذا العام، وخاصة بعد تقرير الوظائف القوي لشهر مايو.
ولكن خفض المركزي الكندي والمركزي الأوروبي للفائدة مؤخرًا شجع المستثمرين للرهان على إمكانية خفضها في الولايات المتحدة في سبتمبر.

وذكر اقتصاديو "بنك أوف أمريكا" في مذكرة: البيانات الواردة يجب أن تمنح الفيدرالي الثقة في تباطؤ الاقتصاد، لكنه بحاجة إلى المزيد من الأدلة على تراجع التضخم كي يقرر خفض الفائدة.ومن المتوقع أيضًا أن يكرر "جيروم باول" رئيس الفيدرالي أن البنك بحاجة للثقة في أن التضخم يتجه نحو المستهدف، وفقًا لما ذكره "إيان بوليك" رئيس استراتيجية أدوات الدخل الثابت لدى "سي آي بي سي كابيتال ماركتس".وبالتالي فإن أول خفض للفائدة قد يتم خلال أحد اجتماعات لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة الثلاثة الأخيرة لهذا العام أي في سبتمبر أو نوفمبر أو ديسمبر، أو لن يتم خفضها حتى عام 2025.وما يعزز حالة عدم اليقين هو أن بيانات التضخم في أسعار المستهلكين لشهر مايو ستصدر الأربعاء قبل اتخاذ الفيدرالي قرار الفائدة، مع توقعات بتباطؤه بعدما وصل في أبريل إلى 3.4% من 3.5% في مارس.
ماذا عن الانتخابات؟في أوائل مايو، ذكر "باول" في مؤتمر صحفي أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية الوشيكة - المقررة في نوفمبر – لن تؤثر على قرارات الفائدة، قائلاً: نتخذ قراراتنا بناءً على البيانات وكيفية تأثيرها على التوقعات وتوازن المخاطر.تاريخيًا، لا يكون الاحتياطي الفيدرالي على الهامش خلال سنوات الانتخابات الأمريكية، بل يواصل جهوده في تحقيق استقرار الأسعار وتحقيق الحد الأقصى من تشغيل العمالة، والمحافظة على استقلاله عن السياسة.ومنذ عام 1980، قام الفيدرالي إما برفع الفائدة أو خفضها في كل عام يشهد انتخابات رئاسية باستثناء 2012 عندما كانت أسعار الفائدة عند الصفر وكان الاقتصاد لا يزال يتعافى من الأزمة المالية، أما بخلاف ذلك، فخفض البنك الفائدة في خمس سنوات انتخابية، ورفعها في 5 سنوات أخرى.ولكن عدد مرات الخفض أو الرفع اختلف بالطبع في السنوات الانتخابية وكان بعضها أكثر نشاطًا عن غيرها، ففي عام 1980 رفع البنك الفائدة 1%، ثم خفضها بمقدار 5.5% بين فبراير ويوليو، عندما انزلق الاقتصاد نحو الركود، لكنه استأنف رفع الفائدة لمواصلة مكافحة التضخم الذي تجاوز 10% بين أغسطس ونوفمبر.وفي عام 1984، رفع الفائدة 2.25% في الربع الثاني مع ارتفاع التضخم وانخفاض البطالة، لكنه خفضها 3.5% في الربع الرابع مع استقرار الأسعار، أما في 1988 بدأ البنك العام بتخفيضات متواضعة في الفائدة، ثم رفعها خلال أغسطس، واستأنف الرفع بعد الانتخابات.
ولكن في 2016، انتظر الفيدرالي إلى ما بعد الانتخابات لرفع الفائدة مرة واحدة في ديسمبر، ثم واصل رفعها في 2017 و2018.