جبـــــــــر الخواطــــر

العبارات الجميلة التي ما زالت راسخة في الذهن في درس الخط العربي في المعهد العلمي هذه العبارة
«من سار بين الناس جابرًا للخواطر أدركه الله في جوف المخاطر»

تذكرتها وأنا أقرأ وأسمع من قصص الإحسان والبذل والمعروف من المعاصرين أو من القدامى
وكلها تؤكد أن الخير باقٍ إلى قيام الساعة كما أبلغنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم

كم من المحسنين من لا يعرفهم أهل الفضل والمعروف إلا بعد وفاتهم،
بل حتى الضعفاء والمساكين لا يعلمون بمن كان يوفر لهم الزاد ويدفع مصاريف الماء والكهرباء
حتى انقطعت المصروفات والمعونات بوفاة المحسن
فجاءهم من يخبرهم بأن فلانًا هو من كان يقوم على شؤونكم .


وكم من القصص الحميدة والجميلة في هذا الباب لمحسنين آثروا إخفاء صدقاتهم وإحسانهم وكتمان معروفهم
حفاظًا على مشاعر الناس وتنفيذًا لوصية الرسول - صلى الله عليه وسلم-

وما أخبرنا به عمن ينفق فلا تدري شماله ما أنفقت يمينه

وكم من ورثة فوجئوا بأن آباءهم أو أمهاتهم كانوا قائمين على ستر بيوت وكفالة أيتام،
ولم يعلموا بذلك سوى من كشوف حسابات أو بعض الإيصالات والحوالات.


وهناك من يبذل الخير في وجوه متعددة النفع، فيقول أحدهم:
كان أبي يشتري من الباعة الذين يعرضون بضائعهم أمام المسجد وعلى الأرصفة،
وأعرف أنه ليس محتاجًا لها، ثم يبقيها في السيارة ويبعثها مع السائق أو بنفسه لأناس لا نعلم بهم،
أهُم من الأقارب أم من الأباعد؟
حتى أني مازحت أمي في يوم من الأيام وقلت لها إن أبي يشتري للبيت الثاني أكثر من حاجات منزلنا، ولم يكن أبي معددًا، واكتفى والدي بالتبسم،


وعلمت أنه يوزع الفاكهة عن طريق السائق على العمالة والسائقين في الحي في أوقات لا يرى فيه سائقنا أحدًا.

ومحسن آخر أحس بأن قريبًا له في حاجة، ولكن هذا الرجل المحتاج لديه عزة نفس، ولا يقبل بالصدقة والإحسان عليه، فتحايل المحسن في عمل لا يحتاج إليه،
وطلب من قريبه أن ينفذه بمقابل حتى رضي الآخر، وما علم أن قريبه أراد أن يحسن إليه دون أن يمس كرامته أو يهينه.



يتبــــــــــــــــع