سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا

إن من الأسباب التي تعين على تيسير الأمور, ما يلي:

* التوكل على الله عز وجل:

يقول العلامة *** رجب رحمه الله: ومن لطائف أسرار اقتران الفرج بالكرب, واليسر بالعسر, أن الكرب إذا أشتد وعظُم وتناهى, حصل للعبد الإياسُ من كشفه من جهة المخلوقين, وتعلق قلبُه بالله وحده, وهذا هو حقيقة التوكل على الله, وهو من أعظم تُطلب بها الحوائج, فإن الله يكفي من توكل عليه, كما قال: ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه ) [الطلاق:3]

* تقوى الله عز وجل:

قال تعالى: ( ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا ) [الطلاق:4] قال الإمام البغوي رحمه الله: أي يسهل عليه أمر الدنيا والآخرة.
وقال الحافظ *** كثير رحمه الله: أي: يسهل له أمره, وييسره عليه, ويجعل له فرجاً قريباً, ومخرجاً عاجلاً.

* الصبر الجميل:

قال الله جل جلاله: ( فاصبر صبرا جميلا ) [المعارج:5] قال شيخ الإسلام *** تيمية رحمه الله: الصبر الجميل صبر بلا شكوى.
وقال العلامة السعدي رحمه الله: الصبر الجميل, الذي لا يصحبه تسخط, ولا جزع, ولا شكوى للخلق.
وقد صبر نبي الله يعقوب عليه السلام الصبر الجميل, قال عز وجل: ( قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل عسى الله أن يأتيني بهم جميعا )[يوسف:83]
وكانت نتيجة هذا الصبر أن فرج الله كربه, وجمع بينه وبين يوسف وأخيه عليهم الصلاة والسلام, بعد سنين طويلة من الفرقة والشتات.

وإن مما يعين المسلم على هذا الصير أمور, قال العلامة *** القيم رحمه الله: هذه ثلاثة أشياء تبعث على الصبر على البلاء:

أحدها: ملاحظة حسن الجزاء, وعلى حسب ملاحظته والوثوق به ومطالعته يخفُّ حملُ البلاء لشهود العوض.
الثاني: انتظار روح الفرج, يعني راحته ونسيمه ولذته, فإن انتظاره ومطالعته وترقُّبه يخفف حمل المشقة, ولا سيما عند قوة الرجاء والقطع بالفرج.
الثالث: تهوين البلية بأمرين:
أحدهما: أن يعدَّ نعم الله عليه وأياديه عنده, فإن عجز عن عدِّها وأيس من حصرها, هان عليه ما هو فيه من البلاء, ورآه بالنسبة إلى أيادي الله ونعمه كقطرةٍ من بحر.
الثاني: أن يذكر سوالف النِّعم التي أنعم الله بها عليه, فهذا يتعلق بالماضي, وتعداد أيادي المنن يتعلق بالحال.
ومن صبر ينتظر الفرج فهو في عبادة, قال العلامة *** عثيمين رحمه الله: الصبر مع انتظار الفرج يُعتبرُ من أعظم العبادات, لأنك إذا كنت تنتظر الفرج فأنت تنتظرُ الفرج من الله عز وجل, وهذه عبادة, وقد قال النبي علية الصلاة والسلام: ( واعلم أن النصر مع الصبر, وأن الفرج مع الكرب) فكلما اكتربت الأمور فإن الفرج أقرب إليك, ( وإن مع العسر يُسراً )



يتبــــــــــــــــــع