*ماجد الخالدي من الرياض
أنهت سوق الأسهم السعودية تعاملاتها خلال عام 2019 على ارتفاع 7.2 في المائة بما يعادل 562 نقطة، وبذلك تواصل السوق الرئيسة ارتفاعها للعام الرابع على التوالي، علما بأن السوق سجلت مكاسب بلغت 20 في المائة كأعلى مستوى لها خلال مطلع مايو، وأغلقت حينها عند مستوى 8455 نقطة.
وكانت السوق قد أنهت عام 2018، على مكاسب 8.3 في المائة ونحو 0.2 في المائة خلال 2017، فيما بلغت مكاسب عام 2016 نحو 4.3 في المائة، وبذلك فإن السوق حققت مكاسب سوقية بلغت 21 في المائة خلال أربعة أعوام.
وبلغ حجم السيولة المتداولة خلال 2019 نحو 880.1 مليار ريال بنمو سنوي 1 في المائة، مقارنة بسيولة العام الماضي البالغة نحو 870.8 مليار ريال ونحو 836.3 مليار لعام 2017.
فيما بلغت القيمة السوقية للشركات المدرجة في السوق الرئيسة نحو 9.02 تريليون ريال مقارنة بنحو 1.86 تريليون للعام السابق، ويأتي النمو الكبير في القيمة السوقية بدعم من إدراج شركة أرامكو البالغة قيمتها السوقية بنهاية العام نحو 7.05 تريليون ريال.
ونمت تداولات الأجانب بنحو 240 في المائة خلال العام، حيث بلغت تداولاتهم "شراء وبيعا" نحو 385.8 مليار ريال كما بنهاية تداولات 26 ديسمبر، مقارنة بتداولاتهم للعام الماضي البالغة نحو 113.37 مليار ريال، فيما حقق المستثمرون الأجانب صافي مشتريات للعام نحو 90.99 مليار ريال مقارنة بصافي مشتريات 2.8 مليار ريال في 2018.
وبذلك بلغت ملكية الأجانب في السوق الرئيسة كما بنهاية 26 ديسمبر نحو 198.25 مليار ريال، مقارنة بنحو 86.85 مليار ريال كما بنهاية العام الماضي بزيادة بلغت نحو 128 في المائة.

مكاسب سوقية كبيرة
لـ 5 أسهم
باستثناء الشركات التي انضمت من السوق الموازية "نمو" إلى السوق الرئيسة، سجلت خمسة أسهم مدرجة في السوق الرئيسة مكاسب سوقية كبيرة تجاوزت 94 في المائة وتصل إلى 102 في المائة، تصدرها أسهم شركات الأسمنت، إذ جاءت أربع شركات أسمنت من بين أفضل خمس شركات أداء خلال العام، تأتي في الصدارة أسهم شركة أسمنت اليمامة التي قفزت أسهمها خلال العام بنحو 102.9 في المائة.
فيما يأتي ثانيا أسهم شركة الدريس التي قفزت بنحو 102.7 في المائة، ونحو 96.7 في المائة لأسهم شركة أسمنت القصيم، فيما أتى في المرتبة الرابعة شركة أسمنت المدينة بنسبة 94.3 وخامسا أسهم شركة أسمنت أم القرى بمكاسب بلغت 93.5 في المائة.
في الجهة المقابلة سجلت خمس شركات في السوق الرئيسة أسوأ أداء في العام التي وصلت خسائرها السوقية 42 في المائة، حيث تصدرتها شركة عناية للتأمين التي تراجعت بنحو 42.6 في المائة، تلتها أسهم شركة العالمية للتأمين التي فقدت 41.7 في المائة، ونحو 39.1 في المائة تراجعا على أسهم شركة مجموعة السريع، كذلك تراجعت أسهم شركة الأسماك بنحو 36.5 في المائة ونحو 36.3 في المائة لشركة ثمار.

متغيرات جوهرية
شهدت سوق الأسهم السعودية خلال عام 2019 عدة من المتغيرات الجوهرية في تنظيم وتطوير السوق المالية، كان من نتائجها انضمام السوق السعودية إلى مؤشرات فوتسي راسل و"إم إس سي آي" للأسواق الناشئة، الذي عزز من إقبال المستثمرين الأجانب للتملك في السوق السعودية.
وكانت السوق السعودية اعتمدت عددا من القرارات التي تهدف إلى تنظيم وتطوير السوق ورفع جاذبيتها وكفاءتها تحقيقا لأهداف برنامج "تطوير القطاع المالي" أحد برامج رؤية المملكة 2030، حيث ساعدت تلك التغيرات في جذب الأموال الأجنبية بشكل كبير خلال العام 2019، ونقل السوق لتكون من بين أكبر عشر أسواق مالية في العالم.
وكان من بين أهم الأحداث لتطوير السوق المالية، تعديلات على أنظمة السوق المالية لتعزز حماية المستثمر ومواكبة التطورات في أسواق المال العالمية، تحسين مستوى الحوكمة والإفصاح للشركات إضافة إلى تطوير الإطار التنظيمي للمستثمرين الأجانب، وكذلك تطبيق جلسة تداول جديدة على سعر الإغلاق بعد فترة مزاد الإغلاق إضافة إلى تطوير السوق الموازية من خلال إطلاق عديد من المتغيرات الجوهرية.

الانضمام إلى مؤشرات "الناشئة"
في أغسطس الماضي، اكتمل انضمام السوق السعودية إلى مؤشر "إم إس سي آي" للأسواق الناشئة، لتشكل نحو 2.8 في المائة من إجمالي قيمة المؤشر حينها، حيث شهدت مراحل الانضمام "تتكون من مرحلتين" تدفقا قياسيا في إجمالي تداولات الأجانب، واكتملت المرحلة الأولى خلال مايو الماضي فيما اكتملت المرحلة الثانية خلال أغسطس، وشهدت التداولات الأجنبة خلال تلك الفترة "شهري مايو وأغسطس" نحو 155.2 مليار ريال بيعا وشراء بصافي شراء بلغ 31.7 مليار ريال.
ويمثل اكتمال انضمام السوق المالية إلى مؤشر "إم إس سي آي" للأسواق الناشئة حدثا تاريخيا، حيث يدعم تعزيز جاذبية السوق للمستثمرين، ويزيد من تنوع الفرص للمصدر والمستثمر من خلال كون السوق إحدى أكبر الأسواق من حيث السيولة.
وكذلك انضمام السوق إلى المؤشر العالمي فوتسي راسل، الذي يتكون من خلال خمس مراحل تمت منها أربع خلال العام، فيما المرحلة الرابعة من المقرر أن تكون خلال مارس من العام المقبل 2020، حيث تم الانضمام بعد نهاية المرحلة الرابعة بنسبة 75 في المائة.
وجاء قرار انضمام السوق إلى مؤشر "إم إس سي آي" للأسواق الناشئة بعد تأييد المستثمرين الأجانب المؤسساتيين، من خلال التحسينات التنظيمية والتشغيلية في السوق التي سهلت دخول المستثمرين الأجانب، التي شملت تعديل المدة الزمنية لتسوية الصفقات لتكون خلال يومي عمل وتفعيل آلية التسليم مقابل الدفع، تفعيل البيع على المكشوف، والسماح للمؤسسات الأجنبية المشاركة في الطروحات الأولية، وكذلك تحسين مستوى الحوكمة والإفصاح وإطلاق خدمتي آلية الحفظ المستقل للأوراق المالية وخدمة تجميع الأوامر.
واعتمدت هيئة السوق المالية التعليمات الخاصة لتملك المستثمرين الاستراتيجيين الأجانب حصصا استراتيجية في الشركات المدرجة خلال يونيو الماضي، حيث لا تتجاوز حصة المستثمرين الأجانب مجتمعين وبجميع فئاتهم باستثناء المستثمر الاستراتيجي تملك 49 في المائة من أسهم أي شركة مدرجة.
وبينت الهيئة فوائد الانضمام للمؤشرات العالمية، حيث حصرتها في ست فوائد هي رفع جاذبية وسيولة السوق ودعم استقرار السوق وكفاءتها عن طريق تعزيز الاستثمار المؤسسي، ورفع مستوى الإفصاح، وكذلك دعم أداء الأشخاص المرخص لهم، إضافة إلى رفع مستوى وعدد الدراسات المنشورة التي تغطي الشركات المدرجة وأخيرا زيادة مشاركة المستثمرين ذوي الخبرة في الجمعيات العمومية للشركات المدرجة.

إدراج "أرامكو" الحدث الأضخم
شهدت السوق السعودية حدثا تاريخيا خلال العام بطرح شركة أرامكو السعودية "أكبر شركة مدرجة في العالم" ويعد هذا الحدث الأضخم في عالم الأسواق المالية، حيث تم طرح 1.5 في المائة من الشركة بسعر 32 ريالا للسهم لتبلغ قيمة الشركة نحو 1.71 تريليون دولار كقيمة سوقية لأرامكو، وتداولت أرامكو في السوق السعودية يوم 11 ديسمبر الماضي، حيث سجلت أعلى سعر لها عند مستوى 38.7 ريال.
وبلغت حصيلة الاكتتاب لشركة أرامكو نحو 96 مليار ريال نتيجة طرح ثلاثة مليارات سهم 1.5 في المائة من أسهم الشركة، حيث تمت تغطية الاكتتاب بنحو 4.5 مرة ليبلغ مجموع الطلبات نحو 446 مليار ريال، وتعادل حصيلة الاكتتاب ضعف طروحات السوق الرئيسة خلال آخر ثمانية أعوام، حيث تم طرح عدة شركات خلال الفترة بقيمة بلغت نحو 44.5 مليار ريال منها اكتتاب البنك الأهلي الذي بلغت قيمة الطرح فيه نحو 22.5 مليار ريال كثاني أكبر طرح في السوق السعودية بعد "أرامكو".
وتعد "أرامكو السعودية" أكبر منتج للنفط في العالم وتضخ 10 في المائة من الإمدادات العالمية كما أنها أكثر شركات العالم ربحية، وارتفع صافي ربح الشركة في النصف الأول من العام بنسبة 12 في المائة إلى 46.9 مليار دولار.
وفي العام الماضي حققت "أرامكو" أرباحا صافية سنوية قدرها 111 مليار دولار أي ما يزيد بمقدار الثلث على صافي الأرباح المجمعة لشركات النفط الخمس الكبرى: إكسون موبيل ورويال داتش شل وبي. بي وشيفرون وتوتال.
وأنتجت الشركة 10.3 مليون برميل من النفط الخام يوميا العام الماضي مستفيدة من أرخص تكلفة للإنتاج في العالم إذ تبلغ تكلفة إنتاج البرميل الواحد 2.80 دولار، وأنتجت "أرامكو" أيضا 1.1 مليون برميل من سوائل الغاز الطبيعي، و8.9 مليار قدم مكعبة قياسية من الغاز الطبيعي يوميا.
ويبلغ عدد العاملين في شركة أرامكو 76 ألف موظف في 2018 ولها عمليات في صناعة الطاقة ومنشآت بحثية ومكاتب منتشرة في مختلف أنحاء العالم.

5 إدراجات خلال 2019
مع إدراج "أرامكو" في السوق السعودية، تم إدراج أربع شركات أخرى خلال عام 2019، مقارنة بإدراج شركتين فقط عام 2018، حيث بلغت إجمالي الطروحات نحو 99.8 مليار ريال مقارنة بنحو 1.06 مليار ريال عام 2018.
وسيطرت "أرامكو" على النصيب الأكبر من الطروحات، حيث بلغ حجم طرح "أرامكو" نحو 96 مليار ريال، فيما تأتي شركة المراكز العربية ثاني أكبر طرح من بين طروحات العام، إذ بلغ حجم الطرح لشركة المراكز العربية نحو 2.47 مليار ريال، فيما تأتي ثالثا شركة مهارة للموارد البشرية بقيمة طرح بلغت 776.3 مليون ريال، وتأتي رابع شركة عطاء التعليمية بقيمة طرح بلغت 348 مليون ريال.
وأخيرا يأتي طرح شركة المعمر لأنظمة المعلومات بقيمة طرح بلغت نحو 216 مليون ريال، فيما طرح شركتي الوطنية للتربية والتعليم ولجام الرياضية العام الماضي بقيمة طرح بلغت 247 مليون ريال و817.2 مليون ريال على التوالي.

7 تعديلات لتعزيز حماية المستثمرين
ووافق مجلس الوزراء خلال سبتمبر الماضي على تعديلات لنظام السوق المالية، التي تهدف إلى تعزيز دور الهيئة في حماية المستثمرين، إضافة إلى مواكبة التطورات في أسواق المال العالمية، من خلال تنظيم السوق المالية وتطويرها. وكان أبرز عناصر تعديلات لنظام السوق المالية هو تطوير مؤسسات البنية الأساسية للسوق المالية، وكذلك تنظيم مركز مقاصة الأوراق المالية وتطوير آليات تعويض المستثمرين المتضررين في السوق المالية، وتعديل العقوبات بما يعزز كفاءة الردع، وتطوير الأحكام المنظمة للجان الفصل في منازعات الأوراق المالية، توسيع نطاق التسوية مع المتهمين، وأخيرا تنظيم الإبلاغ عن المخالفات.

أحداث جوهرية في "نمو"
شهد عام 2019 أحداثا جوهرية في السوق الموازية "نمو" وذلك بعد اعتماد هيئة السوق المالية قواعد طرح الأوراق المالية والالتزامات المستمرة المعدلة، والتعليمات الخاصة بإعلانات الشركات المعدلة وقائمة المصطلحات المستخدمة في لوائح هيئة السوق المالية وقواعدها المعدلة، والموافقة على قواعد الإدراج المعدلة وقائمة المصطلحات المستخدمة في قواعد السوق المعدلة.
وتضمنت التعديلات آلية انتقال الشركات المدرجة في السوق الموازية إلى السوق الرئيسة، وكذلك الأحكام الخاصة بآلية الإدراج في هذه السوق، وتقليل الحد الأدنى للصفقات العادية وتحويل التقارير المالية من ربع سنوية إلى نصف سنوية، إضافة إلى المرونة في الإدراج في سوق نمو من خلال الإدراج المباشر وبدون إجراء عملية اكتتاب عام.

•وحدة التقارير الاقتصادية



(( منقووووووووووول ))