ضحـِـكـَـت لي الأيام دهراً
فأصبحت ُ متـنعـّــماً أرفل بثوب الغنـى
وأتمتــّــعُ بنعم المولى بطناً وظهراً
وبينما أنا مـــُـــنغــمـِسٌ في اللذائذ
قد نعــّــمتُ شـَـعري وشقـــّـرته حتى أصبح كذيل الفرس الأصيل
ومع نشوة الشباب وحبي للفت الانتباه
على قول الشاعر
الرجل ودّك يشتهر في شبابه
بالطيب والا بالعلوم الرديـّــات
وفي لحظة انتباه ٍ من نوم ٍ عميق
نظرت إلى العمود المحاذي لنافذة غرفتي
فــ إذا به يحمل برأسه لمبة قد أزعجتني منذ زمن طويل
وأحرمتني لذة التمتع بالجوّ العليل ليلاً
فما أن أزيح الستارة وأفتح النافذه الا وينقع نورها بعيني
فيطرد النوم من جمجمتي المتواضعه إلى غير رجعة
فكــّــرت ُقليلاً
ثم انتــســـلـتُ الشاخوفة من تحت السرير
والشاخوفه ياساده ياكرام هي بندقية قديمه قد اكل عليها الدهر وشرب
فماهي إلا لحظة واحده حتى كانت اللمبه في خبر كااااااان
لم أشعر حقيقة بأن الدورية كانت تمرّ في نفس اللحظه مع الشارع
إلا بعد أن رأيت السفتي بدأ يلفّ ليضيئ الجدران بألوانه الزاهية
نزلت من السرير على عجل وأنا أرصّ نفسي على الأرض وألتصق بالجدار
دقااااااائق
وإذا بالفرقه تحت المنزل
ومع التحري والتحقيقاااااات اكتشفوا النتيجه المحزنه
شاب ّ ٌ في مقتبل العمر حكم بالإعدام على لمبة لازالت في ريعان شبابها
أجريت التحقيقات وتمت مصادرة الشاخوفة مع بعض العقوبات الرادعه لهذا الشاب وأمثاله
لم يكن الإرهاب حينها قد أطلّ بوجهه القبيح علينا ليحرمنا متعة الحياة السعيدة
لذلك لم تكن هناك تهمه موجهه سوى حيازة الشاخوفة بدون تصريح .. وقتل اللمبه عمداً
تم الحكم علي ّ بالسجن
ثم خرجت أجرّ أذيال الهزيمه بعد انتصار عمود الكهرباء
وقد كان الضحية شعري الجميل الذي تمت حلاقته في السجن ولا أدري ماذنبه !!
أنا الذي أطلقت النار وهو الذي يـــُـــحلق ( عجايب يازمن )
المهم ّ
أصبح رأسي يشبه لمؤخرة قلم الرصاص
دخلت المنزل لتنظر زوجتي الى رأسي وهي تقهقه قهقهة الشامت
حيث كانت تنصحني دوماً بإزالة ذلك الشعر الطويل
وكنت أتهكــّـم عليها بعبارات تجعلها تشعر بالإحراج _ أبداً ماكنت اقولها شعري احسن من شعرك _
لقد حان الوقت لتنتصر لنفسها ياسادة ياكراااااام
أما أنا
فكنت اقول في نفسي
نلاقيها من فين والا من فين
منك والا من الشرطه والا من اللمبه ؟!!!
ضايقـتـني بضحكاتها الاستفزازية
كدت أن أساوي خدّها بـٍـمـُـخـَـمـّـس ٍ راشدي ٍّ يجعلها تعدّ أسنانها على الأرض
ولكنني خفت من مسحاة ٍ لأبي ورثها عن جدي رحمه الله
لأن أبي يحب هذه المرأه كثيراً ولايرضى أن يمــس جنابها بسوء
استلقيت على ظهري بعد تعب ذهني وإرهاق بدني على سريري لأنام
ولكنني شعرت بشئ من الحرّ ففتحت النافذه
لأستمتع بالجوّ العليل
فإذا باللمبه تبتسم في وجهي
ساخرة مني
فصرختُ وجمعتُ كفــّـيّ لأنتف شعري
فإذا بكفـــّي تصطدم بواقع مرير
يسمى الصلعه
فشعـري قد تم أعدامه بالموس ابو تمساح نسأل الله السلامة
قمت بنقل كفـّـــيّ الى وجنتيّ وأطرقت رأسي على الأرض وأنا أردد
إن حظـــي كدقيق ٍ
فوق شوكٍ نثروه
ثم قالو لحفاةٍ
يوم ريحٍ إجمعوه
صعـُب الأمر عليهم
ثم قالوا أتركوه
إن من أشقاه ربي
كيف أنتم تــُـسعــدوه
مواقع النشر (المفضلة)