ولدالقصيم
11-11-2022, 09:08 PM
وسَطُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ خطبة يوم الجمعة 1444/4/17هـ
https://www.elkraawy.com/voi/s/340
الحمدُ للهِ، رَفِيعِ الدَّرَجاتِ، مُسبِغِ النِّعمِ والبَرَكاتِ، مَنَّ علينا بطُرقِ البِرِّ وَالرَّحماتِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ذُو الفَضْلِ والهِبَاتِ،
وأشهدُ أنَّ نَبِيَّنا محمدًا عبدُ اللهِ وَرَسُولُهُ نَبِيُّ الْهُدَى وَالْمَكْرُمَاتِ صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلىَ يَوْمِ الْمَمَاتِ.
أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ يَا مُؤمِنُونَ وَأَطِيعُوهُ، وَاعْلَمُوا أَنَّ طَاعَتَهُ أَقْوَمُ وَأَقْوَى، وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى,
(فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ).
أَيُّهَا الْمُؤمِنُونَ: لَقدْ أَوْصَنَا اللهُ بالإحْسَانِ إلى الوَالِدينِ
فقالَ سُبحانَهُ: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ}
فَلِلَّهِ سُبْحَانَهُ نَعْمَةُ الْخَلْقِ والإِيجَادِ، ولِلْوَالِدَيْنِ بِإِذْنِهِ نِعْمَةُ التَّرْبِيَةِ والإِيلاَدِ، وَجَعَل رِضَاهُ فِي رِضَا الْوَالِدَيْنِ، وَسَخَطُهُ فِي سَخَطِ الْوَالِدَيْنِ.
وَقَدْ قَالَ حَبِيبُنَا وَإِمَامُنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ يُوصِيكُمْ بِأُمَّهَاتِكُمْ، إِنَّ اللَّهَ يُوصِيكُمْ بِأُمَّهَاتِكُمْ، إِنَّ اللَّهَ يُوصِيكُمْ بِأُمَّهَاتِكُمْ، إِ
نَّ اللَّهَ يُوصِيكُمْ بِآبَائِكُمْ، إِنَّ اللَّهَ يُوصِيكُمْ بِالْأَقْرَبِ فَالْأَقْرَبِ". أَخْرَجَهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ.
عَبَادَ اللهِ: حِينَ نَتَكَلَّمُ عَن بَرِّ الوَالِدينِ يَتبَادَرُ إِلى البَعْضِ بَرُّ الأُمهَاتِ فَحَسبُ،
نَعَمْ الأُمُّ شَأنُها عَظيمٌ وَفَضلُهَا كَبِيرٌ وَمَعَ هذا فَالأَبُ لاَ يَقلُّ عَنهَا في تَعبِهِ، وَتَرْبِيَتِهِ، وَكَدْحِهِ وَهَمِّهِ. وَلا يَقِلُّ عَنْه فَضْلاً وَبِرًّا وَأَجْرًا.
وإذَا أَردْتَ أنْ تَعلَمَ فَضلَ أَبِيكَ فَتَأَمَّلْ نُصُوصَ الكِتَابِ والسُّنَّةِ! وَانْظُرْ إِلى أَبِيكَ كَيْفَ يَكْدَحُ وَيَتْعَبُ، مِنْ أَجْلِ تَرْبِيَتِكَ وَتَعْلِيمِكَ وَرِفْعَتِكَ!
حَقًّا:
كَمْ سَابَقَ الْفَجْرَ يَسعَىَ فِي الصَّبَاحِ وَلا * يَعُودُ إلاَّ وَضَوْءُ الشَّمْسِ قَدْ حُجِبَا
وَرَحِمَ اللهُ الإمَامَ الشَّافِعِيَّ حِينَ قَالَ: (أَطِعِ الإِلَهَ كَمَا أَمَرْ. وَامْلأْ فُؤَادَكَ بِالحَذَرْ. وَأَطِعِ أَبَاكَ فَإِنَّهُ. رَبَّاكَ مِنْ عَهْدِ الصِّغَرْ).
حَدِيثُنَا اليَومَ لَكُمْ أيُّهَا الآبَاءُ الإجِلاءُ: فَأَنْتُم أَصْحَابُ الفَضْلِ الكَريمِ، الذي قَرنَهُ اللهُ بحقِّهِ العَظِيمِ،
فَقَالَ سُبحانَه: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا).
أَنْتُمْ مَنْ دَعَا جِبْرِيلُ عَليهِ السَّلامُ بالبُعدِ والْهَلاكِ عَلى مَنْ فرَّطَ في حقِّكُمْ،
وَأَمَّنَ على ذَلِكَ رَسُولُنَا صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِه وَسَلَّمَ، حينَ قَالَ: (إِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي،
فَقَالَ: مَنْ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا فَلَمْ يَبَرَّهُمَا، فَمَاتَ فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ).
أيُّهَا الآبَاءُ الكِرَامُ: وَحَتَّى تَعْرِفُوا مَكَانَتَكُمْ. خُذوا قِصَّةَ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ خَاصَمَ أَبَاهُ فِي مَالٍ, جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
إِنَّ أَبِي قَد اجْتَاحَ مَالِي, وَإِنَّ لِي مَالًا وَعِيَالًا وَإِنَّ لِأَبِي مَالًا وَعِيَالًا وَإِنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَأْخُذَ مَالِي إِلَى مَالِهِ.
حِينَهَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأُسْلُوبِ الْمُعَاتِبِ: «أَنْتَ وَمَالُكَ لِأَبِيكَ» «أَنْتَ، وَمَالُكَ لِأَبِيكَ».
ألا تَعْلَمُونَ أيُّهَا الآبَاءُ الكِرَامُ: أَنَّكُمْ أَوْسَطُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ! فَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ
قَال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «الْوَالِدُ أَوْسَطُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، فَأَضِعْ ذَلِكَ الْبَابَ أَوِ احْفَظْهُ».
مَعَاشِرَ الْمُؤمِنِينَ: إذَا كَانَ فِي الإسْلامِ مِنْ بِرِّ الأَبِ صِلَةُ وَزِيَارَةُ أَقَارِبِهِ وَأَصْدِقَائِهِ مِنْ بَعْدِ وَفَاتِهِ! فَمَا بَالُكُمْ بِفَضْلِ مَنَ يَبَرُّ أَبَاهُ في حَيَاتِهِ!
فَهَذا عَبْدُ اللَّهِ بنُ عُمَرَ رضي الله عنهما لَقِيَ رَجُلًا بِطَرِيقِ مَكَّةَ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَحَمَلَهُ عَلَى حِمَارٍ كَانَ يَرْكَبُهُ، وَأَعْطَاهُ عِمَامَةً كَانَتْ عَلَى رَأْسِهِ.
فَقَالَ ابْنُ دِينَارٍ: أَصْلَحَكَ اللَّهُ إِنَّهُمْ يَرْضَوْنَ بِالْيَسِيرِ! فَقَالَ ابنُ عُمَرَ: إِنَّ أَبَا هَذَا كَانَ وُدًّا لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ»: إِنَّ أَبَرَّ الْبِرِّ صِلَةُ الْوَلَدِ أَهْلَ وُدِّ أَبِيهِ. «رواه مسلم. وعَنْ أَبِي بُرْدَةَ الأَسْلَمِيُّ رَضِيَ اللهُ عنه، قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، فَأَتَانِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما، فقَالَ: أَتَدْرِي لِمَ أَتَيْتُكَ.؟
قُلْتُ: لَا، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:» مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَصِلَ أَبَاهُ فِي قَبْرِهِ، فَلْيَصِلْ إِخْوَانَ أَبِيهِ بَعْدَهُ «حَسَّنَهُ الأَلبَانِيُّ.
أَسَأَلُ اللهَ فِي هذِهِ السَّاعَةِ الشَّرِيفَةِ الْمُبَارَكَةِ وَنَحْنُ نَنْتَظِرُ فَرْضًا مِنْ فَرَائِضِهِ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا وَلِوالِدِينَا وَأنْ يَجْزِهِمَا عَنَّا خَبرَ الْجَزَاءِ وَأَوفَاهُ
وَأَنْ يُعِينَنَا عَلى بِرِّهِمَا أَحْيَاءً وَمَيتِينَ, أَقُولُ مَا سَمِعْتُمْ وَأسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِر الْمُسْلِمِينَ مِن كُلِّ ذَنبٍّ فَاسْتَغْفِرُوهُ وَتُوبُوا إليهِ إنّهُ هُو الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
https://www.elkraawy.com/voi/s/340
الحمدُ للهِ، رَفِيعِ الدَّرَجاتِ، مُسبِغِ النِّعمِ والبَرَكاتِ، مَنَّ علينا بطُرقِ البِرِّ وَالرَّحماتِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ذُو الفَضْلِ والهِبَاتِ،
وأشهدُ أنَّ نَبِيَّنا محمدًا عبدُ اللهِ وَرَسُولُهُ نَبِيُّ الْهُدَى وَالْمَكْرُمَاتِ صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلىَ يَوْمِ الْمَمَاتِ.
أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ يَا مُؤمِنُونَ وَأَطِيعُوهُ، وَاعْلَمُوا أَنَّ طَاعَتَهُ أَقْوَمُ وَأَقْوَى، وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى,
(فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ).
أَيُّهَا الْمُؤمِنُونَ: لَقدْ أَوْصَنَا اللهُ بالإحْسَانِ إلى الوَالِدينِ
فقالَ سُبحانَهُ: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ}
فَلِلَّهِ سُبْحَانَهُ نَعْمَةُ الْخَلْقِ والإِيجَادِ، ولِلْوَالِدَيْنِ بِإِذْنِهِ نِعْمَةُ التَّرْبِيَةِ والإِيلاَدِ، وَجَعَل رِضَاهُ فِي رِضَا الْوَالِدَيْنِ، وَسَخَطُهُ فِي سَخَطِ الْوَالِدَيْنِ.
وَقَدْ قَالَ حَبِيبُنَا وَإِمَامُنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ يُوصِيكُمْ بِأُمَّهَاتِكُمْ، إِنَّ اللَّهَ يُوصِيكُمْ بِأُمَّهَاتِكُمْ، إِنَّ اللَّهَ يُوصِيكُمْ بِأُمَّهَاتِكُمْ، إِ
نَّ اللَّهَ يُوصِيكُمْ بِآبَائِكُمْ، إِنَّ اللَّهَ يُوصِيكُمْ بِالْأَقْرَبِ فَالْأَقْرَبِ". أَخْرَجَهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ.
عَبَادَ اللهِ: حِينَ نَتَكَلَّمُ عَن بَرِّ الوَالِدينِ يَتبَادَرُ إِلى البَعْضِ بَرُّ الأُمهَاتِ فَحَسبُ،
نَعَمْ الأُمُّ شَأنُها عَظيمٌ وَفَضلُهَا كَبِيرٌ وَمَعَ هذا فَالأَبُ لاَ يَقلُّ عَنهَا في تَعبِهِ، وَتَرْبِيَتِهِ، وَكَدْحِهِ وَهَمِّهِ. وَلا يَقِلُّ عَنْه فَضْلاً وَبِرًّا وَأَجْرًا.
وإذَا أَردْتَ أنْ تَعلَمَ فَضلَ أَبِيكَ فَتَأَمَّلْ نُصُوصَ الكِتَابِ والسُّنَّةِ! وَانْظُرْ إِلى أَبِيكَ كَيْفَ يَكْدَحُ وَيَتْعَبُ، مِنْ أَجْلِ تَرْبِيَتِكَ وَتَعْلِيمِكَ وَرِفْعَتِكَ!
حَقًّا:
كَمْ سَابَقَ الْفَجْرَ يَسعَىَ فِي الصَّبَاحِ وَلا * يَعُودُ إلاَّ وَضَوْءُ الشَّمْسِ قَدْ حُجِبَا
وَرَحِمَ اللهُ الإمَامَ الشَّافِعِيَّ حِينَ قَالَ: (أَطِعِ الإِلَهَ كَمَا أَمَرْ. وَامْلأْ فُؤَادَكَ بِالحَذَرْ. وَأَطِعِ أَبَاكَ فَإِنَّهُ. رَبَّاكَ مِنْ عَهْدِ الصِّغَرْ).
حَدِيثُنَا اليَومَ لَكُمْ أيُّهَا الآبَاءُ الإجِلاءُ: فَأَنْتُم أَصْحَابُ الفَضْلِ الكَريمِ، الذي قَرنَهُ اللهُ بحقِّهِ العَظِيمِ،
فَقَالَ سُبحانَه: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا).
أَنْتُمْ مَنْ دَعَا جِبْرِيلُ عَليهِ السَّلامُ بالبُعدِ والْهَلاكِ عَلى مَنْ فرَّطَ في حقِّكُمْ،
وَأَمَّنَ على ذَلِكَ رَسُولُنَا صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِه وَسَلَّمَ، حينَ قَالَ: (إِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي،
فَقَالَ: مَنْ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا فَلَمْ يَبَرَّهُمَا، فَمَاتَ فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ).
أيُّهَا الآبَاءُ الكِرَامُ: وَحَتَّى تَعْرِفُوا مَكَانَتَكُمْ. خُذوا قِصَّةَ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ خَاصَمَ أَبَاهُ فِي مَالٍ, جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
إِنَّ أَبِي قَد اجْتَاحَ مَالِي, وَإِنَّ لِي مَالًا وَعِيَالًا وَإِنَّ لِأَبِي مَالًا وَعِيَالًا وَإِنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَأْخُذَ مَالِي إِلَى مَالِهِ.
حِينَهَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأُسْلُوبِ الْمُعَاتِبِ: «أَنْتَ وَمَالُكَ لِأَبِيكَ» «أَنْتَ، وَمَالُكَ لِأَبِيكَ».
ألا تَعْلَمُونَ أيُّهَا الآبَاءُ الكِرَامُ: أَنَّكُمْ أَوْسَطُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ! فَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ
قَال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «الْوَالِدُ أَوْسَطُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، فَأَضِعْ ذَلِكَ الْبَابَ أَوِ احْفَظْهُ».
مَعَاشِرَ الْمُؤمِنِينَ: إذَا كَانَ فِي الإسْلامِ مِنْ بِرِّ الأَبِ صِلَةُ وَزِيَارَةُ أَقَارِبِهِ وَأَصْدِقَائِهِ مِنْ بَعْدِ وَفَاتِهِ! فَمَا بَالُكُمْ بِفَضْلِ مَنَ يَبَرُّ أَبَاهُ في حَيَاتِهِ!
فَهَذا عَبْدُ اللَّهِ بنُ عُمَرَ رضي الله عنهما لَقِيَ رَجُلًا بِطَرِيقِ مَكَّةَ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَحَمَلَهُ عَلَى حِمَارٍ كَانَ يَرْكَبُهُ، وَأَعْطَاهُ عِمَامَةً كَانَتْ عَلَى رَأْسِهِ.
فَقَالَ ابْنُ دِينَارٍ: أَصْلَحَكَ اللَّهُ إِنَّهُمْ يَرْضَوْنَ بِالْيَسِيرِ! فَقَالَ ابنُ عُمَرَ: إِنَّ أَبَا هَذَا كَانَ وُدًّا لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ»: إِنَّ أَبَرَّ الْبِرِّ صِلَةُ الْوَلَدِ أَهْلَ وُدِّ أَبِيهِ. «رواه مسلم. وعَنْ أَبِي بُرْدَةَ الأَسْلَمِيُّ رَضِيَ اللهُ عنه، قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، فَأَتَانِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما، فقَالَ: أَتَدْرِي لِمَ أَتَيْتُكَ.؟
قُلْتُ: لَا، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:» مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَصِلَ أَبَاهُ فِي قَبْرِهِ، فَلْيَصِلْ إِخْوَانَ أَبِيهِ بَعْدَهُ «حَسَّنَهُ الأَلبَانِيُّ.
أَسَأَلُ اللهَ فِي هذِهِ السَّاعَةِ الشَّرِيفَةِ الْمُبَارَكَةِ وَنَحْنُ نَنْتَظِرُ فَرْضًا مِنْ فَرَائِضِهِ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا وَلِوالِدِينَا وَأنْ يَجْزِهِمَا عَنَّا خَبرَ الْجَزَاءِ وَأَوفَاهُ
وَأَنْ يُعِينَنَا عَلى بِرِّهِمَا أَحْيَاءً وَمَيتِينَ, أَقُولُ مَا سَمِعْتُمْ وَأسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِر الْمُسْلِمِينَ مِن كُلِّ ذَنبٍّ فَاسْتَغْفِرُوهُ وَتُوبُوا إليهِ إنّهُ هُو الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.