مشاهدة النسخة كاملة : وقفات تأمل مع عامنا 1444 الهجري الجديد
ولدالقصيم
28-07-2022, 07:43 PM
http://parstools.com/static/gif-animation/islamic/islamic-parstools-9109.gif
وقفات تأمل مع عامنا 1444 الهجري الجديد
كانت الهجرة في الثاني عشر من ربيع الأول – على أرجح الأقوال – ولكن الصحابة – رضي الله عنهم – ابتدؤوا العام بالمحرَّم؛ لأنه هو بداية السنة القمرية عندهم؛ ففي السنة السادسة عشرة من الهجرة اختار الخليفة العبقري الفذُّ عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – الهجرة ليؤرِّخ المسلمون بها تاريخَهم..
هذا؛ وقد طُرِحَت أمامه – رضي الله عنه – اقتراحاتٌ متعدِّدة:
منها أن يؤرِّخوا بتاريخ الفرس.
ومنها أن يؤرِّخوا بتاريخ الرومان
ومنها أن يؤرِّخوا من مولد الرسول – صلى الله عليه وسلم.
ومنها أن يؤرِّخوا من مبعثه – صلى الله عليه وسلم.
ومنها أن يؤرِّخوا من وفاته – صلى الله عليه وسلم.
ولكنه استحسن أن يؤرِّخ المسلمون من هجرته – صلى الله عليه وسلم – لعِظَم شأن الهجرة، ووافقه الصحابة – رضي الله عنهم – وارتبط حادث الهجرة بشخصيتنا،
وفي نهاية كل عام وبدايته نذكر الهجرة.
والتأريخ من أهم أبرز معالم ومقومات الهوية الذاتية للأمم، وقد ظلت أمتنا محافظة على هذا المَعْلم الحضاري (الاعتماد على التأريخ الهجري) حتى أواخر القرن التاسع عشر تقريبا، ومنذ عهد الخديوي إسماعيل باشا وتحديدا عام 1882م بدأنا نبتعد شيئا فشيئا عن الاعتماد على التأريخ الهجري في تحديد مهماتنا وأوقاتنا على المستوى الشعبي والرسمي، وتجدر الإشارة إلى أن مصر كانت تعتمد قبل هذا التوقيت على التأريخ الهجري والقبطي.
إضافة إلى أن ذكرياتِنا وأمجادَنا كلَّها مسجَّلة بالتقويم الهجري، وإن كثيرًا من أحكام ديننا مرتبطٌ بالتقويم القمري، الذي هو الأساس في التاريخ – كالصيام والحج – مما يوجب على أساطين الثقافة وأئمة الفكر في مجتمعاتنا التنبيه إلى ضرورة الاعتزاز به والمحافظة عليه؛ لأنه يدل على الأصالة، ويُعِينُ على التميز.. على حد ما نقله الإمام السخاوي عن العماد الأصبهاني من قوله:
“فليست أمةٌ أو دولة إلا ولها تاريخٌ يرجعون إليه، ويعولون عليه، ينقله خَلَفُها عن سَلَفِها، وحاضرُها عن غابرِها، ولولا ذلك لانقطع الوصل، وجهلت الدول… وإن التاريخ بالهجرة نسخ كل تاريخ متقدِّم”.
وها نحن أولاء نودِّع عامًا هجريًّا قد مضى، ونستقبل عامًا هجريًّا جديدًا، لقد مضت سَنَةٌ من عمرِ كلِّ واحد منا، ودنَونا من آجالنا التي كتبها الله لنا، أفلا يَجدُر بنا أن نقف وقفةَ تأملٍ، نحاسب فيها أنفسنا ونراجع رصيدنا كما نفعل في كافة الأمور.. الاقتصادية والمعيشية والعلاقات الاجتماعية؟!.
إننا في بداية العام الهجري الجديد 1444 نستلهم الدروس المضيئة من حادث الهجرة المباركة.. فقد كانت الهجرة بداية لعهد جديد هو عهد البناء وعهد العطاء وعهد الإشعاع برسالة الإسلام وتجسيد حقائقه في الواقع المعيش، والهجرة اليوم هي هَجْرٌ لما يغضب الله ويهدم الأديان ويخرب الأوطان، وذلك هو ما ينبغي التذكير به والإلحاح عليه في بداية كل عام هجري.
إن من فضل الله علينا أن أمهلنا لعام آخر، وأملى لنا كي نرجع إليه، فنحن نودع اليوم عامًا، ونستقبل آخر، نودع عامًا بحسناته وسيئاته، بتقصيرنا وتفريطنا، بخيرنا وشرنا، ونستقبل عامًا ينادينا.. يا *** آدم، أنا عام جديد، وعلى عملك شهيد، فاغتنمني فإني لا أعود إلى يوم القيامة.
إن التاجر الناصح هو الذي يُعِدُّ دراسة شاملة في بداية صفقته، ويعد كشف حساب في نهايتها؛ ليرى أين مواطن قوته وربحه، وأين مواطن ضعفه وخسارته، هذا في أمر الدنيا.. أما في أمر الآخرة فإننا نحتاج إلى محاسبة للنفس قبل الحساب..
ولا يخفى عليك أيها القارئ الكريم أن مما يحاسب عليه الإنسان يوم القيامة سؤاله عن أربع،
كما روى الترمذي أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا تزولا قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن علمه ما عمل به، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن جسمه فيما أبلاه”.
وإنَّ أوَّل ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاة، كما روى أبوداود (https://islamstory.com/ar/artical/21831/%D8%A3%D8%A8%D9%88_%D8%AF%D8%A7%D9%88%D8%AF_%D8%A7 %D9%84%D9%85%D8%AD%D8%AF%D8%AB) في الحديث الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم قال: “إنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ النَّاسُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ أَعْمَالِهِمْ الصَّلَاة، يَقُولُ رَبُّنَا لِمَلَائِكَتِهِ: انْظُرُوا فِي صَلَاةِ عَبْدِي، أَتَمَّهَا أَمْ نَقَصَهَا؟ فَإِنْ كَانَتْ تَامَّةً كُتِبَتْ لَهُ تَامَّة، وَإِنْ كَانَ انْتُقِصَ مِنْهَا شَيْئًا قَالَ: انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعْ؟ء فَإِنْ كَانَ لَهُ تَطَوُّع، قال: أَتِمُّوا لِعَبْدِيِ فَرِيضَتَهُ مِنْ تَطَوُّعِهِ. ثُمَّ تُؤْخَذُ الْأَعْمَالَ عَلَى ذَلِكَ”.
وتشهد الجوارح والجلود على صاحبها وهي تعلن قائلة: {أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ} [فصلت: 21].
فمن أراد أن ينجو من هذا الخزي والسؤال يوم القيامة، فليحاسب نفسه في الدنيا قبل حسابها في الآخرة، ذلك ما ذكرنا به الله -سبحانه وتعالى- عندما قال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ} [الحشر: 18].
وها هو ذا الفاروق (https://islamstory.com/ar/cat/723/%D8%B3%D9%8A%D8%B1%D8%A9%20%D8%B9%D9%85%D8%B1%20%D 8%A8%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B7%D8%A7%D8%A8) -رضي الله عنه- يفهم هذه الآية فهمًا دقيقًا ويقول لرعيته: (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا، وتزينوا للعرض الأكبر).
يقول عامر بن عبد الله رضي الله عنه: (رأيت نفرًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبتهم، فحدثونا أن أحسن الناس إيمانًا يوم القيامة أكثرهم محاسبة لنفسه).
وهذا الحسن البصري (https://islamstory.com/ar/artical/21798/%D8%B3%D9%8A%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%D8%A8% D8%B9%D9%8A%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%86_% D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B5%D8%B1%D9%8A): يبكي في الليل حتى يُبكي جيرانَه، فيأتي أحدهم إليه في الغداة يقول له: لقد أبكيت الليلة أهلنا. فيقول له: (إني قلتُ: يا حسن، لعلَّ الله نظر إلى بعض هنَّاتك فقال: اعمل ما شئت فلست أقبل منك شيئًا)!.
إننا عزيزي القارئ في شهر المحرم، وهو من أفضل الشهور.. فعن أبي ذر الغفاري (https://islamstory.com/ar/artical/33987/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D8%A7%D8%A8%D9%8A_%D8%A3% D8%A8%D9%88_%D8%B0%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D8%BA%D9%81% D8%A7%D8%B1%D9%8A) -رضي الله عنه- قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم: أي الليل خير؟ وأي الأشهر أفضل؟ فقال: “خير الليل جوفه، وأفضل الأشهر شهر الله الذي تدعونه المحرم (https://islamstory.com/ar/artical/1867/%D8%A7%D8%BA%D8%AA%D9%86%D9%85%D9%88%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%8A%D8%A7%D9%85-%D9%81%D9%8A-%D8%B4%D9%87%D8%B1-%D9%85%D8%AD%D8%B1%D9%85)“.
ومن فضله رغَّب النبي في صيامه، فقال: “أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله الذي تدعونه المحرم”.
– وعن قتادة: أن الفجر الذي أقسم الله به في أول سورة الفجر، هو فجر أول يوم من المحرم تنفجر منه السنة.
– ولما كانت الأشهر الحرم (https://islamstory.com/ar/cat/%20143/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B4%D9%87%D8%B1%20%D8%A7%D9%8 4%D8%AD%D8%B1%D9%85) أفضل الأشهر بعد رمضان (https://islamstory.com/ar/cat/106/cat-%D8%B4%D9%87%D8%B1-%D8%B1%D9%85%D8%B6%D8%A7%D9%86) أو مطلقًا، وكان صيامها كلها مندوبًا إليه كما دلنا عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وكان بعضهم ختام السنة الهلالية، وبعضهم مفتاحًا لها، فمن صام في شهر ذي الحجة (https://islamstory.com/ar/cat/%2094/%D8%B9%D8%B4%D8%B1%20%D8%B0%D9%8A%20%D8%A7%D9%84%D 8%AD%D8%AC%D8%A9) -سوى الأيام المحرم صيامها منه- وصام في شهر الله المحرم فقد ختم السنة بالطاعة وافتتحها بالطاعة.. فيُرجى أن تكتب له السنة كلها طاعة، فإن من كان أول عمله طاعة، وآخره طاعة، فهو في حكم من استغرق بالطاعة ما بين العملين.
– قال بن المبارك (https://islamstory.com/ar/artical/22181/%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%A8 %D9%86_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D9%83) : (من ختم نهاره بذكر كتب نهاره كله ذكرًا). يشير هذا القول إلى أنَّ الأعمال بالخواتيم، فإن كان البداءة والختام ذكرًا فهو أولى أن يكون حكم الذكر شاملاً للجميع، ويتعين افتتاح العام بتوبة نصوح تمحو ما سلف من الذنوب السالفة في الأيام الخالية.
كان أحمدبن عطاء الله السكندري يقول: “من كانت له بداية مُحرقة كانت له نهاية مُشرقة”.
شهر الحرام مبارك ميمـون *** والصوم فيه مضاعف مسنون
وثواب صائمه لوجـه إلهه *** في الخلد عنه مليكـه مخزون
هيا ردد معي عزيزي القارئ:
“اللهم ما عملتُ من عمل في السنة الماضية ولم ترضه، ونسيتُه أنا ولم تنسه أنت، وحلمتَ عني مع قدرتك على عقوبتي، ودعوتَني إلى التوبة بعد جرئتي عليك، اللهم أستغفرك منه فاغفر لي، اللهم وما عملتُ من عمل ترضاه ووعدتني عليه الثواب والغفران فتقبله مني ولا تقطع رجائي منك يا أرحم الراحمين”.
غفران
28-07-2022, 07:52 PM
السلام عليكم
الله يجزاك خير ابغى قائمه العصيمي الجديده للاسهم
وهل هي كل سنه تجدد ام لاء
انا اللي اعرفها قائمه 2021
واتابعها بس حابه أتاكد هل في غيرها
ولدالقصيم
29-07-2022, 02:38 PM
حكم استخدام التاريخ الميلادي (فتاوى وأقوال العلماء)
قال العلامة الفوزان - حفظه الله- في سرده لمظاهر موالاة الكفّار:
"التأريخ بتاريخهم؛ خصوصًا التاريخ الذي يعبر عن طقوسهم وأعيادهم كـ: (التاريخ الميلادي)!
والذي هو عبارة عن ذكرى مولد المسيح عليه السلام، والذي ابتدعوه من أنفسهم وليس هو من دين المسيح عليه السلام،
فاستعمال هذا التاريخ فيه مشاركة في إحياء شعارهم وعيدهم!
ولتجنب هذا لما أراد الصحابة - رضي الله عنهم - وضع تاريخ للمسلمين في عهد الخليفة عمر - رضي الله عنه - عدلوا عن تواريخ الكفار، وأرّخوا بهجرة الرسول صلى الله عليه وسلم؛
مما يدل على وجوب مخالفة الكفار في هذا وفي غيره مما هو من خصائصهم - والله المستعان" ا.هـ
"الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد والرد على أهل الشرك والإلحاد" 1/377.
ومما جاءَ في فتاوى اللجنة الدائمة:
"الواجب البقاء على التاريخ الهجري، كما درج عليه المسلمون من عهد الفاروق -رضي الله عنه - إلى اليوم، وهو شرف للأمة!" ا.هـ
36/398
**
"س: ما حكم التعامل بـ (التاريخ الميلادي)، مع الذين لا يعرفون (التاريخ الهجري)؟ كالمسلمين الأعاجم، أو الكفار من زملاء العمل؟
ج: لا يجوز للمسلمين التأريخ بالميلادي؛ لأنه تشبه بالنصارى! ومن شعائر دينهم! وعند المسلمين- والحمد لله- تاريخ يغنيهم عنه،
ويربطهم بنبيهم محمّد - صلى الله عليه وسلم -، وهو (شرف عظيم) لهم! وإذا دعت الحاجة يجمع بينهما" ا.هـ
26/399
**
"...شرف للمسلمين التزامهم بتاريخ هجرة نبيهم محمد - صلى الله عليه وسلم -، الذي أجمع عليه الصحابة - رضي الله عنهم -، وأرَّخوا به بدون احتفال، وتوارثه المسلمون من بعدهم منذ أربعة عشر قرنا إلى يومنا هذا؛ لذا فلا يجوز لمسلم التولي عن (التاريخ الهجري) والأخذ بغيره من تواريخ أمم الأرض، كـ (التاريخ الميلاديّ)! فإنه من استبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير.."ا.هـ
26/410-411
وللعلاّمة العثيمين -رحمه الله-:
"خطرُ العدولِ عن (التاريخ الهجري):
إن المسلمين حين كثروا وانتشروا في الأرض، وحدثت لهم معاملات وأحوال غير الحال الأولى؛
احتاجوا إلى أن يجعلوا تاريخًا يمشون عليه، وكان ذلك في عهد (عمر بن الخطاب) - رضي الله عنه-.
فمنهم من قال: نبتدئ تاريخ السنة من ربيع الأول؛
لأنه الشهر الذي أُنزل فيه على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي أول ما نزل
ولأنه الشهر الذي هاجر فيه صلى الله عليه وسلم ووصل إلى المدينة وكوَّن الدولة والأمة.
ولكن استقر الرأي على أن يكون أول السنة (شهر المحرم)؛
لأنه حين ينتهي الناس من موسم الحج وينصرفوا عنه.
والحج كما نعلم هو الركن الخامس من أركان الإسلام، فيكون المسلمون
قد أنهوا هذا الركن العظيم واستراحوا بعده ولاسيما فيما سبق من الزمن، حيث كانوا يتعبون في الوصول إلى مكة
وفي الرجوع منها، فرأوا أن ابتداء السنة يكون في (الشهر المحرم)
وهذا الرأي رأي موفق وسديد!
ولا ينبغي لنا نحن معشر المسلمين أن نتحول عنه إلى تاريخ الأمة الكافرة التي تبني ميقاتها على أشهر (وهمية)!
ليس لها أصل؛ وإنما هي اصطلاحية فقط
ثم ينبغي لنا -أيضًا- ألا نعتبر السنوات الميلادية؛ لأن لدينا السنوات الهجرية التي هي رمز عزتنا وقوتنا وكرامتنا!
وإننا لنأسف أن بعض الناس اليوم -وهم قلة- ذهبوا يؤرخون بالتاريخ الميلادي،
وتنكبوا عن تاريخهم الهجري الإسلامي الذي وضعه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- واتفق عليه المسلمون!
ولم نجد أحدًا من العلماء يؤرخ فيما سبق بالتاريخ الميلادي أبدًا
إنما يؤرخون بالتاريخ الهجري: تولى الخلافة سنة كذا وكذا، يعني: من الهجرة
ولد العالم الفلاني في سنة كذا وتوفي سنة كذا
حصل كذا في سنة كذا وكذا، بالتاريخ الهجري الذي وضعه الخليفة الثاني الراشد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-....." ا.هـ
لقاء الباب المفتوح _ 26/3
ولدالقصيم
29-07-2022, 02:41 PM
ونرى من ثنايا كلام العلاّمة العثيمين -رحمه الله- أن التاريخ الهجري يبدأ من: شهر الله المحرم
أما هجرته عليه الصلاة والسلام؛ فكانت في: ربيع الأول
ولذا أورد هذه السطور لفضيلة الشيخ فركوس -حفظه الله-:
"...لا يخفى أنَّ (الأول من شهر الله المحرم) هو بداية التقويم السنوي الإسلامي من التاريخ الهجري،
كذا أرَّخه الصحابة الكرام رضي الله عنهم بالإجماع في الدولة العمرية
مخالفين في ذلك بداية التقويم السنوي للنصارى؛ حيث أرَّخوه من يوم ولادة المسيح عيسى عليه السلام
ومع ذلك لم تكن هجرة النبي صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم في شهر المحرَّم
وإنما بدأت هجرته من مكة إلى المدينة في أوائل شهر ربيع الأول من السنة الثالثة عشر لبعثته صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم
ووصل إلى قُباء لاثنتي عشر ليلة خلت من ربيع الأول يوم الاثنين كما صرَّح به أهل الحديث والسيرة
ومنه يتبيَّن أنَّ شهر المحرَّم لم يكن موعدَ هجرته صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم
وإنما كان ابتداء العزم على الهجرة في ذلك الشهر على أقوى الأقوال
كما صرَّح بذلك الحافظ بن حجر -رحمه الله- بقوله: «وإنما أخروه من ربيع الأول؛
لأنَّ ابتداء العزم على الهجرة كان في المحرَّم، إذ البيعة وقعت في أثناء ذي الحجة وهي مقدمة الهجرة
فكان أول هلال استهلّ بعد البيعة والعزم على الهجرة هلال المحرَّم فناسب أن يجعل مبتدأ،
وهذا أقوى ما وقفت عليه من مناسبة الابتداء بالمحرم" ا.هـ
،،،
مقتطف من الكلمة الشّهرية: شهر الله المحرم (بدع ومحدثات)
رمضان
29-07-2022, 04:08 PM
اللهم اجعله عام خير ورزق علينا جميعا
اللهم واجعله شاهدا لنا لا علينا
وكل عام وانتم بخير
ولدالقصيم
29-07-2022, 05:35 PM
السائل : الأول : هو أن بعض الناس يقولون : لا نستخدم التاريخ الميلادي على التاريخ الهجري من أجل الموالاة والمناصرة ولكن التاريخ الميلادي أضبط من التقويم الهجري من ناحية هم يرونها ويقولون : إن أغلب الدول تستخدم هذا التقويم فلم نشذ ونخالفهم ؟
الشيخ : اصبر يا أخي هذا السؤال الواقع أن التوقيت بالأهلة هو الأصل لكل البشر هذا هو الأصل اقرأ قول الله تعالى :
(( يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ )) للناس كلهم
واقرأ قول الله تعالى :
(( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ))
فما هذه الأشهر ؟ الأشهر بالهلالية ولهذا فسرها النبي عليه الصلاة والسلام أعني الأربعة بأنها رجب وذو القعدة وذو الحجة ومحرم هذا هو الأصل
وهذه الشهور التي بين أيدي الناس الآن شهور وهمية ما هي مبنية على أساس هي لو كانت بروجا لكان لها أساس البروج واضحة في السماء ومعروفة نجومها ومعروف أوقاتها لكن هذه وهمية ما لها أساس إطلاقا
بدليل بعضها يكون ثمانية وعشرين وبعضها واحد وثلاثين ما هي مبنية على أصل
لكن إذا ابتلينا وصار لا بد من ذكر التاريخ الميلادي فلماذا نعدل عن التاريخ الهجري العربي الشرعي إلى هذا التاريخ الوهمي الذي ليس عليه أساس ؟
بالإمكان جدا أن نؤرخ بالتاريخ العربي ثم نقول : الموافق كذا نظرا إلى أن كثيرا من البلاد الإسلامية لما استعمرها الكفار حولوا التاريخ إلى تاريخهم استعبادا واستذلالا للشعوب أفهمت
فنقول : إذا ابتلينا وصار لا بد أن نذكر التاريخ الميلادي فليكن أولا بالعربي الهجري الشرعي ثم نقول : الموافق كذا .
الجواب للعلامة الشيخ محمد العثيمين رحمه الله
https://www.alathar.net/home/esound/index.php?op=codevi&coid=64945
ولدالقصيم
29-07-2022, 05:41 PM
هل التاريخ الميلادي صحيح؟؟
التاريخ الميلادي الذي تعتمده كثير من الدول العربية و الإسلامية هو تاريخ خاطئ وليس حقيقي ولم يولد نبي الله عيسى -عليه السلام- في ذلك التاريخ..
وفيما يأتي أبين لكم هذا :
قال الله -سبحانه وتعالى- وهو يخاطب مريم العذراء أم المسيح عيسى -عليهما السلام- : (( وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا ))..
جميعنا نعلم أن مريم -عليها السلام- كانت في فلسطين و ولدت عيسى -عليه السلام- في فلسطين وجميعنا نعلم أن فلسطين تشتهر بالبرد الشديد ونتفق على هذا الشيئ ...
التاريخ الميلادي والذي يظن البعض أنه يشير إلى ميلاد عيسى -عليه السلام- يبدأ في الشتاء ورب العالمين يقول لمريم العذراء -عليها السلام- هزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا.. وهذا دليل من رب العالمين -لا شك به- أن مريم كانت تجلس تحت شجرة نخل و كانت هذه الشجر تحمل رطبا !! ماذا تحمل رطبا !!!
و لكن جميعنا نعلم أن الرطب تكون في فصل الصيف ورب العالمين لم يقل تمرا بل قال رطبا وهذا دليل أن شجرة النخل كانت في بداية حملها للثمار
وجميعنا نعلم أن شجر النخل يحمل الرطب في منتصف فصل الصيف ما يعادل شهر 7 او 8 ميلادي فكيف يقولون أن التاريخ الميلادي صحيح !!!
هل هنالك شجر نخل يحمل رطبا في بداية التاريخ الميلادي !! أي في فصل الشتاء ؟؟؟
وأيضا جميعنا نعلم جو فلسطين والبرد القارص في فلسطين حيث تكون الأجواء في شهر واحد -حسب التاريخ الميلادي- أي بداية السنة الميلادية باردة جدا جدا ....
في الإنجيل ذكر أنه عندما ولد عيسى -عليه السلام- كان الفلاحون ينامون في مزارعهم بين الزرع وفي الصباح يحصدون ثمارهم !!!!!!!! هل تصدق عقولنا أن الفلاحون في فلسطين في فصل الشتاء وفي البرد القارص الشديد والأمطار الغزيرة كانوا ينامون في مزارعهم وفي منتصف زرعهم !!!
هذا أيضا دليل أن التاريخ الميلادي خاطئ..
وإثبات أخر أيضا أنه لو كان التاريخ الميلادي صحيح لما إستطاعت مريم -عليها السلام- ان تجلس تحت نخلة في البرد القارص ....
وهل تعلمون أن النصارى أنفسهم علمائهم و قساوستهم و باحثوهم قالوا أيضًا أن التاريخ الميلادي خاطئ
وذلك من خلال إختلافهم الشديد فيه فكل طائفة تخالف الأخرى..
وان الذي وضع التاريخ الميلادي هو الراهب الأرمني ديونيسيوس اكسيجونوس
وكان ذلك سنة 532 أي بعد أن رفع عيسى -عليه السلام- إلى السماء بما يقارب 500 عام تم تدوين التاريخ الميلادي !!
فهل يعقل أن حدثًا يدون بعد وقوعه بـ 500 عام لا يقع به خطأ ؟..
وخاصة أن زمانهم لم يكن فيه إمكانيات تمكنهم من معرفة ذلك التاريخ كما هي في زماننا !..
وليس من الغريب على من حرفوا كلام الله ونسبوا لله ولدا وجاؤوا شيئا إدا أن يحرفوا التاريخ ويكون تاريخهم تاريخًا باطلاً ..
ولدالقصيم
29-07-2022, 08:01 PM
جُمُعَةُ الْخِتَامِ
الجمعة 30 ذوالحجة 1443هـ
الحمدُ للهِ، تَفرَّدَ عِزًّا وَكَمَالاً، جَلَّ وتقدَّسَ وَتَعَالى، أشهدُ أنْ لا إلهَ إلاَّ اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ، خَلَقَنا لِيَبلُوَنا أيُّنا أحسَنُ أَعْمَالاً, وأَشْهدُ أنَّ نَبِيَّنَا محمداً عبدُ اللهِ ورسولُهُ، أَكرَمُ النَّاسِ خِصالاً وَفِعالاً, حذَّرَنَا مِنْ الاغْتِرَارِ بِهذهِ الدَّارِ، وَأَمَرَ بالاسْتِعْدَادِ لِدَارِ القَرَارِ، صلَّى الله ُوَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَليهِ وَعلى آلِهِ وأَصْحَابِه الأَطْهَارِ. أمَّا بعدُ: فاتَّقوا اللهَ على كلِّ حالٍ وفي كلِّ مكانٍ: وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ .
عبادَ اللهِ: حياتُنا مَرَاحِلٌ، ونحنُ في الدُّنيا بين مُستعدِّ لِلرَّحيلِ ورَاحِلٌ، والليلُ والنَّهارُ يَتعاقَبَانِ لا يفتُرانِ! فَمَا مِنَّا إلاَّ حَيٌّ أدركَتُهُ مَنيِّتُهُ، فَوُرِيَ بالتُّرَابِ، أو صغيرٌ بلغَ سِنَّ الشَّباب، أو شيخٌ امتدَّت به الْحَيَاةُ حتى شابَ، وَمِنْ وَرَاءِ الجميعِ نِقَاشٌ وحِسَابٌ،
اللهُ أكبرُ عبادَ اللهِ: عامٌ من أَعمارِنَا تَصرَّمتْ أيَّامُهُ وقُوِّضَتْ خِيامُهُ واخْتَفَى هِلالُهُ! لِنُدرِكَ أنَّ الدُّنيا ليست بِدارِ قَرَارٍ! وَأَنَّا بَعدَها إلى جنَّةٍ أو نَارٍ! فَهَنِيئاً لِمَن أَحْسَنَ وَاسْتَقَامَ، وَالوَيلُ لِمَنْ أَسَاءَ وَارتكَبَ الآثَامَ: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ .
أيُّها المؤمنِونَ: في تَوديعِ عامٍ واستقبالِ جديدٍ, فُرَصاً للمتأمِّلينَ, وذكرَى للمُعتبرينَ، كما قالَ رَبُّنا تباركَ وتعالى: يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُوْلِي الأَبْصَارِ . والكيِّسُ العاقِلُ بِحاجَةٍ لِمُحَاسَبَةِ نَفْسِه وَتقييمِ مَسَارِها، يقولُ ***ُ القيِّمِ رحمَهُ اللهُ: "وهلاكُ القلبِ إنَّما هو من إهمالِ مُحاسبَةِ النَّفْسِ ومِن موافَقَتِها واتِّباعِ هَوَاهَا". فليتَ شِعري ماذا أودَعنا عَامَنا المَاضِي؟ ومَاذَا عَسانَا أنْ نَسْتَقْبِلَ به عامَنا الْجَديدَ؟ عن ***ِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: أَخَذَ النبيُّ بِمَنْكِبي فقالَ:(كُنْ في الدُّنيا كأنَّك غريبٌ أو عابرُ سبيلٍ). فعابرُ السَّبيلِ يَستكثرُ من زادِ الإيمان، عابرُ السَّبيلِ لا يُدَنِّسُ نَقَاءَ النَّهارِ بآثامِه، ولا يُقَصِّرُ الليلَ بغفلَتِهِ وَمَنَامِهِ، إنْ دُعيَ إلى طَاعةٍ أجابَ وَلَبَّى، وإنْ عَلم مَوطِنَ مَعصِيَةٍ خافَ وَخَشِيَ رَبَّهُ,
عَن الْحَسَنُ البَصريُّ رحمهُ اللهُ قَال: "لا تَلْقَى الْمُؤمِنَ إلا يُحَاسبُ نَفْسه؛ والفَاجرُ يَمْضِي قُدُمًا لا يُحاسبُ نَفسُه".
عبادَ اللهِ: وَواقِعُ الكثيرينَ منَّا! يحكِي أنَّ الدُّنيا عَشْعَشَتْ في القُلُوبِ، حديثنا فيها: كم نَربَحُ؟ وكيفَ نَجمَعُ؟ إنْ كانَ شيءٌ لِلدُّنيا بَادَرنا إليهِ مُبكِّرينَ، وأقمَنا عند بابهِ فَرِحينَ، وإن كانَ للآخرةِ فاللهُ المُستعانُ على ما تَعْلَمُونَ! تَأمَّل إذا رُفِعَ الأذانُ: هل أنتَ مْن الْمُبكِّرينَ الْمُسارِعِينَ للخيراتِ؟ فهنيئاً لكَ الْمُبَادَرَةَ! مَرَّ عليكَ في عامِكَ الْمُنصَرِمِ ألفٌ وثمانُمائَةِ صلاةٍ مَفرُوضةٍ، فكم حَفِظتَ منها؟! بل كم ضيَّعتَ منها بعذرٍ وبغيرِ عذر؟ كم صلاةٍ أدَّيتَها على عُجَاَلٍة وأنتَ مَشغوُلُ البالِ؟ يا عبد الله: مَرَّ عليكَ في عامِكَ الْمُنصَرِمِ أكثرُ من خمسينَ جُمُعَةٍ! فكم حصَّلتَ فيها مِن البُدنِ أو البَقَرِ أو الأَكبَاشِ؟ أم كانَ نصيبَ الكثيرينَ منَّا الدَّجاجُ أو البيضُ أو الحِرْمَانِ؟ يا عبدَ الله: كم حصَّلتَ في عامِك الْمُنصَرِمِ من الأموالِ؟ فكم أنفقتَ منها في سبيلِ الهوى والشَّهوات؟!ثمَّ اسأَلْ نَفْسَكَ كم أنفقتَ منها للهِ, ولدينِه, وللمؤمنين؟!أَخرَجَ مُسلمٌ رحمه اللهُ في صحيحهِ عن مُطَرِّفٍ عن أبيه قال: أتيتُ النبيَّ وهو يَقرَأُ: أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ .(يقولُ ***ُ آدمَ: مالي, مالي). قالَ النَّبِيُّ :(وهل لكَ يا ***َ آدمَ من مالِكَ إلا ما أَكلْتَ فأفنيتَ أو لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ أو تصدَّقتَ فأمضيتَ). فاللهم إنِّا نسألكُ حُسْنَ القول والعملِ, اللهم أحسن عاقِبَتِنَا في الأُمورِ كلِّها وأجرنا من خزي الدُّنيا وعذابِ الآخرةِ واستغفرُ اللهَ لي ولكم من كلِّ ذنبٍّ إنَّه هو الغفورُ الرحيمُ.
الخطبة الثانية
الحمدُ لله دَعَا العِبَادَ لِمَا تَزكُوا به النفوسُ وتَطْهُر، أَشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له كُلُّ شيءٍ بِأَجَلٍ مُقَدَّر، وَأَشهدُ أنَّ محمدًا عبدُ الله ورسولُه, أَبْلَغُ واعظٍ وأَصْدَقُ مَنْ بَشَّر وأنذر، صلَّى الله وسلَّم وباركَ عليه وعلى آله وأصحابِه خيرِ صَحْبٍ ومَعْشَرٍ، أَمَّا بَعدُ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَابتَغُوا إِلَيهِ الوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا في سَبِيلِهِ لَعَلَّكُم تُفلِحُونَ .أيُّها الْمُسْلِمُ: نعم أنتَ يا من تَسمَعُنِي وتَرَانِي! على أيِّ شيءٍ سَتَطوِيْ صَحَائِفَ عامِكَ هذا؟ فَلَعَلَّهُ لم يبقَ من عُمُرِكَ إلا أيامٌ، فاستدركْ عُمُرَاً أَضَعْتَ أوَّلَهُ، فقد قالَ النَّبيُّ :( اغتنم خمسًا قبل خمس: شبابَكَ قبل هرمِكَ، وصحتَك قبل سَقَمِكَ، وغِنَاكَ قَبل فَقرِكَ، وفَرَاغَكَ قبل شُغْلِكَ، وحياتَكَ قبل مَوتِكَ).
أيُّها المُسلِمُ: مَرَّ عليكَ عامٌ! فما نَصيبُ القُرآنِ في حياتِكَ؟ كم خَتَمتَهُ من مَرَّةٍ؟ لِنَحذَرَ أنْ نكونَ مِمَّن شَكَاهُمُ الحَبِيبُ لِمَولاهُ حِينَ قَالَ: يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا . يقولُ الرَّبُ تَبَاركَ وتَقَدَّسَ وتعالىَ: وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا * اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا .
مَعَاشِرَ الْمُستَمِعينَ: واللهِ لَتَمُوتُنَّ كما تَنَامُونَ، ولَتُبعَثُنَّ كما تَستَيقِظُونَ، وَلَتُخْبَرُنَّ بِما كُنتم تعلمونَ، فَجَنَّةٌ لِلمُطِيعِينَ، ونارٌ تَلظَّى للعاصينَ: أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ .فَمَنْ غَفَلَ عن نَفْسِه ضَاعت أوقَاتُهُ, ثم اشتدَّت عليه حَسَرَاتُهُ، عجيبٌ حالُنا: نُوقنُ بالْمَوتِ ثم نَنْسَاهُ! ونَعرفُ الضَّرَرَ ثمَّ نَغشاهُ! نَخشى النَّاسَ واللهُ أحقُّ أنْ نَخشَاهُ! نَغْتَرُّ بالصِّحَةِ ونَنسى السَّقَمِ! نَزْهُو بالشَّبَابِ ونَنسى الْهَرَمِ! نَهْتَمُّ بالعِلْمِ ونَنْسى العَمَلِ! إلاَّ مَن رَحِمَ ربِّيِ! سُبحانَ اللهِ: أَلَمْ يَأْنِ لنا أنْ نُدرِكَ حقيقةَ هذه الدَّارِ؟!يا قومُ: إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ . فَخُذْ زَاداً كافياً، وأعدَّ جَواباً شَافِياً، وَاسْتَكْثِر مِن الحسَنَاتِ، وَتَدَاركِ الهَفَواتِ، قَبْل أنْ يَفْجَأُكَ هادِمُ اللذَّاتِ. قالَ رسولُ الله :(كلُّ الناسِ يغدو، فَبَائِعٌ نَفسَهُ فَمُعتِقُها أو مُوبِقُها). احذر من السَّحرَةِ والمُشَعوِذِينَ! كُنْ حذِراً من القَنَوَاتِ السَّافِلَةِ, والمَواقِعِ الفَاسِدَةِ! فَيا من أقعدَهُ الحِرمانُ عن الطَّاعَةِ، وأثقلَهُ العِصيانُ عن الجُمُعَةِ والجَمَاعَةِ، إلى متى تُعرِضُ عن النَّصِيحِ؟ كم أغلقت باباً على قبيحٍ؟ أنسيتَ ساعةَ الاحتضارِ؟! حين يَثقُلُ منكَ اللسَانُ، وَتَرْتَخِي اليَدَانُ، وتَشخُصُ العَينَانُ، (فلا إلهَ إلاَّ اللهُ، إنَّ للموتِ لسكراتٍ). أَين مَن عَاشرنَاهم كَثيراً وأَلفنَاهم؟!أين مَن مِلنَا إليهم وأحببنَاهم؟ كم من والِدٍ عَزيزٍ دَفنَّاهُ؟. وقريبٍ أَضجعنَاهُ؟ وصَدِيقٍ بالقبرِ واريناهُ؟ فهل رَحِم الْمَوتُ مَريضَاً لِضعفِ حالِه؟!أو ذا عِيالٍ لأجْلِ عياله؟!لا واللهِ أتاهم الْمَوتُ، فأخلى منهم المجالسَ والْمَسَاجِدَ، فَدَعِ الَّلهوَ جَانِبَاً، وقمْ إلى ربِّكَ نادما، وقِف على بابهِ تائباً، (فَإنَّ الله عزَّ وجلَّ يَبسُطُ يَدَهُ بالليلِ لِيتُوبَ مُسيءُ النَّهارِ، ويَبْسُطُ يَدَهُ بالنَّهارِ لِيَتُوبَ مُسيءُ الليلِ، حتى تطلعَ الشَّمسُ من مَغربِها) وَتُوبُواْ إِلَى ٱللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ ٱلْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ . اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبِّت أقدامنا وانصرنا على الكافرين رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ اللهمَّ اجعل مُستَقبلنا خيراً من ماضينا, وأحسن عاقِبَتِنا في الأمورِ كُلِّها وأجرنا من خِزْي الدُّنيا وعذابِ الآخِرَةِ, اللهمَّ أعزَّ الإسلام والمسلمين، ودمِّر أعداءَ الدِّين، واجعل بَلدَنا آمنًا مطمئنًّا وسائرَ بلادِ المسلمين اللهمّ آمنَّا في أوطاننا، وأصلِح أئمتنا وولاةَ أمرنا، ووفقهم لِما فيه صَلاحُ الإسلام والمسلمينَ, اللهم انصر جُنُودَنَا واحفظْ حُدُودَنَا والمسلمين أجمعين. عبادَ اللهِ: اذكروا الله العظيمَ الجليل يذكركم، واشكروه على عموم نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.
منقول
خطبة الشيخ خالد القرعاوي
ولدالقصيم
30-07-2022, 11:55 AM
التأريخ الهجري أحداث و مناسبات ..
أخي العزيز : لاشك أن أحداث التاريخ الإسلامي كثيرة و مشوقة في نفس الوقت ، و أكاد أجزم بأن الكثير من المسلمين اليوم يجهلون تلك الأحداث ناهيك عن وقتها أو زمانها .. والعمل الذي طلبت القيام به أخي عمل جيد و مفيد وذلك لربط الجيل المسلم بالأحداث الإسلامية طوال العام بدلاً من ربطه بتفاهات لا تفيده بل قد تضره ..
و قبل أن أبدأ الموضوع أود أن أذكر نبذة مختصرة عن :
بدأ التدوين و التأريخ للأحداث بالسنة الهجرية ..
كان العمل بالتأريخ الهجري في السنة السادسة عشر و قيل السابعة عشر من خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
أخرج البخاري عن سهل بن سعد قال : ما عدوا من مبعث النبي صلى الله عليه وسلم ولا من وفاته ، ما عدوا إلا من مقدمه المدينة . انظر الفتح (7/314 ) .
و أفاد السهيلي في الروض الأنف (4/255 ) أن الصحابة أخذوا التأريخ بالهجرة من قوله تعالى { لمسجد أسس على التقوى من أول يوم } لأنه من المعلوم أنه ليس أول الأيام مطلقاً ، فتعين أنه أضيف إلى شيء مضمر و هو أول الزمن الذي عز فيه الإسلام ، و عبد فيه النبي صلى الله عليه وسلم ربه آمناً ، و ابتداء المسجد ، فوافق رأي الصحابة ابتداء التاريخ من ذلك اليوم .
و قد أبدى بعضهم للبدء بالتأريخ بالهجرة مناسبة فقال : كانت القضايا التي اتفقت له و يمكن أن يؤرخ بها أربعة : مولده ومبعثه و هجرته و وفاته ، فرجح عندهم جعلها من الهجرة ؛ لأن المولد والمبعث لا يخلو واحد منهما من النزاع في تعيين السنة ، وأما وقت الوفاة فأعرضوا عنه لما توقع بذكره من الأسف عليه ، فانحصر في الهجرة ، وإنما أخروه من ربيع الأول إلى المحرم لأن ابتداء العزم على الهجرة كان في المحرم ، إذ البيعة وقعت في أثناء ذي الحجة وهي مقدمة الهجرة ، فكان أول هلالاً استهل بعد البيعة والعزم على الهجرة هلال المحرم ، فناسب أن يجعل مبتدأ ، و هذا أقوى ما وقفت عليه من مناسبة الابتداء بالمحرم .
و ذكروا في سبب عمل عمر رضي الله عنه التاريخ أشياء ، ذكرها *** حجر رحمه الله في الفتح ( 7 / 315 ) ، منها :-
ما أخرجه أبو نعيم الفضل بن دكين في تاريخه و من طريق الحاكم من طريق الشعبي ( أن أبا موسى كتب إلى عمر أنه يأتينا منك كتب ليس لها تاريخ ، فجمع عمر الناس ، فقال بعضهم : أرخ بالمبعث ، و بعضهم أرخ بالهجرة ، فقال عمر : الهجرة فرقت بين الحق والباطل ، فأرخوا بها ، و ذلك سنة سبع عشرة ، فلما اتفقوا قال بعضهم ابدءوا برمضان ، فقال عمر : بل بالمحرم فإنه منصرف الناس من حجهم ، فاتفقوا عليه ) .
وروى أحمد وأبو عروبة في الأوائل و البخاري في الأدب والحاكم من طريق ميمون بن مهران قال : رفع لعمر صك محله شعبان ، فقال : أي شعبان ، الماضي أو الذي نحن فيه ، أو الآتي ؟ ضعوا للناس شيئاً يعرفون فيه حلول ديونهم ، فيقال إنهم أراد بعضهم أن يؤرخوا كما تؤرخ الفرس بملوكهم ، كلما هلك ملك أرخوا من تاريخ ولاية الذي بعده ، فكرهوا ذلك ، ومنهم من قال : أرخوا بتاريخ الروم من زمان الإسكندر ، فكرهوا ذلك ، وقال قائلون : أرخوا من مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال آخرون من مبعثه عليه السلام ، وأشار علي بن أبي طالب وآخرون أن يؤرخ من هجرته من مكة إلى المدينة لظهوره لكل أحد فإنه أظهر من المولد والمبعث . فاستحسن ذلك عمر والصحابة ، فأمر عمر أن يؤرخ من هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأرخوا من أول تلك السنة من محرمها .
وروى *** أبي خيثمة من طريق *** سيرين قال : قدم رجل من اليمن فقال : رأيت باليمن شيئاً يسمونه التاريخ يكتبونه من عام كذا و شهر كذا ، فقال عمر : هذا حسن فأرخوا ، فلما أجمع على ذلك قال قوم : أرخوا للمولد ، وقال قائل : للمبعث ، وقال قائل : من حين خرج مهاجراً ، وقال قائل من حين توفي ، فقال عمر : أرخوا من خروجه من مكة إلى المدينة ، ثم قال : بأي شهر نبدأ ؟ فقال قوم : من رجب ، وقال قائل : من رمضان ، فقال عثمان : أرخوا من المحرم فإنه شهر حرام و هو أول السنة ومنصرف الناس من الحج ، قال و كان ذلك سنة سبع عشرة و قيل سنة ست عشرة في ربيع الأول .
وروى الحاكم في المستدرك (3/14) عن سعيد بن المسيب قال : جمع عمر الناس فسألهم عن أول يوم يكتب التاريخ ، فقال علي : من يوم هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وترك أرض الشرك ، ففعله عمر .
فاستفدنا من مجموع هذه الآثار أن الذي أشار بالمحرم عمر و عثمان و علي رضي الله عنهم ، و أن علي رضي الله عنهم أشار بالتأريخ من الهجرة .
و حول وضع التاريخ الهجري راجع تاريخ الطبري (4/38) و البداية والنهاية (3/206) و الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ للسخاوي (ص 78 ) و للإمام السيوطي رحمه الله رسالة بعنوان : الشماريخ في علم التاريخ .
ولدالقصيم
30-07-2022, 11:55 AM
أحداث السنة الأولى للهجرة
بداية أود أن أنبه على شيء مهم و هو : أنني سأذكر بعض الأحداث التي حدثت في أوائل السنة الرابعة عشر من البعثة ، و بالأخص شهر المحرم و شهر صفر ، لأنهما يدخلان ضمن السنة الأولى للهجرة إذا أخذنا بظاهر الأمر إذ أنه كما سبق أن ذكرت في الحلقة التمهيدية أن الصحابة أرخوا من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ، لكنهم أخروا ذلك إلى المحرم لكونه أول السنة ومنصرف الناس من الحج ، و بذلك يدخل شهر المحرم وصفر ضمن السنة الأولى ..
و شيء أخر وهو أني كنت أود أن أكتب الأحداث على شكل جدول حتى يسهل الاستفادة منه ، لكن يبدو أن النظام المستخدم في سحاب لا يمكن من خلاله نشر موضوع على شكل جداول .. لذا سأذكر الأحداث مشيراً إلى ما يعرف منها باليوم و الشهر والسنة قدر المستطاع .. ثم يقوم من أراد طباعته و الاستفادة منه بأن ينقله إلى صفحة الورد و هناك يمكنه أن ينشئ جدولاً بكل سهولة ، و يدخل البيانات فيه حسبما يريد .. و إذا ما أراد أن يحدث أولاده أو أصدقاءه عن هذه الأحداث فإنه يستطيع بعدها أن يفصل فيها و يتوسع حسبما يريد لأنه قد علم أن الحدث الفلاني وقع في تلك السنة و في ذلك الشهر و هكذا .. والبيانات التي سيدخلها في الجدول هي : ( اليوم / الشهر / السنة / الحدث / ملاحظات ) .
ففي خانة ( اليوم والشهر و السنة و الحدث ) ، يكتب ما سأذكره من تواريخ و أحداث ، أما في خانة ( الملاحظات ) فإنه يذكر أي ملاحظة يريد أن يكتبها ، كخلاف في تاريخ حدث معين أو مولد أو وفاة شخص ما مثلاً حتى يكون على بينة ، و هكذا ..
و لنبدأ بالأحداث التي جرت في السنة الأولى للهجرة .. بدأً بشهر الله المحرم ..
لا تذكر لنا كتب التاريخ والسير أي خبر بالتحديد وقع في هذا الشهر ، ولكن من خلال الأحداث التي سنذكرها نستطيع أن نستنتج أن أغلب الأحداث التي وقعت في هذا الشهر هي هجرة المؤمنين من مكة إلى المدينة سراً فراراً بدينهم .
أما الأحداث التي وقعت في شهر صفر وبالتحديد في يوم الخميس السادس والعشرين من هذا الشهر سنة أربع عشرة من المبعث ، أي بعد شهرين و نصف تقريباً من بيعة العقبة الثانية ، و ذلك أن بيعة العقبة الثانية الكبرى كانت في ذي الحجة من العام الثالث عشر للبعثة ، عقد زعماء قريش اجتماعاً خطيراً في دار الندوة ليتشاوروا في أنجح الوسائل للتخلص من الرسول صلى الله عليه وسلم . و في نفس الشهر و الأقرب أنه في نفس اليوم أذن للنبي صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى يثرب ..
أما الأحداث التي وقعت في شهر ربيع الأول فهي وصول النبي صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول سنة أربع عشرة من المبعث و هي السنة الأولى من الهجرة ، إلى يثرب و نزوله في قباء في بني عمرو بن عوف على كلثوم بن الهدم لمدة أربع عشرة ليلة ، فيها أسس مسجد قباء .
و في يوم الجمعة السادس والعشرون من نفس الشهر دخل النبي صلى الله عليه وسلم المدينة بعد أن صلى الجمعة في بني سالم بن عوف .
أما بخصوص الشهور التي تلت شهر ربيع الأول و هي ربيع الثاني و جمادى الأول و جمادى الثاني رجب ، فإن أغلب أهل السير لا يذكرون أحداثاً معينة وقعت خلالها ، لكن نستطيع أن نخمن أن بعض الأحداث التي سبقت المؤاخاة و بناء المسجد قد وقعت في تلك الشهور و هي : نزول النبي صلى الله عليه وسلم في دار أبي أيوب الأنصاري و مرض بعض الصحابة مثل أبي بكر و بلال رضي الله عنهما ، و التجهز لبناء المسجد النبوي الشريف ، و إسلام عبد الله بن سلام رضي الله عنه .
أما الأحداث التي وقعت في شهر شعبان ، فإن الروايات التاريخية لا تختلف في أن المؤاخاة وقعت في السنة الأولى للهجرة ، لكنها تختلف إن كان ذلك بعد بناء المسجد في المدينة أو خلاله بنائه ، و يحدد *** عبد البر التاريخ بأنه بعد الهجرة بخمسة أشهر ، أي أنه في شهر شعبان ، و هناك روايات تذكر أن المؤاخاة كانت في المسجد ، و هذا يفيد أن المؤاخاة وقعت بعد بناء المسجد أو أثناء بنائه ، و قد استغرق بناء المسجد اثني عشر يوماً ، كما وأن الأذان شرع في هذا الشهر أيضاً . أما بخصوص صحيفة الموادعة مع اليهود ، فإن كتب السير تذكر أنها كتبت قبل غزوة بدر و قبل إرسال السرايا الأولى ، ومن المعلوم أن سرية حمزة كانت في رمضان ( سنة 1 هـ ) أي قبل غزوة بدر بسنة وأيام ، فإن هذا يؤكد أن كتابة هذه الوثيقة على أقرب تقدير أنها في شهر شعبان أيضاً من السنة الأولى للهجرة .
أما الأحداث التي وقعت في شهر رمضان من هذه السنة ، فأولى هذا الأحداث هو إرسال سرية حمزة بن عبد المطلب و هي سرية سيف البحر .
و عن الأحداث التي وقعت في شهر شوال ، فهي مولد عبد الله بن الزبير رضي الله عنه ، و وفاة كلثوم بن الهدم الذي نزل عنده النبي صلى الله عليه وسلم في قباء ، و مات أيضاً في هذا الشهر أسعد بن زرارة .
و لا تذكر لنا كتب السير أحداثاً وقعت في شهر ذي القعدة و ذي الحجة ، لذا نتوقف نحن إلى هنا ، والله أعلم والحمد لله رب العالمين ..
ولدالقصيم
30-07-2022, 11:55 AM
أحداث السنة الثانية
لا تذكر لنا كتب السير أحداثاً وقعت في شهر محرم ..
أما الأحداث التي وقعت في شهر صفر فهي أولى غزوات النبي صلى الله عليه وسلم ، و هي غزوة الأبواء ( ودّان ) . و فيه أيضاً كانت سرية عبيدة بن الحارث إلى رابغ . و فيه تزوج علي رضي الله عنه بفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم .
و في شهر ربيع الأول وقعت غزوة بُواط من ناحية رضوى . و أيضاً وقعت في هذا الشهر غزوة سفوان ( بدر الأولى بدر الصغرى ) .
وفي شهر جمادى الأولى ولد النعمان بن بشير الأنصاري رضي الله عنه وهو أول مولود من الأنصار .
أما الأحداث التي وقعت في شهر جمادى الآخرة فهي غزوة العشيرة .
و في آخر شهر رجب وقعت سرية نخلة بقيادة عبد الله بن جحش .
وفي النصف من شهر شعبان من هذه السنة حولت القبلة من بيت المقدس إلى المسجد الحرام ، بعد أن صلى النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس ستة عشر أو سبعة عشر شهراً .
و في هذه السنة أيضاً فرض الصيام لكنهم اختلفوا في الشهر التي فرض فيه ، قيل أنه فرض في نفس الشهر الذي حولت فيه القبلة أي أنه في شهر شعبان .
و في شهر رمضان و بالتحديد في يوم ( 17 ) كانت غزوة بدر الكبرى . و استشهد فيها : عمير بن أبي وقاص و عبيد بن الحارث بن عبد المطلب وعاقل بن أبي البكير ، ومِهْجَع بن صالح مولى عمر ، و هو أول قتيل بين الصفين يوم بدر ، و صفوان بن بيضاء ، و سعد بن خيثمة ، و مبشر بن عبد المنذر و حارثة بن سراقة و عوذ ومعوذ أبنا عفراء و عمير بن الحمام و رافع بن المعلى و يزيد بن الحارث بن فُسحم ، فهؤلاء الذين استشهدوا في هذا الغزوة فرحمة الله عليهم . و فيها ماتت رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم زوج عثمان بن عفان رضي الله عنه .
و في نفس الشهر وبالتحديد في يوم ( 25 ) و بالتحديد بعد عودته من بدر مباشرة ، كانت سرية قتل عصماء بنت مروان التي كانت ممن يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم وتعيب الإسلام وتحرض على النبي صلى الله عليه وسلم وقالت في ذلك شعراً .
و في شهر شوال من نفس السنة كانت غزوة بني سليم بالكُدر . وفي نفس الشهر كانت سرية سالم بن عمير لقتل أبي عَفَك . وفي يوم السبت للنصف من شوال من نفس السنة كانت غزوة بين قينقاع ، و في هذا الشهر حدثت مؤامرة لاغتيال الرسول صلى الله عليه وسلم من قبل عمير بن وهب و صفوان بن أمية .
ولا تذكر لنا كتب السير أحداثاً وقعت بالتحديد في شهر ذي القعدة ..
أما عن الأحداث التي وقعت في شهر ذي الحجة فهي غزوة السَّوِيق وبالتحديد في يوم ( 5 ) من هذا الشهر . و في نفس الشهر توفي عثمان بن مظعون ، و هو الذي رد عليه النبي صلى الله عليه وسلم التبتل وشهد بدراً مع الرسول صلى الله علية وسلم . و تذكر كتب السير أيضاً أن علياً رضي الله عنه قد بنى بفاطمة في هذا الشهر ، و قد تقدم أن علياً تزوج بفاطمة ، في صفر من هذه السنة ، وهذا يخالف ما تقدم ؛ إلا إذا حملنا التزويج على العقد والبنا على الدخول .
ولا تذكر لنا كتب السير أحداثاً أخرى وقعت في هذا الشهر .. وإلى هنا نأتي إلى نهاية أحداث هذه السنة ..
أحداث السنة الثالثة
في منتصف المحرم كانت غزوة قَرْقَرة الكَدَر مع بين سُليم و غطفان وبعض القبائل الأخرى .
ولا تذكر لنا كتب السير أي أحداث جرت في شهر صفر .
أما عن الأحداث في شهر ربيع الأول فهي خروج النبي صلى الله عليه وسلم لغزوة ذي أَمَر وكان ذلك لثنتي عشرة ليلة مضت من هذا الشهر .
وفي نفس الشهر تزوج عثمان بن عفان رضي الله عنه بأم كلثوم بنت النبي صلى الله عليه وسلم .
و في نفس الشهر كان قتل كعب الأشراف بعد أن أهدر الرسول صلى الله عليه وسلم دمه حينما أخذ يقرض الشعر متشبباً بنساء المسلمين ، وكان ذلك لأربع عشرة ليلة مضت من هذا الشهر .
ولا تذكر لنا كتب السير أحداثاً وقعت في شهر ربيع الثاني ..
أم أحداث شهر جمادى الأولى فهي غزوة بُحَران أو الفُرُوع من بُحران .
وفي شهر جمادى الآخرة كانت سرية القَرَدَة . و فيها دخلت أم كلثوم بنت النبي صلى الله عليه وسلم على عثمان بعد أن تزوجها في شهر ربيع الأول .
ولا تذكر لنا كتب السير أحداثاً وقعت في كل من شهر رجب و شعبان .
وفي شهر رمضان وبالتحديد ليلة النصف منه ولدت فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم ***ها الحسن رضي الله عنهما .
أما في شهر شوال وعلى أقرب تقدير في يوم السبت للنصف من شوال كانت غزوة أحد . وفيها استشهد كل من : حمزة بن عبد المطلب و عبد الله بن جحش و شماس بن عثمان و مصعب بن الزبير ، و فيها أيضاً قتل اليمان أبو حذيفة رضي الله عنهما ، قتله المسلمون وهم لا يعرفونه ، و استشهد فيها أيضاً سعد بن الربيع وعبد الله بن عمرو بن الجموح وعمرو بن الجموح وحنظلة بن أبي عامر وعمرو بن معاذ ومالك بن سنان وهو والد الصحابي أبو سعيد الخدري وأنس بن النضر ..
وفي نفس الشهر لست عشرة ليلة مضت منه كانت غزوة حمراء الأَسَد .
ولا تذكر لنا كتب السير أحداثاً وقعت في بقية الشهور .. ونتوقف نحن بدورنا ..
أحداث السنة الرابعة
فمن الأحداث التي وقعت في شهر محرم و بالتحديد في هلال المحرم ، سرية أبي سلمة ، وكانت بسبب تجرؤ بعض الأعراب القاطنون حول المدينة بمهاجمة المدينة لما سمعوا بما أصاب المسلمين في أحد .
وفي نفس الشهر وبالتحديد في الخامس من المحرم ، كانت سرية عبد الله بن أُنيس ، لقتل خالد بن سفيان بن نُبيح الهذلي بنخلة أو بعُرنة من عرفات ، وذلك لأن خالداً كان يجمع الناس ليغزو بهم المدينة .
وفي شهر صفر كانت سرية الرجيع .. و فيها استشهد كل من : مرثد بن أبي مرثد ، وعاصم بن ثابت بن أبي الأقلح ، وخالد بن أبي البكير .
في الشهر ذاته كانت سرية بئر معونة .. استشهد فيها سبعين من خيار الصحابة رضي الله عنهم عرفوا بالقراء .. كانوا يحتطبون بالنهار و يصلون بالليل و ينفقون ثمن حطبهم على أهل الصفة .. منهم : المنذر بن عمرو الأنصاري ، والحارث بن الصمة ، و حرام بن ملحان أخو بني عدي بن النجار ، وعروة بن أسماء بن الصلت ، ونافع بن بديل بن ورقاء الخزاعي وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر الصديق ، والحكم بن كيسان .
وفيها أسر خبيب بن عدي و زيد بن الدثنة رضي الله عنهما ، أسرهما المشركون يوم الرجيع وباعوهما على أهل مكة وقتلوهما صبراً سنة خمس ، و سيأتي .
وفي شهر ربيع الأول ، كانت غزوة بني النضير .
ولا تذكر لنا كتب السير أحداثاً وقعت في كل من شهر ربيع الثاني ..
و شهر جمادى الأولى مات عبد الله بن عثمان بن عفان وهو يومئذ *** ست سنين ، وهو *** بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم رقية .
ولا تذكر لنا كتب السير أحداثاً وقعت في كل من شهر جمادى الآخرة و رجب ..
أما عن الأحداث التي وقعت في شهر شعبان فهي غزوة بدر الموعد .. و فيها أيضاً ولد الحسين بن علي رضي الله عنهما ..
ملحوظة : هناك خلاف حول تحديد تاريخ معين لغزوة ذات الرقاع ، لكن الراجح والله أعلم أنها قبل غزوة الخندق وبعد غزوة بني النضير ..
منقول
ولدالقصيم
06-08-2022, 12:17 AM
أيُّها المؤمنُ, إذا حَلَّ عامٌ هجريٌّ جديدٌ فإنكَ تَشعُرُ بالعزِّ والفَخَارِ بأنَّكَ تنتسبُ لهذا الدِّينِ الْحنيفِ, والتأريخِ الْمَجِيدِ, الذي يربطُ بَينَ الأَنْبِيَاءِ جَمِيعَاً بِحَاضِرِهم ومُستقبلِ دِينِهم ودَعوتِهم.
وفي مَطلَعِ عَامٍ هِجريٍّ جَدِيدٍ فَإنَّا نَزْدَادُ تَعْظِيماً لِمَا عَظَّمَهُ اللهُ سبحانَهُ وحرَّمهُ! فقد أضافَ الرَّبُّ جلَّ وعلا الشَّهرَ الْمُحرَّم إلى نَفْسِهِ تَشريفًا وَتَكْريمًا،
فهو أوَّلُ الأشهرِ الحُرُمِ التي قَالَ عنها:
(إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ).
وعَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أنَّهُ قَالَ: (السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ثَلاثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ).
قَالَ ***ُ عباسٍ رضي الله عنهما اختصَّ اللهُ الأَشهُرَ فَجَعَلهُنَّ حَرَامَاً وَعَظَّم حُرمَاتِهِنَّ، وَجَعَلَ الذَّنبَ فيهنَّ أَعْظَمَ وَالعَمَلَ الصَّالِحَ وَالأَجرَ أَعْظَمَ.
ولَمَّا ذكَّرَ اللهُ بعِظَم هذهِ الشُّهور عقَّبَها بتَحرِيمِ الظُّلمِ فيها، ذلِكَ أنَّ الظُّلمَ سببُ كلِّ شرٍّ, فَمَتى فشا في أمَّةٍ آذنَ اللهُ بِأُفُولِها,
وفي الحديثِ القُدسي: (يا عبادي, إنِّي حرَّمتُ الظُّلمَ على نَفسِي, وجعلتُـهُ بينَكم مُحرمًا, فلا تَظَالَمُوا). وَأَعْظَمُ الظُّلمِ باللهِ الإشراكُ باللهِ سُبحَانَهُ! فَهَذَا لَا يَغْفِرُهُ اللَّهُ, وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ! وَظُلمٌ آخَرُ لا يترُكُهُ اللهُ تَعَالَى, وَهُو ظُلمُ الغَيرِ, فلا بدَّ من أخذِ الحقِّ لِلمَظلُومِ, وَلَو بَعْدَ حَينٍ! أمَّا ثَالثُ أنواع ِالظُّلمِ: فهو ظُلمِ العبدِ نَفسَهُ بالْمعَاصي: فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ . فالبَصَرُ نِعمَةٌ, سَخَّرها بعضُنا في نَظَرِ الحرامِ, والسَّمع نِعمَةٌ صَرفها البَعضُ في سَمَاعِ الحرامِ، والنُّطقُ والِّلسانُ نِعمَةٌ سخَّرها البعضُ في قَالَةِ السُّوءِ! وكُلُّ الأعضاء نِعْمَةٌ! وَسَتَنْطِقُ شَاهِدَةً عَلَينَا وَتَقُولُ: أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ .
عِبَادَ اللهِ: شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمِ يذكِّرنا بالسُّنَّةِ العُمَريَّةِ الرَّاشِدَةِ حين جَمَعَ الصَّحَابَةَ وَاسْتَشَارَهُم، فِي وَضْعِ تَأْرِيخٍ يَتَعَرَّفونَ به على أُمُورِهم،
وَكَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مُلْهَمًا, فَقَالَ: (الهِجْرَةُ فرَّقَتْ بَينَ الحَقِّ وَالبَاطِلِ، فَأَرِّخوا بها). ثُمَّ اسْتَشَارَهُم فِي أَيِّ شَهْرٍ نَبدَأُ؟ فَاخْتَارُوا الْمُحرَّمَ وأَجْمَعُوا عليه؛ لأنَّه الشَّهرُ الذي بَايعَ فِيهِ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ الأَنْصَارَ عَلى الهِجْرَةِ، فَكَانَ أَولى الشُّهورِ بالأَوَّلِيَّةِ. وَلِأَجْلِ هَذا كَانُ رَأْيُ عمرَ سَدِيدًا، إذْ جعَلَهُ تَأْريخًا لِهَذِهِ الأُمَّة، تَضبِطُ أَحْدَاثَهَا، ويكونُ شِعارًا لها في عِبَادَاتِها ومُعَامَلاتِها وَأَحْوالِها, فالتَّأريخ الهجريُّ مُرتَبِطٌ بالدِّينِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى:(هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ). فالشَّهرُ القَمَرِيُّ يَعرِفهُ كلُّ النَّاسِ.
أمَّا الْمِيلادِيُّ فهو مُرتبطٌ بِدينَينِ بَاطِلينِ، وثنيَّةُ الرُّومانِ، التي تُمَجِّدُ الآلِهَةَ الْمَزْعُومَةَ. وَتَأَرِيخُ النَّصارى، الذي رُبِطَ بميلادِ المسيحِ عليه السَّلامُ كذِبَاً وزوراً،
من هنا نعرفُ أنَّ تقويمَهم وَضعِيٌّ، غيرَ مَبنيٍّ على أساسٍ كونِيٍّ! بخلاف التَّقويمِ الإسلامِيِّ الْمُرتبطِ بظاهرةٍ كونِيَّةٍ واضِحَةٍ،
قَالَ تَعَالَى: (يَسْأَلُونَكَ عَنْ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ).
أيُّها المُسلِمونُ: ومن الْمؤسفِ أنْ يَعْدِلَ مُسلِمٌ عن التَّأريخِ الإسلاميِّ الهجريِّ إلى تأريخِ النَّصارى الْمِيلاديِّ الذي لا يَمُتُّ إلى دينِنَا بِصِلَةٍ,
فالاعتمادُ على الأشهرِ الغَرْبِيَّةِ فقط طَمسٌ للهويَّةِ الإسلاميَّةِ! ألم يقلْ نَبِيُّنا صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ:
(لَيْسَ مِنَّا مَنْ تَشَبَّهَ بِغَيْرِنَا، لَا تَشَبَّهُوا بِاليَهُودِ وَلَا بِالنَّصَارَى). فيا عبادَ الله: اقدروا للأمرِ قَدْرَهُ، ولا تَتَساهَلُوا فيه، فإنَّ العِزَّةَ بِاتِّبَاعِ سَبِيلِ المُؤمِنينَ.
وإنَّ الذُّلَّ والهَوَانَ باتِّبَاعِ الْمُشْرِكِينَ.
نَسْألُ اللهَ أنْ يُرِيَنَا الحَقَّ حَقَّاً وَيَرْزُقَنَا اتِّبَاعَهُ, وَأنْ يُرِيَنَا البَاطِلَ بَاطِلاَ وَيَرْزُقَنَا اجْتِنَابَهُ, وَأنْ يُهَيئَ لَنَا مِنْ أمْرِنَا رَشَدَاً, وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُم وَلِسَائِرِ الْمُسلِمِينَ فَادْعُوهُ واسْتَغْفِرُوهُ إنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.
ولدالقصيم
06-08-2022, 12:19 AM
أيُّها الْمُؤمِنُونَ, إذا حَلَّ عامٌ هجريٌّ جديدٌ فإنَّهُ يذكِّرنا باليومِ العاشِرِ, بيومِ النَّصر العظيمِ يومَ نجَّى اللهُ موسى عليهِ السَّلامُ ومن معهُ مِن فِرْعونَ وبَطْشِهِ وظُلمهِ فقد أقرَّ اللهُ أعيُنَ المسلمينَ بهلاكِ أَعْتى الطُّغاةِ وَأَشْقَاهُم! لذا أَخَذَ رَسُولُنا صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ على نفسِهِ العهدَ على صِيامِ ذلكَ اليومِ حين وَجَدَ اليهودَ تصومُهُ وقَالَ:(فَأَنَا أحقُّ بموسى منكم). فصامَهُ وأَمَرَ بصيامِهِ وقالَ:(لئن عِشْتُ إلى قَاِبٍلٍ إنْ شَاءَ اللهُ لأُصُومَنَّ التَّاسعَ).
وَلَمَّا سُئِلَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ عن فَضْلِه قَالَ:(صَومُ يومِ عَاشُورَاءَ إنِّي أحتسبُ على اللهِ أنْ يكفِّرَ السَّنةَ الْمَاضِيَةَ). فَاجْتَهِد في صِيَامِ التَّاسعِ مَعَ العَاشرِ.
وعلى هذا فَصِيامُ عَاشُورَاءَ عَلى مَرَاتِبَ أَدْنَاهَا أَنْ يُصامَ يَومُ الاثْنِينِ القَادِمِ وَحدَهُ، وَفَوقَه أَنْ يُصامَ التَّاسعُ مَعَهُ، وأكْمَلُها أنْ يُصامَ التَّاسعُ والعَاشِرُ وَالحَادِيَ عَشَرَ. وَهُوَ دَاخِلٌ فِي عُمُومِ قَولِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: (أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ،).
قال الإمامُ النَّوويُّ رَحِمَهُ اللهُ: وهذا تَصرِيحٌ بأنَّهُ أَفْضَلُ الشُّهورِ لِلصَّومِ. فَاجْتَهِد فِي صِيَامِ أَيَّامِ الاثنينِ والخَمِيسِ وَأيَّامِ البِيضِ, فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ.
عبادَ اللهِ: نحنُ أهلَ السُّنَّةِ والجماعةِ نَصُومُ عاشوراءَ اقتداءً بسُنَّةِ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ, وَرَجَاءَ تَكْفِيرِ ذُنُوبِ سَنَةٍ كامِلَةٍ, وشكراً للهِ تعالى على نجاةِ مُوسَى عليه الصَّلاةُ والسلامُ, وإغراقِ رَأسِ الطُّغَاةِ.
علي العوفي
06-08-2022, 01:31 AM
جزاك الله خيرورحم والديك واصلح لك الذرية ورحم اموات المسلمين جميعا
ولدالقصيم
08-08-2022, 11:35 AM
أيها الإخوة في الله: إن تعاقب الليالي والأيام والشهور والأعوام جعلها الله -عز وجل- خزائن للأعمال ومراحل للأجال،
وهذا السير الحثيث يباعد عن الدنيا ويقرب إلى الآخرة، ويباعد من دار العمل ويقرب من دار الجزاء، وكثير من الناس عن ذلك غافلون،
قال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: "ارتحلت الدينا مدبرة، وارتحلت الآخرة مقبلة، ولكل واحدة منها بنون،
فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب، وغدا حساب ولا عمل".
إننا في هذه الأيام ودعنا عامًا هجريًا واستقبلنا عامًا آخر، وإن دخول عام هجري جديد يبث في الأشجان خواطر عديدة ويسترجع من الذاكرة أحداثا كثيرة مرت على هذه الأمة.
فلنقف وقفة، بل وقفات تأمل مع وداعنا لعام هجري واستقبالنا لعام آخر لعلنا نؤمن ساعة ولعلنا نفتح صفحة جديدة وسنة مفعمة بالخير على ما يحبه الله ويرضاه.
الوقفة الأولى: في فضل شهر الله المحرم: فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم" [رواه الإمام مسلم].
فحري بنا -أيها الإخوة- أن نبدأ عامنا بصيام بضعة أيام من هذا الشهر المبارك الذي سيحل علينا لعظم ثوابه عند الله، فهو في الفضل يأتي في الدرجة الثانية بعد صيام رمضان.
الوقفة الثانية: في فضل صيام عاشوراء: وهو اليوم العاشر من شهر المحرم، فصيامه يكفر الله عنك ذنوب سنة كاملة؛ لما رواه أبو قتادة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "وصيام يوم عاشوراء إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله" [رواه الترمذي].
وعن *** عباس -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قدم المدينة فوجد اليهود صياماٌ يومَ عاشوراء، فقال لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما هذا اليوم الذي تصومونه؟" فقالوا: هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه وَغرَّق فرعون وقومه فصامه موسى شكرا، فنحن نصومه، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "فنحن أحق وأولى بموسى منكم"، فصامه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأمر بصيامه. رواه الإمام مسلم.
ولحرص رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على مخالفة اليهود والنصارى في كل أمر من أمور الحياة أمر بصيام يوم إضافي قبل عاشوراء أو بعده، فقد روى *** عباس -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "صوموا يوم عاشوراء وخالفوا فيه اليهود وصوموا قبله يوما أو بعده يوما" [رواه الإمام أحمد والبيهقي بسند جيد، ضعفه الألباني].
فحري بنا -معشر الإخوة- أن لا نفوت علينا يوم عاشوراء فهو يوم من أيام الله؛ يكفر ذنوب سنة كاملة، فصوموا اليوم العاشر من المحرم وصوموا يوما قبله أو يوما بعده مخالفة لليهود؛ واستجابة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
الوقفة الثالثة: يوم انتصار الحق على الباطل: -أيها الإخوة الحضور- إن صيامنا ليوم عاشوراء إنما هو تعبير عن شكرٍ وفرح لنجاة موسى -عليه الصلاة والسلام- في نفس اليوم من طاغية زمانه فرعون.
تأملوا -أيها الإخوة- إلى عمق رابطة الأخوة الإيمانية بين المؤمنين، وكيف امتدت جذورها لتخرق آلاف السنين لنشارك موسى -عليه الصلاة والسلام- فرحته بانتصار الحق على الباطل، فصيامنا ليوم عاشوراء هو مشاركة وجدانية لموسى -عليه الصلاة والسلام- وقومه من ظلم طاغية متجبر؛ كما جاء في الحديث السابق.
فانظروا إلى مدى ارتباط المؤمنين مع بعضهم وعمق فرحهم بنجاة موسى -عليه الصلاة والسلام- وقومه، مع فارق الزمن الذي بيننا وبينهم؛ إنه الإيمان الذي يوحد الأمة ويربط بين قلوبهم مهما تباعدت أقاليمهم واختلفت ألسنتهم.
هكذا المؤمن يفرح لفرح المؤمنين ويحزن لمصائبهم أينما كانوا ومهما اختلفت جنسياتهم وابتعدت أوطانهم.
أما اليوم فتجد المسلمين يعيشون في زمن واحد وفي بلاد متقاربة إعلاميا، ولكن لا يحزن المسلم لمصاب أخيه، ولا يقدم له الدعاء والنصرة وهو يراه عبر شاشات التلفاز يقتل ويسحق بأيدي أعداء الإسلام، وكأنه ينظر إلى أفلام بوليسية، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
يجبُ أن نعلم أن المسلمين أمة واحدة تجمعهم كلمة التوحيد، ويربطهم الإيمان بالله، والتآخي فيه، لا يربطهم دم ولا عروبة ولا لغة ولا وطنية ولا جنسية؛ لأن هذه الروابط قصيرة الأمد، ضعيفة المفعول، قابلة للتغير والتبديل بتغير الظروف السياسية والاجتماعية.
أما الإسلام فهو باق لا يتغير إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
الوقفة الرابعة: العاقبة للمتقين: إن تكرارَ فرحَ المؤمن كل عام بنجاة موسى -عليه الصلاة والسلام- من فرعونَ ذلك الزمن الذي حارب الدين وأهله حتى خسف الله به فأهلكه هو وجنوده في البحر إنما ليكونوا عبرة لغيرهم: (إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ) [القصص: 8].
إن سر تكرار قصة موسى وفرعون في القرآن الكريم حتى فاقت جميع القصص لعله تسلية لدعاة الإسلام في كل مكان وزمان بأن يصبروا على ما يصيبهم من أذى، وما يحاك لهم من مؤامرات دولية، وليعلموا أن الباطل مهما انتفش فإن أمره إلى زوال وأن العاقبة للمتقين.
الوقفة الخامسة: كيف تعبر عن فرحتك؟: إن شكر المؤمن لله -عز وجل- عند فرحته يتمثل بالتقرب إلى الله -جل وعلا- بالمزيد من الطاعات من ذكر وحمد وشكر وصيام وإنفاق مال في وجوه الخير للفقراء والمحتاجين، وليس كما يفعل بعض الناس اليوم من إقامة الاحتفالات الصاخبة مع ما فيها من تبذير واستنزاف للأموال الطائلة وتزمير وتصفيق وإزعاج وتفحيط؛ عندما فتح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مكة المكرمة دخلها وهو مطأطأ رأسه، متواضعا لله، شاكرا له على هذا النصر والتمكين، مستذكرا خروجه من مكة فارا بدينه، واليوم يدخلها فاتحا منتصرا معززا، فكان تواضعه لله أن كادت لحيته أن تلمس سنام ناقته -صلى الله عليه وسلم-.
إن الواحد منا إذا رزق بزيادة نعمة من مال أو ولد أو مرتبة وظيفية، أو غير ذلك، أقام الولائم لأرحامه وأصدقائه فقط، وزادهم شبعا على شبعهم، وفرحا على فرحهم، وحرم الفقراء من هذا الشكر.
فنحن -معشر الإخوة- نصوم يوم عاشوراء تعبيرا لشكرنا على انتصار الحق على الباطل، وهو أدب رباني يؤدبنا فيه على كيفية التعبير عن الفرح والسرور في حياتنا الاجتماعية.
ولدالقصيم
08-08-2022, 11:35 AM
الوقفة السادسة: مصاب أليم: وفي اليوم العاشر من المحرم من يوم عاشوراء من عام واحد وستين هجرية، حلت بالمسلمين فاجعة كبرى، هي مقتل سيد شباب الجنة الحسين بن علي -رضي الله عنهما- *** بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وموت الحسين -رضي الله عنه- مصيبة جلل على المسلمين جميعا، ولكن لا نقول فيها إلا ما يرضي الله عنا، فلا نشق فيها جيوبنا، ولا نسود ثي***ا، ولا نضرب بالأيدي صدورنا، ولا بالسلاسل ظهورنا، وإنما نسترجع ونقول: "إنا لله وإنا إليه راجعون".
هكذا أدبنا الله -عز وجل- عند وقوع المصيبة على أحدنا، قال الله -تبارك وتعالى-: (الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) [البقرة: 156 - 157].
إن فئات من الناس بدلا من أن يجعلوا عاشوراء يوم فرح بانتصار الحق على الباطل كما أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جعلوه يوم مأتم وحزن لأجل مقتل الحسين -رضي الله عنه-.
وما علم هؤلاء أن الله -جل جلاله- لم يأمرنا ولا رسوله -صلى الله عليه وسلم- باتخاذ أيام مصائب الأنبياء وموتهم مأتما، فكيف بمن دونهم من سائر الناس؟
الوقفة السابعة: عيد رأس السنة الهجرية: اعتادت بعض الدول الإسلامية أن تحتفل بعيد رأس السنة الهجرية على غرار عيد النصارى لرأس السنة الميلادية، فجعلوا أول يوم من السنة الهجرية إجازة رسمية، ولا شك أن أعياد الإسلام اثنان لا ثالث لهما، فلا يُشرع أن يُحتفل بأول السنة الهجرية كاحتفال العيد أو التهنئة به كتهنئة العيد.
الوقفة الثامنة: مبدأ مخالفة اليهود والنصارى: إن دخول سنة هجرية جديدة، يذكرنا بعزة المسلمين في العصر الأول، وحرصهم على تميزهم بين الأمم ورفضهم للتبعيةِ للدول العظمى في ذلك العصر، ففي عهد خلافة الفاروق عمرَ بنِ الخطاب -رضي الله عنه- رُفع إلى عمر صكٌ لرجل على رجل آخر؛ وفيه أنه يحلُ دينه في شعبان، فقال عمر: أي شعبان؟ أشعبانُ هذه السنةُ التي نحن فيها أو السنة الماضية أو الآتية؟ فجمع عمر الصحابة فاستشارهم في وضع تاريخ يتعرفون فيه على حلول الديون، وغير ذلك، فاقترح في بداية الأمر التاريخ بتاريخ فارسَ والروم، فكُره ذلك لنهي الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن مشابهةِ أهل الكتاب، ثم اتفقوا -رضي الله عنهم- أن يجعلوا التاريخ من بداية هجرة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة المنورة، ولأنها بداية تكوين الدولة الإسلامية، فهل نحرص -معشر المسلمين- على مخالفة أهل الكتاب في حياتنا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية كما فعل الصحابة -رضي الله عنهم-؟
الوقفة التاسعة: بِدعُ يومَ عاشوراء: لقد توارث الناس أحاديث ضعيفة وأخرى مكذوبة على النبي -صلى الله عليه وسلم- تحث على التوسعة على العيال في يوم عاشوراء والاكتحال فيه، كما أن هؤلاء الناس اخترعوا أطعمة وعبادات وأدعية خاصة لهذا اليوم لم يأمر بها النبي -صلى الله عليه وسلم-، ووصل الأمر ببعضهم أنهم يخافون الزواج في يوم عاشوراء أو في شهر محرم كله، وكل هذا لا أصل له، ولعلهم ورثوا هذا التشائم من طوائفَ لا تنتسب لأهل السنة والجماعة، فلا يشرعُ لأحد أن يعمل بأي عبادة حتى يسأل عنها أهل العلم، فاحذروا البدع -يرحمكم الله- فإن كل بدعة ضلالة.
الوقفة العاشرة والأخيرة: لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية: يذكرنا دخول عام هجري جديد بهجرة الصحابة -رضي الله عنهم- من مكة إلى المدينة، فقد أوجب الله -تبارك وتعالى- على رسول -صلى الله عليه وسلم- وصحابته الكرام الهجرةَ من مكة إلى المدينة ليفروا بدينهم بعد أن أصبحت المدينة دار أمن واستقرار للمسلمين، ففارق الصحابة أوطانهم تاركين خلفهم عقاراتهم وأموالهم وبيوتهم فارين بدينهم استجابة لأمر الله -عز وجل- ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، وإننا إذ نستشعر ذلك الامتحانَ الصعبَ الذي نجح فيه أولئك الرجال، فنالوا شرف الهجرة في مفارقة أوطانهم وأموالهم مرضاة لله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، فهل لنا أن نفوزَ بما فاز به أولئك؟ وهل يمكن أن نقوم بما قاموا به بعد أن قال صلى الله عليه وسلم ما رواه عنه البخاري ومسلم: "لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية"؟
إن ما يطلبه الله منا اليوم هو أهون بكثير مما طلبه من صحابة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، إن ما يطلبه الله منا اليوم يتمثل في الهجرة من مواطن المعصية إلى مواطن الطاعة، يتمثل في هجرة المعاصي إلى مواطن الخير والحسنات، ألا نستطيع ذلك -يا عباد الله-؟ بلا -والله-، فهلموا إلى هذه الهجرة.
أسأل الله -عز وجل- أن يعيننا على ذلك، وأن يجعل هذه السنةَ الجديدةَ سنةَ خير وبركة على هذه البلاد خاصة وعلى بلاد المسلمين عامة.
اللهم إنا نسألك خير هذه السنة وخير ما فيها ونعوذ بك من شرها وشر ما فيها.
اللهم زينا بالعلم وجملنا بالتقوى وألبسنا لباس العافية.
اللهم أحينا على أحسن الأحوال التي ترضيك عنا وأمتنا على أحسن الأحوال التي ترضيك عنا.
ابوطيف
08-08-2022, 04:16 PM
جزاك الله خير ابوعبدالعزيز والله يجعله عام خير وبركة على المسلمين اجمعين
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir