طالع نسبه
23-01-2022, 09:43 AM
في سابقة دولية هي الاولى من نوعها، وقعت في جمهورية الصين الشعبية حادثة إحتيال غريبة بعض الشيئ، حيث لوحظ وجود اوراق بنكنوت مكررة تحمل نفس الأرقام التسلسلية صادرة من المصدر الرسمي وهي الشركة الحكومية الخاصة بسك العملات و طباعة الأوراق النقدية والتي تقع تحت اشراف البنك المركزي الصيني، حيث ان هذه الشركة مملوكة بالكامل للدولة، ويقوم على رأسها وفي أعلى الهرم التنفيذي لها السيد: "تشين ياو منج"، والذي تم كف يده عن العمل حتى انتهاء التحقيقات اللازمة حيال هذه الحادثة الغريبة.
حيث ان هذه الأوراق المكررة قامت بالحفاظ على نفس المتطلبات الحكومية من قبل الشركة في الطباعة الا انه تم اصدار من كل رقم عدد 2 ورقة... فعلى سبيل المثال لدينا يوان واحد صيني -إسم العملة الصينية- يحمل الرقم المميز 1234 ووجدنا ايضا يوان صيني أخر يحمل نفس الرقم التسلسلي 1234..
إن هذه هي السابقة الدولية وعملية الاحتيال الاولى التي تمت في داخل هذه الشركة الوطنية لسك وطباعة العملات والاوراق النقدية، حيث تشير بعض المصادر الى وجود مليارات من أوراق البنكنوت ذات التسلسل المكرر متداولة في السوق، وتشير المصادر ايضا بأن السيد: "تشين ياو منج" قام بتسليم الطلبيات الحكومية من اوراق البنكنوت الى وزارة المالية الصينية كالمعتاد الا انه احتفظ بنفس القيمة بالارقام التسلسلية المكررة لنفسه للتصرف بها لاحقا.
ووقعت الحادثة التي أدت الى الاعتقاد باكتشاف هذه العملية في العام 2002م وتحديدا في شهر مايو الا انها صعدت مؤخرا للسطح، حيث قامت سيدة صينية بسحب مبلغ نقدي من حسابها البنكي لدى احد البنوك المحلية فلاحظت وجود عدد 2 بنكنوت من فئة 100 يوان صيني صادرة في العام 1999م وتحمل نفس الأرقام التسلسلية وتحديدا بالارقام YA80829168 الا انها وحينما حاولت الاستفسار عن الأمر لدى البنك لم يؤخذ استفسارها على محمل الجد.
وبالعودة الى الإتهام الموجه الى أعلى الهرم الإداري في هذه المؤسسة الحكومية الصينية تشير المصادر الى أن السيد: "تشين ياو منج" يعمل في هذه المؤسسة منذ 20 عاما، ولهذه المؤسسة عدد 23 فرع في انحاء الصين، ولها عدد 7 مطابع بنكنوت، وعدد 3 شركات تعدين، وعدد 2 شركات لصناعة الورق، واخيرا عدد 3 شركات متخصصة في صناعة الأحبار السرية المضادة للتزوير والمستخدمة في انتاج البنكنوت اضافة الى قيام هذه الاخيرة بصناعة "الأكليشة" وهي القوالب التي تستخدم في طباعة أوراق البنكنوت.
إن الخطر الحقيقي لهذا الإحتيال لا يتعدى خطر المنفعة الشخصية للمحتال فحسب، بل ان هذه العملات المزيفة والحقيقية في اَن واحد ان صح التعبير ستقوم بالضغط على النظام المصرفي وحجم السيولة النقدية المعروضة، حيث ان السيولة النقدية الموجودة لدى البنوك تتأثر بعامل "خلق/توليد النقود"، فعلى سبيل المثال ولتبسيط مفهوم "خلق/توليد النقود" لنفترض على سبيل المثال السيناريو التالي:
1- يطلب البنك المركزي من البنك التجاري نسبة مؤية من الودائع تسمى الإحتياطي النظامي وتودع في البنك المركزي وتشكل هذه النسبة 10% من قيمة أي وديعة.
2- يقوم الشخص "أ" بإيداع 100 ريال في البنك التجاري.
3- يقوم البنك التجاري بإيداع 10% أي 10 ريال في البنك المركزي كاحتياطي نظامي ويقوم بإقراض 90 ريال للشركة "ب".
4- تقوم الشركة "ب" بتسليم الموظف لديها الشخص "ج" راتبه الشهري 90 ريال.
5- يقوم الشخص "ج" بإيداع راتبه الشهري 90 ريال في البنك التجاري.
6- يقوم البنك التجاري بإيداع 10% أي ما يقارب الـ 9 ريال في البنك المركزي كاحتياطي نظامي ويقوم بإقراض 81 ريال للشركة "د".
- وتتكرر هذه العملية حتى نجد بأن الوديعة الأصلية للشخص "أ" والتي كانت بـ 100 ريال أصبحت مع تأثير عامل خلق/توليد النقود 700 ريال...
إن عملية "خلق/توليد النقود" الناجمة عن وجود مليارات مزيفة في النظام المالي يتعدى خطرها المحتال الى الاقتصاد الكلي ومعدلات التضخم والسلامة المالية، حيث وان صحت هذه الانباء الواردة أو التكهنات بأن عمليات طباعة أوراق بنكنوت مكررة تمت تحت إشراف السيد: "تشين ياو منج" فلا يوجد حل الا بالشفافية والافصاح عن الحجم الحقيقي لهذه الأوراق حتى يتم على الأقل تدارك الأمر وشطب عدد لا بأس به منها من التداول والنظام المصرفي والإسراع في عملية تبني اليوان الصيني الرقمي لاستبدال البنكنوت بالعملة الرقمية.
أخيرا، إن الاحتيال ظاهرة عالمية لايمكن تحديدها بإطار او إقليم معين، إن الاحتيال يستهدف الناس من كل الخلفيات والأعمار ومستويات الدخل وفي كل انحاء العالم وكل شخص معرّض لعمليات الاحتيال، لذا نحتاج الى رفع مستويات الوعي وبذل المزيد من الجهود للحرص والتأكد من أي معاملة مالية قبل الشروع بها والعودة دائما الى المصادر الرئيسية للتأكد من صحة هذه المعاملات.
المراجع:
1- Global Times, Board director of China's banknotes printer surrenders to police. Dec 2021.
2- China Banknote Printing and Minting Corporation (CBPMC), 中国印钞造币总公司.
3- Caixin Global, Director of Company That Prints China’s Money Turns Himself In. Dec 2021.
4- Bloomberg, China Denies Rumor That Detained Mint Banker Forged $314 Billion of Notes. Dec 2021.
حيث ان هذه الأوراق المكررة قامت بالحفاظ على نفس المتطلبات الحكومية من قبل الشركة في الطباعة الا انه تم اصدار من كل رقم عدد 2 ورقة... فعلى سبيل المثال لدينا يوان واحد صيني -إسم العملة الصينية- يحمل الرقم المميز 1234 ووجدنا ايضا يوان صيني أخر يحمل نفس الرقم التسلسلي 1234..
إن هذه هي السابقة الدولية وعملية الاحتيال الاولى التي تمت في داخل هذه الشركة الوطنية لسك وطباعة العملات والاوراق النقدية، حيث تشير بعض المصادر الى وجود مليارات من أوراق البنكنوت ذات التسلسل المكرر متداولة في السوق، وتشير المصادر ايضا بأن السيد: "تشين ياو منج" قام بتسليم الطلبيات الحكومية من اوراق البنكنوت الى وزارة المالية الصينية كالمعتاد الا انه احتفظ بنفس القيمة بالارقام التسلسلية المكررة لنفسه للتصرف بها لاحقا.
ووقعت الحادثة التي أدت الى الاعتقاد باكتشاف هذه العملية في العام 2002م وتحديدا في شهر مايو الا انها صعدت مؤخرا للسطح، حيث قامت سيدة صينية بسحب مبلغ نقدي من حسابها البنكي لدى احد البنوك المحلية فلاحظت وجود عدد 2 بنكنوت من فئة 100 يوان صيني صادرة في العام 1999م وتحمل نفس الأرقام التسلسلية وتحديدا بالارقام YA80829168 الا انها وحينما حاولت الاستفسار عن الأمر لدى البنك لم يؤخذ استفسارها على محمل الجد.
وبالعودة الى الإتهام الموجه الى أعلى الهرم الإداري في هذه المؤسسة الحكومية الصينية تشير المصادر الى أن السيد: "تشين ياو منج" يعمل في هذه المؤسسة منذ 20 عاما، ولهذه المؤسسة عدد 23 فرع في انحاء الصين، ولها عدد 7 مطابع بنكنوت، وعدد 3 شركات تعدين، وعدد 2 شركات لصناعة الورق، واخيرا عدد 3 شركات متخصصة في صناعة الأحبار السرية المضادة للتزوير والمستخدمة في انتاج البنكنوت اضافة الى قيام هذه الاخيرة بصناعة "الأكليشة" وهي القوالب التي تستخدم في طباعة أوراق البنكنوت.
إن الخطر الحقيقي لهذا الإحتيال لا يتعدى خطر المنفعة الشخصية للمحتال فحسب، بل ان هذه العملات المزيفة والحقيقية في اَن واحد ان صح التعبير ستقوم بالضغط على النظام المصرفي وحجم السيولة النقدية المعروضة، حيث ان السيولة النقدية الموجودة لدى البنوك تتأثر بعامل "خلق/توليد النقود"، فعلى سبيل المثال ولتبسيط مفهوم "خلق/توليد النقود" لنفترض على سبيل المثال السيناريو التالي:
1- يطلب البنك المركزي من البنك التجاري نسبة مؤية من الودائع تسمى الإحتياطي النظامي وتودع في البنك المركزي وتشكل هذه النسبة 10% من قيمة أي وديعة.
2- يقوم الشخص "أ" بإيداع 100 ريال في البنك التجاري.
3- يقوم البنك التجاري بإيداع 10% أي 10 ريال في البنك المركزي كاحتياطي نظامي ويقوم بإقراض 90 ريال للشركة "ب".
4- تقوم الشركة "ب" بتسليم الموظف لديها الشخص "ج" راتبه الشهري 90 ريال.
5- يقوم الشخص "ج" بإيداع راتبه الشهري 90 ريال في البنك التجاري.
6- يقوم البنك التجاري بإيداع 10% أي ما يقارب الـ 9 ريال في البنك المركزي كاحتياطي نظامي ويقوم بإقراض 81 ريال للشركة "د".
- وتتكرر هذه العملية حتى نجد بأن الوديعة الأصلية للشخص "أ" والتي كانت بـ 100 ريال أصبحت مع تأثير عامل خلق/توليد النقود 700 ريال...
إن عملية "خلق/توليد النقود" الناجمة عن وجود مليارات مزيفة في النظام المالي يتعدى خطرها المحتال الى الاقتصاد الكلي ومعدلات التضخم والسلامة المالية، حيث وان صحت هذه الانباء الواردة أو التكهنات بأن عمليات طباعة أوراق بنكنوت مكررة تمت تحت إشراف السيد: "تشين ياو منج" فلا يوجد حل الا بالشفافية والافصاح عن الحجم الحقيقي لهذه الأوراق حتى يتم على الأقل تدارك الأمر وشطب عدد لا بأس به منها من التداول والنظام المصرفي والإسراع في عملية تبني اليوان الصيني الرقمي لاستبدال البنكنوت بالعملة الرقمية.
أخيرا، إن الاحتيال ظاهرة عالمية لايمكن تحديدها بإطار او إقليم معين، إن الاحتيال يستهدف الناس من كل الخلفيات والأعمار ومستويات الدخل وفي كل انحاء العالم وكل شخص معرّض لعمليات الاحتيال، لذا نحتاج الى رفع مستويات الوعي وبذل المزيد من الجهود للحرص والتأكد من أي معاملة مالية قبل الشروع بها والعودة دائما الى المصادر الرئيسية للتأكد من صحة هذه المعاملات.
المراجع:
1- Global Times, Board director of China's banknotes printer surrenders to police. Dec 2021.
2- China Banknote Printing and Minting Corporation (CBPMC), 中国印钞造币总公司.
3- Caixin Global, Director of Company That Prints China’s Money Turns Himself In. Dec 2021.
4- Bloomberg, China Denies Rumor That Detained Mint Banker Forged $314 Billion of Notes. Dec 2021.