التسمعي
16-05-2020, 11:30 PM
يُعرف جورج سوروس بأنه الرجل الذي “أفلس بنك إنكلترا”. وقد اكتسب هذا اللقب سنة 1992, حين حقق أكثر من مليار دولار جراء قيامه ببيع الجنيه الاسترليني. وكمدير لصندوق Quantum Endowment Hedge Fund الذي يدير أصولاً تزيد قيمتها عن 27 مليار دولار, فإن سوروس يعتبر أسطورة في التداول والاستثمار, وهناك العديد من الأمور التي يمكننا أن نتعلمها منه.
بلغ صافي ثروة جورج سوروس 26 مليار دولار في سبتمبر 2015, ليحتل المرتبة 21 على قائمة أثرياء العالم بحسب مجلة Forbes. ومن المثير للاهتمام أنه حصل على كامل ثروته دون امتلاكه لرأسمال أولي.
حين تم نشر كتابه “The Alchemy of Finance” أو “الخيمياء المالية” سنة 1987, كنت متحمساً لأنني سأتمكن أخيراً من الاطلاع على أسرار تداولاته والتقنيات التي استخدمها. لكن في نهاية المطاف, وبعد قراءة ذلك الكتاب شعرت بخيبة أمل, فلم يتم الإفصاح عن أي سر أو شرح أي “وصفة سحرية” محددة. لكن بعد عدة سنوات, أدركت أنني ببساطة لم أكن مستعداً وقتها لهذا الكتاب, وقد فهمت الحكمة المرجوة منه لاحقاً.
كحال جميع الناجحين في أعمالهم, كان لدى سوروس فلسفته ومنظوره الخاص فيما يتعلق بالأسواق المالية والاستثمار. وفيما يلي سأسرد بعضاً من أعظم أقواله ثم سأشرح المعنى الكامن وراء كل منها:
لا يمكن التنبؤ بالأسواق – اغتنم الفرص
“لا يمكن التنبؤ بالأسواق المالية عموماً. لذا يجب على المرء مستعد لسيناريوهات مختلفة… إن فكرة إمكانية التنبؤ بما سيحدث فعلاً تتعارض مع أسلوبي في النظر إلى السوق.“
وفقاً لسوروس, فإن الأسواق تميل إلى التحيّز, ولا يمكن للمرء أن يتنبأ متى وأين وكيف ستتحرك الأسعار. لذا فالمهم هنا هو الاستعداد لكل سيناريو محتمل, والاستفادة من الفرص التي قد تتوفر.
تداول بنسبة ملائمة من “المخاطرة مقابل العائد”
إذاً, كيف يمكنك أن تنجح في الأسواق في هذه الحالة؟ فيما يلي اقتباس آخر عن السيد سوروس:
“لا يهم فيما إذا كنت مصيباً أم مخطئاً. ما يهم حقاً هو مقدار المال الذي تربحه حين تكون مصيباً, ومقدار المال الذي تخسره حين تكون مخطئاً.”
المسألة الهامة التي يجب التأكيد عليها هنا هي أنك قادر على كسب المال من التداول حتى لو لم تكن صفقاتك الرابحة هي الأكثر. كيف ذلك؟ من خلال إدارة المخاطر, ونسبة “المخاطرة مقابل العائد” الملائمة. الأمر بتلك البساطة حقاً. فاستخدام نسبة معينة من “المخاطرة مقابل العائد” في تداولاتك يجعلك تختار صفقاتك بطريقة تمكنك على سبيل المثال من ربح ضعف المبلغ الذي تخاطر به (أو حتى أكثر), واستخدام هذا النظام جنباً إلى جنب مع إدارة المخاطر المناسبة سيجعلك رابحاً مع مرور الوقت.
اجعل الأمر بسيطاً وأنيقاً
من المثير للاهتمام أن سوروس يُعرف عموماً كمضارب قصير الأجل. وهذا يعني عملياً أنه يفتح صفقات برافعة مالية عالية مع اتجاه السوق المعني. وفيما يلي الخلفية الفلسفية وراء ذلك:
“السوق هو فرضية رياضية, وأفضل الحلول لها هي البساطة والأناقة.”
بشكل عام, المغزى من إبقاء الأمور بسيطة في الحياة يؤتي ثماره, والاستثمار ليس استثناءً. وقد بنى سوروس إمبراطوريته المالية عبر الالتزام بهذه القاعدة. ومن الواضح إن استراتيجية التداول البسيطة والواضحة والفعالة تكون أفضل حتماً من النظام المعقد الذي لا يحقق النجاح.
الأسواق تميل إلى التقلب – ادرسها جيداً
في الوقت نفسه, ينبغي علينا عدم إغفال طبيعة الأسواق. وفيما يلي منظور سوروس حول ذلك:
“لقد طرحت نظرية عامة مفادها أن الأسواق المالية غير مستقرة جوهرياً. ونحن نأخذ صورة خاطئة فعلاً حين نظن بأن الأسواق تتجه نحو الاتزان.”
سوروس مؤيد لفكرة أن الأسواق لا تتجه نحو الاتزان, بل على العكس من ذلك, فهو يراها عرضة للتقلبات والأزمات الدورية. والاتزان هو مجرد افتراض خاطئ حول الأسواق. وهذا يعني أنه يجب على المستثمر الجيد أن يمتلك فهماً جيداً للمخاطر.
المخاطرة بشكل صحيح
“إن تقبل المخاطر أمر مؤلم. فإما أن يكون المرء مستعداً لتحمل الألم أو أنه سيحاول تجنبه. وأي شخص يعمل في مجال ينطوي على المخاطر لكنه يرفض أن يتحمل العواقب فإنه لن يحقق النجاح. لا يوجد شيء كالخطر يمكن أن يدفعني لزيادة تركيزي, وأنا بحاجة للإثارة المرافقة لحالة تقبل المخاطر حتى أفكر بوضوح. ذلك جزء أساسي من قدرتي على التفكير. إن تقبل المخاطر, بالنسبة لي, هو عنصر أساسي للتفكير بوضوح.”
إن لم تكن تستمتع بالمخاطرة, وتحديداً المخاطرة المالية, فمن الصعب عليك أن تنجح كمتداول. المخاطر تساعد العقل على التركيز, وفقاً لما يقول سوروس, وبعبارة أخرى يقول: أشعر بأني أكثر إدراكاً وفهماً للسوق حين أخاطر بأموالي. لكن هناك خط رفيع بين التركيز وبين الإفراط في متابعة السوق أو اٌفراط في التداول. حيث يمكن للمخاطرة أن تبقيك مركزاً, لكنه ينبغي عليك ألا تقضي كل وقتك في مراقبة الرسوم البيانية.
علاوة على ذلك, يجب عليك أن تحب هذه “اللعبة” حقاً حتى تنجح بها. فبعض الناس ببساطة غير قادرين عقلياً على تحمل المخاطر المالية, أو على العمل بفعالية في السوق حين تكون أموالهم على المحك.
الاستثمار يتطلب تفكيراً عقلانياً
“إذا كنت تجد الاستثمار مسلياً وكنت تستمتع بوقتك, فعلى الأرجح لن تكسب المال. فالاستثمار الجيد ممل.”
حتى تنجح في التداول, يجب عليك أن تكون منفصلاً عنه عاطفياً, وأن تبني قراراتك ببساطة بناءً على الحكم السليم والاتساق والانضباط.
هذه بعض أعظم أقوال سوروس والتي تشير إلى طريقة تفكيره الفريدة وتركيبته العقلية التجارية المتطورة. أتمنى أن تكونوا قد حصلتم على الكثير من الإلهام, وأن تستفيدوا من أفكاره في تداولاتكم.
بلغ صافي ثروة جورج سوروس 26 مليار دولار في سبتمبر 2015, ليحتل المرتبة 21 على قائمة أثرياء العالم بحسب مجلة Forbes. ومن المثير للاهتمام أنه حصل على كامل ثروته دون امتلاكه لرأسمال أولي.
حين تم نشر كتابه “The Alchemy of Finance” أو “الخيمياء المالية” سنة 1987, كنت متحمساً لأنني سأتمكن أخيراً من الاطلاع على أسرار تداولاته والتقنيات التي استخدمها. لكن في نهاية المطاف, وبعد قراءة ذلك الكتاب شعرت بخيبة أمل, فلم يتم الإفصاح عن أي سر أو شرح أي “وصفة سحرية” محددة. لكن بعد عدة سنوات, أدركت أنني ببساطة لم أكن مستعداً وقتها لهذا الكتاب, وقد فهمت الحكمة المرجوة منه لاحقاً.
كحال جميع الناجحين في أعمالهم, كان لدى سوروس فلسفته ومنظوره الخاص فيما يتعلق بالأسواق المالية والاستثمار. وفيما يلي سأسرد بعضاً من أعظم أقواله ثم سأشرح المعنى الكامن وراء كل منها:
لا يمكن التنبؤ بالأسواق – اغتنم الفرص
“لا يمكن التنبؤ بالأسواق المالية عموماً. لذا يجب على المرء مستعد لسيناريوهات مختلفة… إن فكرة إمكانية التنبؤ بما سيحدث فعلاً تتعارض مع أسلوبي في النظر إلى السوق.“
وفقاً لسوروس, فإن الأسواق تميل إلى التحيّز, ولا يمكن للمرء أن يتنبأ متى وأين وكيف ستتحرك الأسعار. لذا فالمهم هنا هو الاستعداد لكل سيناريو محتمل, والاستفادة من الفرص التي قد تتوفر.
تداول بنسبة ملائمة من “المخاطرة مقابل العائد”
إذاً, كيف يمكنك أن تنجح في الأسواق في هذه الحالة؟ فيما يلي اقتباس آخر عن السيد سوروس:
“لا يهم فيما إذا كنت مصيباً أم مخطئاً. ما يهم حقاً هو مقدار المال الذي تربحه حين تكون مصيباً, ومقدار المال الذي تخسره حين تكون مخطئاً.”
المسألة الهامة التي يجب التأكيد عليها هنا هي أنك قادر على كسب المال من التداول حتى لو لم تكن صفقاتك الرابحة هي الأكثر. كيف ذلك؟ من خلال إدارة المخاطر, ونسبة “المخاطرة مقابل العائد” الملائمة. الأمر بتلك البساطة حقاً. فاستخدام نسبة معينة من “المخاطرة مقابل العائد” في تداولاتك يجعلك تختار صفقاتك بطريقة تمكنك على سبيل المثال من ربح ضعف المبلغ الذي تخاطر به (أو حتى أكثر), واستخدام هذا النظام جنباً إلى جنب مع إدارة المخاطر المناسبة سيجعلك رابحاً مع مرور الوقت.
اجعل الأمر بسيطاً وأنيقاً
من المثير للاهتمام أن سوروس يُعرف عموماً كمضارب قصير الأجل. وهذا يعني عملياً أنه يفتح صفقات برافعة مالية عالية مع اتجاه السوق المعني. وفيما يلي الخلفية الفلسفية وراء ذلك:
“السوق هو فرضية رياضية, وأفضل الحلول لها هي البساطة والأناقة.”
بشكل عام, المغزى من إبقاء الأمور بسيطة في الحياة يؤتي ثماره, والاستثمار ليس استثناءً. وقد بنى سوروس إمبراطوريته المالية عبر الالتزام بهذه القاعدة. ومن الواضح إن استراتيجية التداول البسيطة والواضحة والفعالة تكون أفضل حتماً من النظام المعقد الذي لا يحقق النجاح.
الأسواق تميل إلى التقلب – ادرسها جيداً
في الوقت نفسه, ينبغي علينا عدم إغفال طبيعة الأسواق. وفيما يلي منظور سوروس حول ذلك:
“لقد طرحت نظرية عامة مفادها أن الأسواق المالية غير مستقرة جوهرياً. ونحن نأخذ صورة خاطئة فعلاً حين نظن بأن الأسواق تتجه نحو الاتزان.”
سوروس مؤيد لفكرة أن الأسواق لا تتجه نحو الاتزان, بل على العكس من ذلك, فهو يراها عرضة للتقلبات والأزمات الدورية. والاتزان هو مجرد افتراض خاطئ حول الأسواق. وهذا يعني أنه يجب على المستثمر الجيد أن يمتلك فهماً جيداً للمخاطر.
المخاطرة بشكل صحيح
“إن تقبل المخاطر أمر مؤلم. فإما أن يكون المرء مستعداً لتحمل الألم أو أنه سيحاول تجنبه. وأي شخص يعمل في مجال ينطوي على المخاطر لكنه يرفض أن يتحمل العواقب فإنه لن يحقق النجاح. لا يوجد شيء كالخطر يمكن أن يدفعني لزيادة تركيزي, وأنا بحاجة للإثارة المرافقة لحالة تقبل المخاطر حتى أفكر بوضوح. ذلك جزء أساسي من قدرتي على التفكير. إن تقبل المخاطر, بالنسبة لي, هو عنصر أساسي للتفكير بوضوح.”
إن لم تكن تستمتع بالمخاطرة, وتحديداً المخاطرة المالية, فمن الصعب عليك أن تنجح كمتداول. المخاطر تساعد العقل على التركيز, وفقاً لما يقول سوروس, وبعبارة أخرى يقول: أشعر بأني أكثر إدراكاً وفهماً للسوق حين أخاطر بأموالي. لكن هناك خط رفيع بين التركيز وبين الإفراط في متابعة السوق أو اٌفراط في التداول. حيث يمكن للمخاطرة أن تبقيك مركزاً, لكنه ينبغي عليك ألا تقضي كل وقتك في مراقبة الرسوم البيانية.
علاوة على ذلك, يجب عليك أن تحب هذه “اللعبة” حقاً حتى تنجح بها. فبعض الناس ببساطة غير قادرين عقلياً على تحمل المخاطر المالية, أو على العمل بفعالية في السوق حين تكون أموالهم على المحك.
الاستثمار يتطلب تفكيراً عقلانياً
“إذا كنت تجد الاستثمار مسلياً وكنت تستمتع بوقتك, فعلى الأرجح لن تكسب المال. فالاستثمار الجيد ممل.”
حتى تنجح في التداول, يجب عليك أن تكون منفصلاً عنه عاطفياً, وأن تبني قراراتك ببساطة بناءً على الحكم السليم والاتساق والانضباط.
هذه بعض أعظم أقوال سوروس والتي تشير إلى طريقة تفكيره الفريدة وتركيبته العقلية التجارية المتطورة. أتمنى أن تكونوا قد حصلتم على الكثير من الإلهام, وأن تستفيدوا من أفكاره في تداولاتكم.