الزايدي
07-05-2020, 08:22 AM
الرابح غير المتوقع من أزمة النفط للعام 2020م: المملكة العربية السعودية
ملخص مترجم لمقال صحيفة Foreign Policy الأمريكية، حول:
The 2020 Oil Crash's Unlikely Winner: Saudi Arabia
It's a year of carnage for oil nations.
But at least one will emerge from the pandemic both economically and geopolitically stronger.
نتيج ًة لسرعة تفشي جائحة فيروس كورونا، ومع وجود 4 مليارات من الأشخاص حول العالم في حظر اقتصادي وإغلاق تام، فإن الطلب على البنزين ووقود الطائرات وغيرها من المنتجات النفطية في تناقص شديد، كذلك أسعار النفط، فقد كان سعر برميل النفط الخام منخفضجدًافيالولاياتالمتحدةلدرجةأنالبائعيناضطروامؤخ رًاإلىدفعأجورللناس
لأخذه منهم. ونتيجة لذلك، فإن الاقتصادات المعتمدة على النفط تتهاوى.
بالرغم من أن عام 2020م س ُيذكر على أنه عام صعب للدول النفطية، إلا أنه من المرجح أنتخرجدولةواحدةعلىالأقلمنالوباءأقوىاقتصاديًاوجيوسي اسيًا:وهيالمملكة العربية السعودية.
إن انخفاض أسعار النفط صدمة كبيرة لدولة تحتاج إلى حوالي 80 دولارًا للبرميل لتحقيق التوازن في ميزانيتها العامة، ولهذا السبب خفضت "موديز" التوقعات المالية للمملكة العربية السعودية يوم الجمعة الماضي. وقد سجلت المملكة العربية السعودية عجز ًا بقيمة 9 مليار دولار في الربع الأول من عام 2020م، كما شهدت انخفاضًا في عوائد الضرائب لأنهاتفرضقيودًااقتصاديةلمنعانتشارالوباءمثلالدولالأ خرى،وفيالأسبوعالماضي، قال وزير المالية السعودي إن الإنفاق الحكومي سيحتاج إلى "خفض عميق" وأن بعض أجزاء
خطة المملكة 2030 لتنويع القاعدة الاقتصادية سوف تتأخر.
1
وزارة المالية – وكالة السياسات المالية والكلية

السعودية تثبت أن مواردها المالية يمكن أن تصمد في عاصفة مثل العاصفة الحالية
أوًلا:خلافًالمعظمالدولالمنتجةللنفط،فإنالمملكةالعرب يةالسعوديةلديهااحتياطيات ماليةكافية،ولديهاأيضًاالقدرةعلىالاقتراض.ففي22أبريل ،أعلنوزيرالماليةأنالمملكة قد تقترض ما يصل إلى 58 مليار دولار في عام2020م، وبالمقارنة مع معظم الاقتصادات الأخرىفإننسبةالدينإلىالناتجالمحليالإجماليمنخفضةنسب يًا:24%حتىنهايةعام 2019م، على الرغم من أن هذا الرقم ارتفع مؤخرًا. وصرح وزير المالية أيضًا أن المملكة ستسحب ما يصل إلى 32 مليار دولار من احتياطاتها المالية، لكن مع وجود 474 مليار دولار يحتفظ بها البنك المركزي من احتياطيات النقد الأجنبي، لا تزال السعودية أعلى من مستوى 300ملياردولاروهومايعتبرالحدالأدنىللدفاععنعملتهاالر يالالمرتبطبالدولار.ثانيًا، ستجني المملكة العربية السعودية عوائد نفطية أعلى وحصة أكبر من سوق النفط بمجرد استقرار السوق، وذلك بفضل تخفيضات الإنتاج والإغلاقات التي فرضت بسبب ركود الاقتصاد العالمي. إن انهيار النفط الحالي يضع الأساس لطفرة في الأسعار في السنوات المقبلة وبذلك إيرادات متزايدة للمملكة العربية السعودية، في حين أن توقعات الطلب على النفط في المستقبل غير مؤكدة إلى حد كبير، إلا أنه بمجرد أن ننظر إلى ما هو أبعد
من الأزمة، فمن المرجح أن ينمو الطلب بوتيرة أسرع من العرض.
سينتهي الأمر بالمملكة العربية السعودية بعائدات نفطية أعلى وحصة أكبر من سوق النفط بمجرد استقرار السوق
توقعت إدارة معلومات الطاقة الأميركية عودة الطلب العالمي على النفط إلى مستويات ما قبل الجائحة بحلول نهاية عام 2020م، وكانت توقعات الوكالة العالمية للطاقة متفائلة، حيث توقعت أن يقل الطلب بنسبة تتراوح بين 2-3% عن متوسط عام 2019م البالغ 100 مليون برميل يوميًا، لكن إذا طالت الإجراءات اللازمة لاحتواء المرض أكثر مما كان متوقعًا أو كانت هناك موجة ثانية للفيروس، فإن الانتعاش سيستغرق وقتًا أطول. أيضًا يمكن أن يؤدي تغيير نمط الحياة إلى خفض الطلب على النفط، ولكن البيانات تشكك في التنبؤات
2
وزارة المالية – وكالة السياسات المالية والكلية

3
وزارة المالية – وكالة السياسات المالية والكلية
المستقبلية، ففي الصين على سبيل المثال، عاد السفر بالسيارات والشحن بالشاحنات إلى مستواهالعامالماضيتقريبًا،علىالرغممنأنالسفرالجويالذ ييمثلمعالشحنالجوي %8 من الطلب العالمي على النفط لا يزال منخفضًا بشكل حاد.
فيالمقابل،سيستغرقارتفاعالعرضالعالميللنفطوقتًاأطولم عقلةالإنتاج،وإلغاء الاستثمار في الإمدادات الجديدة، وتباطؤ النفط الصخري للولايات المتحدة، ومع اكتفاء المخزونات إلى أقصى الحدود - سيكون التخزين البري ممتلئًا في أقرب وقت هذا الشهر – مما يستلزم إغلاق عدد غير مسبوق من آبار النفط المنتجة. وسوق يلحق القيام بذلك الضرر بالخزانات حيث أن بعض من هذا العرض لن يعود أبدا، والبعض الآخر سوف يستغرق وقتا طويًلاواستثمارًالإتاحته.كماخفضتشركاتالبترولالكبرىم ثلشيفرونواكسونموبيل
نفقاتها الرأسمالية لمواجهة انهيار الأسعار.
فحتىمنغيرأينموفيالطلبعلىالنفط،يجبإتاحةحوالي6ملايين برميليوميًامن عرض النفط كل عام فقط لتعويض انخفاض الإنتاج الطبيعي. وعلى وجه الخصوص سيستغرق النفط الصخري في الولايات المتحدة، سنوات للعودة إلى مستويات ما قبل الفيروس. واعتمادًا على المدة التي يظل فيها الطلب على النفط منخفضًا، فمن المتوقع أن ينخفض إنتاج النفط الأمريكي بنسبة 30%عن ذروته قبل فيروس كورونا التي بلغت 13 مليونبرميليوميًا،وممالاشكفيهأنانتعاشأسعارالنفطسيرف عالإنتاجالأمريكيمرة أخرى لكن انتاج النفط الصخري سيبقى اقتصاديًا. وفي الوقت الذي ينحسر فيه فيروس كورونا، سترتفع الأسعار، وبذلك ستستفيد المملكة العربية السعودية وعدد قليل من دول الخليج وروسيا، وستجد فرصًا لتنمية حصتها في السوق وبيع المزيد من النفط. فالآن مع انخفاض الأسعار بشدة، تناقش المملكة العربية السعودية والكويت جلب المزيد من النفط إلى السوق من حقل مشترك يمتد على حدودهما، بينما يجد أعضاء أوبك الأضعف من الناحية الاقتصادية صعوبة في الاستثمار في إعادة تشغيل وزيادة العرض وبالتالي سوف تشهد نموًا بطيئًا، وهذا بالضبط ما حدث في إيران والعراق ونيجيريا وفنزويلا عند انهيار
النفط في الفترة 1998-1999.

عززت المملكة العربية السعودية موقعها الجيوسياسي من خلال دعم تحالفها مع الولايات المتحدة الأمريكية وإعادة تأسيس نفسها كمنتج للنفط البديل
عززت المملكة العربية السعودية موقعها الجيوسياسي فتم اللجوء بالنهاية إليها لقيادة أوبك وغيرها من المنتجين الرئيسين في خفض تاريخي للإنتاج، فعلى الرغم من كل الحديث عن حصص إنتاج النفط في تكساس وإنشاء اتفاقية نفط عالمية جديدة من خلال مجموعة العشرين، فإن وصف الرياض كان الخيار الحقيقي الوحيد المتاح لصانعي السياسات في نهاية المطاف. وذلك لأن المملكة العربية السعودية كانت منذ فترة طويلة الدولة الوحيدة الراغبة في الاحتفاظ بقدرة إنتاجية احتياطية تسمح لها بزيادة انتاجها لتلبية احتياجات السوق. وهذا الموقف الفريد - الذي عبر عنه العالم - لا يعطي المملكة قوة على سوق
النفط العالمية فحسب، بل أيضًا نفوذًا جيوسياسيًا كبيرًا.
ومن خلال محاولات خفض إنتاج أوبك+، ذ ّكرت المملكة العربية السعودية موسكو أن روسيا لا يمكنها عدم الالتزام بمفردها عندما حاولت ذلك في انسحابها من مفاوضات أوبك+ في مارس وبدأت حرب الأسعار.
أيضا تعتمد موسكو على الرياض بإدارة سوق النفط فيها مما يعزز علاقات المملكة العربية السعودية مع موسكو لأي تداعيات قد تحصل، فموسكو لديها العديد من الحلفاء بالإضافة إلى القوة العسكرية.
ختامًا،قبلعدةأسابيعكانتالنظرةالمستقبلةللمملكةالعرب يةالسعوديةغامضة، ولكن عند النظر لتاريخ المملكة فيصعب النظر إليها إلا بموقف القوة والصلابة. وقد ينتهي الأمر بالوباء إلى القيام بما لم ينجح القادة السعوديون بالقيام به عندما سمحوا لأسعار النفط بالانهيار في أواخر عام 2014م في محاولة مضللة لإضعاف النفط الصخري الأمريكي. وبعيدًا عن الأزمة الحالية، سينتهي الوباء بدعم الموقع الجيوسياسي للمملكة العربية السعودية، مما يعزز دورها المحوري في أسواق
4
النفط، وبذر البذور لحصة أكبر من السوق وعائدات النفط في السنوات المقبلة. وزارة المالية – وكالة السياسات المالية والكلية

ملخص مترجم لمقال صحيفة Foreign Policy الأمريكية، حول:
The 2020 Oil Crash's Unlikely Winner: Saudi Arabia
It's a year of carnage for oil nations.
But at least one will emerge from the pandemic both economically and geopolitically stronger.
نتيج ًة لسرعة تفشي جائحة فيروس كورونا، ومع وجود 4 مليارات من الأشخاص حول العالم في حظر اقتصادي وإغلاق تام، فإن الطلب على البنزين ووقود الطائرات وغيرها من المنتجات النفطية في تناقص شديد، كذلك أسعار النفط، فقد كان سعر برميل النفط الخام منخفضجدًافيالولاياتالمتحدةلدرجةأنالبائعيناضطروامؤخ رًاإلىدفعأجورللناس
لأخذه منهم. ونتيجة لذلك، فإن الاقتصادات المعتمدة على النفط تتهاوى.
بالرغم من أن عام 2020م س ُيذكر على أنه عام صعب للدول النفطية، إلا أنه من المرجح أنتخرجدولةواحدةعلىالأقلمنالوباءأقوىاقتصاديًاوجيوسي اسيًا:وهيالمملكة العربية السعودية.
إن انخفاض أسعار النفط صدمة كبيرة لدولة تحتاج إلى حوالي 80 دولارًا للبرميل لتحقيق التوازن في ميزانيتها العامة، ولهذا السبب خفضت "موديز" التوقعات المالية للمملكة العربية السعودية يوم الجمعة الماضي. وقد سجلت المملكة العربية السعودية عجز ًا بقيمة 9 مليار دولار في الربع الأول من عام 2020م، كما شهدت انخفاضًا في عوائد الضرائب لأنهاتفرضقيودًااقتصاديةلمنعانتشارالوباءمثلالدولالأ خرى،وفيالأسبوعالماضي، قال وزير المالية السعودي إن الإنفاق الحكومي سيحتاج إلى "خفض عميق" وأن بعض أجزاء
خطة المملكة 2030 لتنويع القاعدة الاقتصادية سوف تتأخر.
1
وزارة المالية – وكالة السياسات المالية والكلية

السعودية تثبت أن مواردها المالية يمكن أن تصمد في عاصفة مثل العاصفة الحالية
أوًلا:خلافًالمعظمالدولالمنتجةللنفط،فإنالمملكةالعرب يةالسعوديةلديهااحتياطيات ماليةكافية،ولديهاأيضًاالقدرةعلىالاقتراض.ففي22أبريل ،أعلنوزيرالماليةأنالمملكة قد تقترض ما يصل إلى 58 مليار دولار في عام2020م، وبالمقارنة مع معظم الاقتصادات الأخرىفإننسبةالدينإلىالناتجالمحليالإجماليمنخفضةنسب يًا:24%حتىنهايةعام 2019م، على الرغم من أن هذا الرقم ارتفع مؤخرًا. وصرح وزير المالية أيضًا أن المملكة ستسحب ما يصل إلى 32 مليار دولار من احتياطاتها المالية، لكن مع وجود 474 مليار دولار يحتفظ بها البنك المركزي من احتياطيات النقد الأجنبي، لا تزال السعودية أعلى من مستوى 300ملياردولاروهومايعتبرالحدالأدنىللدفاععنعملتهاالر يالالمرتبطبالدولار.ثانيًا، ستجني المملكة العربية السعودية عوائد نفطية أعلى وحصة أكبر من سوق النفط بمجرد استقرار السوق، وذلك بفضل تخفيضات الإنتاج والإغلاقات التي فرضت بسبب ركود الاقتصاد العالمي. إن انهيار النفط الحالي يضع الأساس لطفرة في الأسعار في السنوات المقبلة وبذلك إيرادات متزايدة للمملكة العربية السعودية، في حين أن توقعات الطلب على النفط في المستقبل غير مؤكدة إلى حد كبير، إلا أنه بمجرد أن ننظر إلى ما هو أبعد
من الأزمة، فمن المرجح أن ينمو الطلب بوتيرة أسرع من العرض.
سينتهي الأمر بالمملكة العربية السعودية بعائدات نفطية أعلى وحصة أكبر من سوق النفط بمجرد استقرار السوق
توقعت إدارة معلومات الطاقة الأميركية عودة الطلب العالمي على النفط إلى مستويات ما قبل الجائحة بحلول نهاية عام 2020م، وكانت توقعات الوكالة العالمية للطاقة متفائلة، حيث توقعت أن يقل الطلب بنسبة تتراوح بين 2-3% عن متوسط عام 2019م البالغ 100 مليون برميل يوميًا، لكن إذا طالت الإجراءات اللازمة لاحتواء المرض أكثر مما كان متوقعًا أو كانت هناك موجة ثانية للفيروس، فإن الانتعاش سيستغرق وقتًا أطول. أيضًا يمكن أن يؤدي تغيير نمط الحياة إلى خفض الطلب على النفط، ولكن البيانات تشكك في التنبؤات
2
وزارة المالية – وكالة السياسات المالية والكلية

3
وزارة المالية – وكالة السياسات المالية والكلية
المستقبلية، ففي الصين على سبيل المثال، عاد السفر بالسيارات والشحن بالشاحنات إلى مستواهالعامالماضيتقريبًا،علىالرغممنأنالسفرالجويالذ ييمثلمعالشحنالجوي %8 من الطلب العالمي على النفط لا يزال منخفضًا بشكل حاد.
فيالمقابل،سيستغرقارتفاعالعرضالعالميللنفطوقتًاأطولم عقلةالإنتاج،وإلغاء الاستثمار في الإمدادات الجديدة، وتباطؤ النفط الصخري للولايات المتحدة، ومع اكتفاء المخزونات إلى أقصى الحدود - سيكون التخزين البري ممتلئًا في أقرب وقت هذا الشهر – مما يستلزم إغلاق عدد غير مسبوق من آبار النفط المنتجة. وسوق يلحق القيام بذلك الضرر بالخزانات حيث أن بعض من هذا العرض لن يعود أبدا، والبعض الآخر سوف يستغرق وقتا طويًلاواستثمارًالإتاحته.كماخفضتشركاتالبترولالكبرىم ثلشيفرونواكسونموبيل
نفقاتها الرأسمالية لمواجهة انهيار الأسعار.
فحتىمنغيرأينموفيالطلبعلىالنفط،يجبإتاحةحوالي6ملايين برميليوميًامن عرض النفط كل عام فقط لتعويض انخفاض الإنتاج الطبيعي. وعلى وجه الخصوص سيستغرق النفط الصخري في الولايات المتحدة، سنوات للعودة إلى مستويات ما قبل الفيروس. واعتمادًا على المدة التي يظل فيها الطلب على النفط منخفضًا، فمن المتوقع أن ينخفض إنتاج النفط الأمريكي بنسبة 30%عن ذروته قبل فيروس كورونا التي بلغت 13 مليونبرميليوميًا،وممالاشكفيهأنانتعاشأسعارالنفطسيرف عالإنتاجالأمريكيمرة أخرى لكن انتاج النفط الصخري سيبقى اقتصاديًا. وفي الوقت الذي ينحسر فيه فيروس كورونا، سترتفع الأسعار، وبذلك ستستفيد المملكة العربية السعودية وعدد قليل من دول الخليج وروسيا، وستجد فرصًا لتنمية حصتها في السوق وبيع المزيد من النفط. فالآن مع انخفاض الأسعار بشدة، تناقش المملكة العربية السعودية والكويت جلب المزيد من النفط إلى السوق من حقل مشترك يمتد على حدودهما، بينما يجد أعضاء أوبك الأضعف من الناحية الاقتصادية صعوبة في الاستثمار في إعادة تشغيل وزيادة العرض وبالتالي سوف تشهد نموًا بطيئًا، وهذا بالضبط ما حدث في إيران والعراق ونيجيريا وفنزويلا عند انهيار
النفط في الفترة 1998-1999.

عززت المملكة العربية السعودية موقعها الجيوسياسي من خلال دعم تحالفها مع الولايات المتحدة الأمريكية وإعادة تأسيس نفسها كمنتج للنفط البديل
عززت المملكة العربية السعودية موقعها الجيوسياسي فتم اللجوء بالنهاية إليها لقيادة أوبك وغيرها من المنتجين الرئيسين في خفض تاريخي للإنتاج، فعلى الرغم من كل الحديث عن حصص إنتاج النفط في تكساس وإنشاء اتفاقية نفط عالمية جديدة من خلال مجموعة العشرين، فإن وصف الرياض كان الخيار الحقيقي الوحيد المتاح لصانعي السياسات في نهاية المطاف. وذلك لأن المملكة العربية السعودية كانت منذ فترة طويلة الدولة الوحيدة الراغبة في الاحتفاظ بقدرة إنتاجية احتياطية تسمح لها بزيادة انتاجها لتلبية احتياجات السوق. وهذا الموقف الفريد - الذي عبر عنه العالم - لا يعطي المملكة قوة على سوق
النفط العالمية فحسب، بل أيضًا نفوذًا جيوسياسيًا كبيرًا.
ومن خلال محاولات خفض إنتاج أوبك+، ذ ّكرت المملكة العربية السعودية موسكو أن روسيا لا يمكنها عدم الالتزام بمفردها عندما حاولت ذلك في انسحابها من مفاوضات أوبك+ في مارس وبدأت حرب الأسعار.
أيضا تعتمد موسكو على الرياض بإدارة سوق النفط فيها مما يعزز علاقات المملكة العربية السعودية مع موسكو لأي تداعيات قد تحصل، فموسكو لديها العديد من الحلفاء بالإضافة إلى القوة العسكرية.
ختامًا،قبلعدةأسابيعكانتالنظرةالمستقبلةللمملكةالعرب يةالسعوديةغامضة، ولكن عند النظر لتاريخ المملكة فيصعب النظر إليها إلا بموقف القوة والصلابة. وقد ينتهي الأمر بالوباء إلى القيام بما لم ينجح القادة السعوديون بالقيام به عندما سمحوا لأسعار النفط بالانهيار في أواخر عام 2014م في محاولة مضللة لإضعاف النفط الصخري الأمريكي. وبعيدًا عن الأزمة الحالية، سينتهي الوباء بدعم الموقع الجيوسياسي للمملكة العربية السعودية، مما يعزز دورها المحوري في أسواق
4
النفط، وبذر البذور لحصة أكبر من السوق وعائدات النفط في السنوات المقبلة. وزارة المالية – وكالة السياسات المالية والكلية