.



تابع :


لا يعلم كثير من المعظمين لزغلول النجار أن هذا الرجل لديه جرأة كبيرة وعجيبة تصل إلى الكذب على السابقين بل يتعدى الأمر حتى على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بلا استثناء ! في سبيل أن يثبت أن ربطه بين الآية وما يزعم أنه حق من كلام الملاحدة صحيح ! وفي هذه النظرية وصف أحد التفاسير للآية بالكفر !


دعونا الآن نذكر هذا القول من كتاب تفسير الطبري وهو أحد الأقوال في الآية :

فقال بعضهم: عنى بذلك أن السماوات والأرض كانتا ملتصقتين، ففصل الله بينهما بالهواء.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ كَانَتَا رَتْقًا) يقول: كانتا ملتصقتين.
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله (أو لم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما) ... الآية، يقول: كانتا ملتصقتين، فرفع السماء ووضع الأرض.
حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله (أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا) كان ابن عباس يقول: كانتا ملتزقتين، ففتقهما الله.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة (أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا) قال: كان الحسن وقتادة يقولان: كانتا جميعا، ففصل الله بينهما بهذا الهواء.





انتهى النقل .



زغلول النجار حكم على هذا القول بأنه كفر، والغريب أنه علل حكمه هذا بتعليل عليل إذ قال : أن هذا يلزم منه أن تكون السماوات والأرض أزلية !!! ونسي أن هذا يعود عليه في الجرم الصغير الذي يعتقد أنه انفجر ، فهل هو يقول أن هذا أزلي ؟ بالطبع سيقول هو مخلوق، فكذلك القائلين بذلك القول يقولون أن السماوات والأرض مخلوقتان وكانتا ملتصقتين !


وهذا القول لم يرجحه الطبري وهو مذكور في غير الطبري، ولم يفهم أحد من المفسرين ما فهمه زغلول النجار لدرجة أن حكم عليه بالكفر ! بل أجزم أن زغلول النجار لو قرأ هذا التفسير قبل معرفته بالنظرية فلن يخطر بباله هذا الفهم ! وأرى والعلم عند الله أن زغلول النجار حكم بهذا الحكم على هذا القول لأنه اعتقد صحة هذه النظرية، واعتقد أن لفظ الانفجار يلزم منه التشتت والتطاير والتبعثر ، وهذا غلط لأن الذين قالوا بهذا القول لا يلزم من قولهم هذا الفهم، فهم لا يقولون أن معنى الفتق هو الانفجار، فالذي وضع هذا المعنى لهذه الكلمة هو زغلول النجار وليس هو مما تقتضيه اللغة العربية، وآفة زغلول النجار أنه اعتقد ثم استدل !


وهذه الكلمة ( الفتق ) مستعملة في كلام الناس حتى هذا اليوم، فهل يفهم أحد من قولك ( انفتق الثوب ) أنك تقصد معنى الانفجار ؟ بل لو أنك استعملت كلمة ( انفجر ) بدلًا عن كلمة ( انفتق ) لربما سخر منك الحضور .


لكن زغلول النجار لم يستطع أن يصرف الناس عن هذا المعنى، إلا بهذا التقبيح والتشنيع، لأنه يخالف ما اعتقد صحته !



لنا لقاء بمشيئة الله .



<




.