.
.



التكفير :




من أخطر ما يؤدي إليه الجزم بأن هذا الفهم هو مراد الله قطعًا ، تكفير من لا يرى صحة هذا الفهم ولا يوافق عليه، واستباحة دمه ! ومن أشد الكلمات خطورةً التي يقع بسببها تكفير المعترض، هي كلمة ( إعجاز ) التي يضعها المخرف عنوانًا لمقالته أو لحلقته أو محاضرته ! دون أن يقول أن هذا فهمه هو أو رأيه هو ، بل أنه من هذا العنوان يُشعرك أن فهمه هذا هو الوحي الذي أُنزل على محمد عليه الصلاة والسلام .


وهؤلاء الذين يكفرون ، فإنهم يكفرون من باب لا تأخذنا في الحق لومة لائم ، فهم يكفرون عن اعتقاد وقناعة وطمأنينة قلب ! وبما أن كلامنا عن الانفجار العظيم، فإليكم نموذجًا في أحد المنتديات ، انظروا لهذا المقتبس الذي نقله أحد الأعضاء الجهلة :



# الإعجاز العلمي في القرآن :


(1) وحدة الكون:
النظريات العلمية الحديثة تقول: إن الأرض كانت جزءًا من المجموعة الشمسية ثم انفصلت عنها وتبردت وأصبحت صالحة لسكنى الإنسان، ويبرهنون على صحة النظرية بوجود البراكين والمواد الملتهبة في باطن الأرض، وقذف الأرض بين حين وحين بهذه الحمم من المواد البركانية الملتهبة.

هذه النظرية الحديثة تتفق مع ما أشار إليه القرآن الكريم في قوله جل شأنه: ﴿ أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأنبياء: 30].
الرَّتْق: الضم والالتحام.
الفَتْق: الفصل بين الشيئين؛







صاحب هذا المقتبس كفرني لأنني اعترضتُ على ما زعم أن ما جاء في هذا المقتبس وغيره من التحريفات التي جاء بها، من إعجاز القرآن ، فبينتُ أن هذا تحريف وتخريف، وكما قلتُ أن هؤلاء عندما يكفرون ، فهم يكفرون من باب لا تأخذنا في الحق لومة لائم ، لذلك لا تتعجب إن كان هذا وأمثاله من الأتباع الجهال يكفرون أصحاب هذه الفتوى، فيقولون إنهم كفار ثم يتبعونها بكلمة ولا كرامة ! :


س3: ما حكم الشرع في التفاسير التي تسمى بـ (التفاسير العلمية) ؟ وما مدى مشروعية ربط آيات القرآن ببعض الأمور العلمية التجريبية؟ فقد كثر الجدل حول هذه المسائل.

ج3: إذا كانت من جنس التفاسير التي تفسر قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} بأن الأرض كانت متصلة بالشمس وجزءا منها، ومن شدة دوران الشمس انفصلت عنها الأرض ثم برد سطحها وبقي جوفها حارا، وصارت من الكواكب التي تدور حول الشمس. إذا كانت التفاسير من هذا النوع فلا ينبغي التعويل ولا الاعتماد عليها.

وكذلك التفاسير التي يستدل مؤلفوها بقوله تعالى: {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ} على دوران الأرض، وذلك أن هذه التفاسير تحرف الكلم عن مواضعه، وتخضع القرآن الكريم لما يسمونه نظريات علمية، وإنما هي ظنيات أو وهميات وخيالات.

وهكذا جميع التفاسير التي تعتمد على آراء جديدة ليس لها أصل في الكتاب والسنة ولا في كلام سلف الأمة؛ لما فيها من القول على الله بغير علم.

وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو ...................... عضو ............ نائب رئيس اللجنة .............. الرئيس

عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز





تم بحمد الله





<




.