▪▪شرح معنى الحديث▪▪

أمَر النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم بعدَم احتقارِ شيءٍ من المعروفِ ولو كان صغيرًا

وخاطَب النِّساءَ في هذا الحديثِ وأمَرهُنَّ ألَّا يَحتقِرْنَ أيَّ شيءٍ تُهدِيه إحداهُنَّ لجارتِها ولو كان فِرْسنَ شاةٍ

و فِرْسِن الشاة : هو الجزء الذي ما دونَ الرُّسغِ مِن رجل الغنم ، وهو ظلف الغنم أو حافر الغنم ، هو عَظْم قليلُ اللَّحْمِ

والمقصودُ هو : المبالغةُ في الحثِّ على الإهداءِ ولو كان شيئًا يسيرًا .

وهذا الحديث عام في معناه ، للرجال والنساء ، وإنما خَصَّ النساءَ بالخِطابِ؛ لأنَّهنَّ يَغلِب عليهنَّ استصغارُ الشيءِ اليَسيرِ والتباهي بالكثرةِ، وأشباهُ ذلك.

والحديث يفهم بمعنيين صحيحين :

الاول : الحث على الاهداء مهما قلت قيمة الهدية : أي لا تحقرنَّ أن تهدي إلى جارتها شيئًا ولو أنها تُهدي لها ما لا يُنتَفع به في الغالب ، أي أنها تهدي بحسب ما هو موجود عندها ولا تستحقره لقلته؛ لأن الجود بحسب الموجود، والوجود خيرٌ من العدمِ

الثاني : عدم استحقار المُهدى اليها للهدية ( مهما قل شأنها أو قيمتها ) ولا استحقار من أهدتها إياها ، ولا اغتيابها ، فالاصل في الهدية في الاسلام البساطة وعدم التكلف ، والتوادد والتراحم