.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رابط سابق :
بيان الأغاليط(1) تحريفهم لـ (وترى الجبال تحسبها جامدة.) على دوران الأرض
https://www.madarib.com/vb/showthread.php?t=73316
ـــــــــــ
عندما أخبر رواد الفضاء أنه توجد منطقة مظلمة لا يرون فيها شيئًا ، قال المنهزمون أمام الحضارة الغربية : هذا موجود عندنا في كتاب الله !
فحرفوا قوله تعالى : وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ (14) لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ
ليتوافق مع كلام رواد الفضاء !
والآية لا تدل على هذا ، بل الآية أبلغ من هذا، وتحريف هؤلاء يكون فيه تصديق لكلام المشركين بعدم وجود ما يجعلهم يؤمنوا، وفيه نسبة اللغو للقرآن الكريم، كما سيأتي بيانه بعد قليل بمشيئة الله.
فالآية : تتكلم عن عناد المشركين وعظيم كفرهم، حيث أنهم طلبوا من النبي عليه الصلاة والسلام أن يأتي لهم بالملائكة إن كان صادقًا، فرد الله عز وجل عليهم طلبهم ثم أخبر عنهم بهذه الآية !
أي أنه حتى لو فتحنا لهم بابًا من السماء فرأوا الملائكة بأعينهم تنزل وتصعد ، أو هم أنفسهم ظلوا يعرجون في السماء ورأوا الملائكة والآيات العظيمة تشهد لهم بصدق النبي عليه الصلاة والسلام ، لجحدوا وأنكروا .
وهذا فيه بيان لشدة عنادهم وإصرارهم على الكفر وعدم التصديق !
وهذا نظير سؤالهم أن ينزل عليهم كتابًا من السماء فكان الجواب : وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ .
فلو لمسوا الكتاب بأيديهم سيقولون : هذا سحر ! وكذلك هنا، لو رأوا هذه الحقائق بأعينهم سيقولون : هذا سحر !
فالآية لا تخبر عن ظلمة وعدم رؤية ، وإنما تخبر عن أمر لو حدث ستكون فيه الرؤية واضحة لهم فيرون فيها من الآيات ما يدل على صدق النبي عليه الصلاة والسلام ويشهد له.
وتخبر عن عنادهم وكفرهم بأنهم لن يؤمنوا حتى ولو رأوا ما يطلبونه من النبي عليه الصلاة والسلام .
وفائدة الإخبار عن الإضراب لبيان أنهم لن يؤمنوا فالتكذيب منهم حاصل حاصل، ولكنهم يترددون في كيفية التكذيب ففي بداية ترددهم يقولون : أُعميت أبصارنا فلم نر شيئًا! ثم يضربون عن هذا فيقولون : بل نحن قوم مسحورون .
لكن على رأي هؤلاء المنهزمون سيكون كلام المشركين صحيح ! فهم لن يروا شيئًا يدل على صدق النبي عليه الصلاة والسلام، لأنهم في ظلام حالك ! وسيكون إخبار الله عنهم بأنهم سيقولون : إنما سُكرت أبصارنا لغو لا فائدة منه لأنهم سيخبرون عن واقع ! وإخباره عن قولهم : بل نحن قوم مسحورون لا يكون له معنى .
والقرآن كلام الله سبحانه وهو منزه عن اللغو .
لنا لقاء بمشيئة الله
<
.
مواقع النشر (المفضلة)