مرحباً بكم في منتدى المضارب للأسهم السعودية والإستثمار / يتابع بالمنتدى سهم دار الأركان من رئيس قسم التحليل الفني الأستاذ Assalimi / وسهم دانة غاز من المفكر والمتابع الراقي واحد يفكر مع مجموعة مميزة ويمتلك المنتدى نخبة عالية من المحللين بجميع مدارس علم التحليل ونرحب بجميع الأقلام المميزة فمرحباً بكم مجدداً بمنتدى المضارب

 

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 17

الموضوع: تنبيــــــه الغــــــافلين ل رحمـــــــــــات رب العالــــــــــــــمين

  1. #1
    قلم ذهبي
    التقييم: 65

    الحالة
    غير متصل
    رقم العضوية
    4589
    تاريخ التسجيل
    Jan 2020
    المشاركات
    1,318

      لشكر أم المساكين

    Osscar16 تنبيــــــه الغــــــافلين ل رحمـــــــــــات رب العالــــــــــــــمين

    إن فلاح العبد في صلاح قلبه واستقامته وإقباله على ربه وأنسه به، وطاعته والحرص على نَيْل محبته، إلا أن العبد تعتريه آفات تبعده عن طريق الله تبارك وتعالى، فقد ينسى ويغفل أو يفرط ويذنب، ولا يخلو العبد بضعفه البشري من تقصير وذنب، وقد فتح الله ربنا سبحانه أبواب رحمته لعباده، ولم يقنّط عباده من رحمته، فهو التواب الرحيم الذي مَن أقبل إليه تلقاه من بعيد، ومن أعرض عنه ناداه من قريب، ومن ترك من أجله أعطاه فوق المزيد، ومن أراد رضاه أراد ما يريد، أهل ذكره هم أهل مجالسته، وأهل شكره هم أهل زيادته، وأهل طاعته هم أهل كرامته، وأهل معصيته لا يقنّطهم من رحمته؛ إن تابوا إليه فهو حبيبهم، وإن لم يتوبوا فهو رحيم بهم، يبتليهم بالمصائب ليطهّرهم من المعايب, فالحسنة عنده بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة، والسيئة عنده بواحدة، فإن ندم عليها واستغفر غفرها له، يشكر اليسير من العمل، ويغفر الكثير من الزلل.. سبحانه وتعالى.

    إن الله جل وعلا رحيم بنا، وهو سبحانه أرحم بنا من أنفسنا على أنفسنا، ورحمة الله تعالى وسعت وشملت كل شيء، فما من أحد إلا وهو يتقلب في رحمة الله تعالى، المسلم والكافر، البرّ والفاجر، الظالم والمظلوم، الجميع يتقلبون في رحمة الله آناء الله وأطراف النهار يطعمهم ويسقيهم ويسترهم ويعافيهم ويمُنّ عليهم ويشفيهم، قال الله تعالى: {ورحمتي وسعت كل شيء} [الأعراف: 156].

    ومما يدل على عظم رحمة الله تعالى ما صح عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن لله مائة رحمة، أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام، فبها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وبها تعطف الوحش على ولدها، وأخَّر الله تسعًا وتسعين رحمة، يرحم بها عباده يوم القيامة".

    وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : "قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبي، فإذا امرأة من السبي تبتغي، إذ وجدت صبيًّا في السبي، أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار؟ قلنا : لا ، والله ! وهي تقدر على أن لا تطرحه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لله أرحم بعباده من هذه بولدها"

    ورحمة الله تعالى هي التي تُدخل عباده المؤمنين الجنةَ يوم القيامة، ولن يدخل أحدٌ الجنة بعمله فقط، كما قال عليه الصلاة والسلام : (لن يُدخل أحداً عملُه الجنة) . قالوا : ولا أنت يا رسول الله؟ قال : (لا ، ولا أنا ، إلا أن يتغمدني الله بفضل ورحمة ، فسددوا وقاربوا ، ولا يتمنين أحدكم الموت: إما محسناً فلعله أن يزداد خيراً، وإما مسيئاً فلعله أن يستعتب)

    وإن من رحمة الله بعباده إرسال الرسل وإنزال الكتب وتشريع الشرائع لتستقيم حياتهم على سنن الرشاد بعيدًا عن الضنك والعسر والضيق، قال تعالى : {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين} [الأنبياء

    ومن العبادات التي شرعها الله رحمةً بالعباد أن فرض عليهم صيام شهر رمضان ففيه أسرار وحِكَم ورحمات كثيرة، وهو باب عظيم لقطع الغفلة وتذكير الناسي وعودة الشارد، وفيه يجمع الله شتات النفوس وغفلات القلوب، ويأخذ بأيدي عباده إلى واسع رحمته.

    وقد خصّ الله تعالى الصوم بأنه له من بين سائر الأعمال، وهو يجزي به، وإن كانت أعمال البر كلها له، وهو يجزي بها؛ لأن الصوم لا يظهر من ابن آدم بلسان ولا فعل فتكتبه الملائكة الحفظة، إنما هو نية في القلب، وإمساك عن حركة المطعم والمشرب. قال النبي صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الْحَسَنَةُ عَشْرُ أمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ، قال اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِلا الصَّوْمَ، فَإِنَّهُ لِي وَأنَا أجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أجْلِي، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ، وَلَخُلُوفُ فِيهِ أطْيَبُ عِنْدَ الله٬ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ»، وفي هذا شرف للصوم وعلو منزلته بين سائر العبادات.

    قال الإمام النووي: "اختلف العلماء في معناه مع كون جميع الطاعات لله تعالى، فقيل: سبب إضافته إلى الله تعالى أنه لم يعبد أحدٌ غير الله تعالى به، فلم يعظِّم الكفار في عصر من الأعصار معبودًا لهم بالصيام، وإن كانوا يعظمونه بصورة الصلاة والسجود والصدقة والذكر وغير ذلك، وقيل: لأن الصوم بعيد من الرياء لخفائه بخلاف الصلاة والحج والغزو والصدقة وغيرها من العبادات الظاهرة، وقيل: لأنه ليس للصائم ونفسه فيه حظ قاله الخطابي"

    وقال الحافظ ابن رجب الحنبلي: "وقوله في حديث أبي هريرة (إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به) يدل على أن الصيام لا يعلم قدر مضاعفة ثوابه إلا الله تعالى؛ لأنه أفضل أنواع الصبر وإنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب


  2. #2
    https://www.raed.net/img?id=456231
    الصورة الرمزية ابوسارة
    مجلس الإدارة
    مشرف عـام
    التقييم: 4981

    الحالة
    غير متصل
    رقم العضوية
    4830
    تاريخ التسجيل
    Mar 2020
    المشاركات
    7,164

      لشكر ابوسارة

    افتراضي رد: تنبيــــــه الغــــــافلين ل رحمـــــــــــات رب العالــــــــــــــمين

    ععطيـك ـآلـعـآفيـهَ ع جمَ ـآل طرحـكٌ..||~

  3. #3
    الصورة الرمزية هنادي
    اشراف ومتابعة المنتدى
    التقييم: 7834

    الحالة
    غير متصل
    رقم العضوية
    1202
    تاريخ التسجيل
    Aug 2017
    المشاركات
    7,948

      لشكر هنادي

    افتراضي رد: تنبيــــــه الغــــــافلين ل رحمـــــــــــات رب العالــــــــــــــمين


    شكرآ بما جادت به أناملك من دروس ..أم المساكين

    دُمت بِهذا العطاء المستَمـر والتألق .


  4. #4
    الصورة الرمزية أفوكآدو
    بن فارع
    التقييم: 3120

    الحالة
    غير متصل
    رقم العضوية
    966
    تاريخ التسجيل
    Jun 2017
    المشاركات
    2,381

      لشكر أفوكآدو

    افتراضي رد: تنبيــــــه الغــــــافلين ل رحمـــــــــــات رب العالــــــــــــــمين

    بارك الله فيك ..
    وجزاك الله كل خير .

  5. #5
    عضو ذهبي
    التقييم: 136

    الحالة
    غير متصل
    رقم العضوية
    263
    تاريخ التسجيل
    Apr 2017
    المشاركات
    4,256

      لشكر ليالي

    افتراضي رد: تنبيــــــه الغــــــافلين ل رحمـــــــــــات رب العالــــــــــــــمين

    جزاك الله كل خير

  6. #6
    عضو متألق قدير
    ★★★
    التقييم: 2025

    الحالة
    غير متصل
    رقم العضوية
    5119
    تاريخ التسجيل
    Apr 2020
    المشاركات
    2,787

      لشكر سرااااب..

    افتراضي رد: تنبيــــــه الغــــــافلين ل رحمـــــــــــات رب العالــــــــــــــمين

    بارك الله فيك

  7. #7
    عضو اللجنة الفنية بالمنتدى
    محلل موجات اليوت
    *****
    التقييم: 98

    الحالة
    غير متصل
    رقم العضوية
    3253
    تاريخ التسجيل
    Nov 2018
    المشاركات
    586

      لشكر ابوزهير

    افتراضي رد: تنبيــــــه الغــــــافلين ل رحمـــــــــــات رب العالــــــــــــــمين

    بارك الله فيك





    الشارتات و النقاط الخاصة بالمؤشر للتطبيق و لمتابعة حركة المؤشر فقط

  8. #8
    الصورة الرمزية فات ناج
    مشرفة الإخبار الإقتصادية
    عضوة قديرة معتمدة
    التقييم: 39203

    الحالة
    غير متصل
    رقم العضوية
    5807
    تاريخ التسجيل
    Jul 2020
    المشاركات
    16,555

      لشكر فات ناج

    افتراضي رد: تنبيــــــه الغــــــافلين ل رحمـــــــــــات رب العالــــــــــــــمين

    اللهم ارحمنا فوق الأرض وتحت الأرض برحمتك ياأرحم الراحمين

  9. #9
    عضو فعال
    التقييم: 1613

    الحالة
    غير متصل
    رقم العضوية
    11436
    تاريخ التسجيل
    Dec 2020
    المشاركات
    656

      لشكر ام باسم

    افتراضي رد: تنبيــــــه الغــــــافلين ل رحمـــــــــــات رب العالــــــــــــــمين

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم المساكين مشاهدة المشاركة
    إن فلاح العبد في صلاح قلبه واستقامته وإقباله على ربه وأنسه به، وطاعته والحرص على نَيْل محبته، إلا أن العبد تعتريه آفات تبعده عن طريق الله تبارك وتعالى، فقد ينسى ويغفل أو يفرط ويذنب، ولا يخلو العبد بضعفه البشري من تقصير وذنب، وقد فتح الله ربنا سبحانه أبواب رحمته لعباده، ولم يقنّط عباده من رحمته، فهو التواب الرحيم الذي مَن أقبل إليه تلقاه من بعيد، ومن أعرض عنه ناداه من قريب، ومن ترك من أجله أعطاه فوق المزيد، ومن أراد رضاه أراد ما يريد، أهل ذكره هم أهل مجالسته، وأهل شكره هم أهل زيادته، وأهل طاعته هم أهل كرامته، وأهل معصيته لا يقنّطهم من رحمته؛ إن تابوا إليه فهو حبيبهم، وإن لم يتوبوا فهو رحيم بهم، يبتليهم بالمصائب ليطهّرهم من المعايب, فالحسنة عنده بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة، والسيئة عنده بواحدة، فإن ندم عليها واستغفر غفرها له، يشكر اليسير من العمل، ويغفر الكثير من الزلل.. سبحانه وتعالى.

    إن الله جل وعلا رحيم بنا، وهو سبحانه أرحم بنا من أنفسنا على أنفسنا، ورحمة الله تعالى وسعت وشملت كل شيء، فما من أحد إلا وهو يتقلب في رحمة الله تعالى، المسلم والكافر، البرّ والفاجر، الظالم والمظلوم، الجميع يتقلبون في رحمة الله آناء الله وأطراف النهار يطعمهم ويسقيهم ويسترهم ويعافيهم ويمُنّ عليهم ويشفيهم، قال الله تعالى: {ورحمتي وسعت كل شيء} [الأعراف: 156].

    ومما يدل على عظم رحمة الله تعالى ما صح عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن لله مائة رحمة، أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام، فبها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وبها تعطف الوحش على ولدها، وأخَّر الله تسعًا وتسعين رحمة، يرحم بها عباده يوم القيامة".

    وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : "قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبي، فإذا امرأة من السبي تبتغي، إذ وجدت صبيًّا في السبي، أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار؟ قلنا : لا ، والله ! وهي تقدر على أن لا تطرحه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لله أرحم بعباده من هذه بولدها"

    ورحمة الله تعالى هي التي تُدخل عباده المؤمنين الجنةَ يوم القيامة، ولن يدخل أحدٌ الجنة بعمله فقط، كما قال عليه الصلاة والسلام : (لن يُدخل أحداً عملُه الجنة) . قالوا : ولا أنت يا رسول الله؟ قال : (لا ، ولا أنا ، إلا أن يتغمدني الله بفضل ورحمة ، فسددوا وقاربوا ، ولا يتمنين أحدكم الموت: إما محسناً فلعله أن يزداد خيراً، وإما مسيئاً فلعله أن يستعتب)

    وإن من رحمة الله بعباده إرسال الرسل وإنزال الكتب وتشريع الشرائع لتستقيم حياتهم على سنن الرشاد بعيدًا عن الضنك والعسر والضيق، قال تعالى : {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين} [الأنبياء

    ومن العبادات التي شرعها الله رحمةً بالعباد أن فرض عليهم صيام شهر رمضان ففيه أسرار وحِكَم ورحمات كثيرة، وهو باب عظيم لقطع الغفلة وتذكير الناسي وعودة الشارد، وفيه يجمع الله شتات النفوس وغفلات القلوب، ويأخذ بأيدي عباده إلى واسع رحمته.

    وقد خصّ الله تعالى الصوم بأنه له من بين سائر الأعمال، وهو يجزي به، وإن كانت أعمال البر كلها له، وهو يجزي بها؛ لأن الصوم لا يظهر من ابن آدم بلسان ولا فعل فتكتبه الملائكة الحفظة، إنما هو نية في القلب، وإمساك عن حركة المطعم والمشرب. قال النبي صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الْحَسَنَةُ عَشْرُ أمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ، قال اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِلا الصَّوْمَ، فَإِنَّهُ لِي وَأنَا أجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أجْلِي، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ، وَلَخُلُوفُ فِيهِ أطْيَبُ عِنْدَ اللهظ¬ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ»، وفي هذا شرف للصوم وعلو منزلته بين سائر العبادات.

    قال الإمام النووي: "اختلف العلماء في معناه مع كون جميع الطاعات لله تعالى، فقيل: سبب إضافته إلى الله تعالى أنه لم يعبد أحدٌ غير الله تعالى به، فلم يعظِّم الكفار في عصر من الأعصار معبودًا لهم بالصيام، وإن كانوا يعظمونه بصورة الصلاة والسجود والصدقة والذكر وغير ذلك، وقيل: لأن الصوم بعيد من الرياء لخفائه بخلاف الصلاة والحج والغزو والصدقة وغيرها من العبادات الظاهرة، وقيل: لأنه ليس للصائم ونفسه فيه حظ قاله الخطابي"

    وقال الحافظ ابن رجب الحنبلي: "وقوله في حديث أبي هريرة (إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به) يدل على أن الصيام لا يعلم قدر مضاعفة ثوابه إلا الله تعالى؛ لأنه أفضل أنواع الصبر وإنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب

    جزاك الله خير

  10. #10
    عضو فعال
    التقييم: 1613

    الحالة
    غير متصل
    رقم العضوية
    11436
    تاريخ التسجيل
    Dec 2020
    المشاركات
    656

      لشكر ام باسم

    افتراضي رد: تنبيــــــه الغــــــافلين ل رحمـــــــــــات رب العالــــــــــــــمين

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم المساكين مشاهدة المشاركة
    إن فلاح العبد في صلاح قلبه واستقامته وإقباله على ربه وأنسه به، وطاعته والحرص على نَيْل محبته، إلا أن العبد تعتريه آفات تبعده عن طريق الله تبارك وتعالى، فقد ينسى ويغفل أو يفرط ويذنب، ولا يخلو العبد بضعفه البشري من تقصير وذنب، وقد فتح الله ربنا سبحانه أبواب رحمته لعباده، ولم يقنّط عباده من رحمته، فهو التواب الرحيم الذي مَن أقبل إليه تلقاه من بعيد، ومن أعرض عنه ناداه من قريب، ومن ترك من أجله أعطاه فوق المزيد، ومن أراد رضاه أراد ما يريد، أهل ذكره هم أهل مجالسته، وأهل شكره هم أهل زيادته، وأهل طاعته هم أهل كرامته، وأهل معصيته لا يقنّطهم من رحمته؛ إن تابوا إليه فهو حبيبهم، وإن لم يتوبوا فهو رحيم بهم، يبتليهم بالمصائب ليطهّرهم من المعايب, فالحسنة عنده بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة، والسيئة عنده بواحدة، فإن ندم عليها واستغفر غفرها له، يشكر اليسير من العمل، ويغفر الكثير من الزلل.. سبحانه وتعالى.

    إن الله جل وعلا رحيم بنا، وهو سبحانه أرحم بنا من أنفسنا على أنفسنا، ورحمة الله تعالى وسعت وشملت كل شيء، فما من أحد إلا وهو يتقلب في رحمة الله تعالى، المسلم والكافر، البرّ والفاجر، الظالم والمظلوم، الجميع يتقلبون في رحمة الله آناء الله وأطراف النهار يطعمهم ويسقيهم ويسترهم ويعافيهم ويمُنّ عليهم ويشفيهم، قال الله تعالى: {ورحمتي وسعت كل شيء} [الأعراف: 156].

    ومما يدل على عظم رحمة الله تعالى ما صح عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن لله مائة رحمة، أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام، فبها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وبها تعطف الوحش على ولدها، وأخَّر الله تسعًا وتسعين رحمة، يرحم بها عباده يوم القيامة".

    وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : "قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبي، فإذا امرأة من السبي تبتغي، إذ وجدت صبيًّا في السبي، أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار؟ قلنا : لا ، والله ! وهي تقدر على أن لا تطرحه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لله أرحم بعباده من هذه بولدها"

    ورحمة الله تعالى هي التي تُدخل عباده المؤمنين الجنةَ يوم القيامة، ولن يدخل أحدٌ الجنة بعمله فقط، كما قال عليه الصلاة والسلام : (لن يُدخل أحداً عملُه الجنة) . قالوا : ولا أنت يا رسول الله؟ قال : (لا ، ولا أنا ، إلا أن يتغمدني الله بفضل ورحمة ، فسددوا وقاربوا ، ولا يتمنين أحدكم الموت: إما محسناً فلعله أن يزداد خيراً، وإما مسيئاً فلعله أن يستعتب)

    وإن من رحمة الله بعباده إرسال الرسل وإنزال الكتب وتشريع الشرائع لتستقيم حياتهم على سنن الرشاد بعيدًا عن الضنك والعسر والضيق، قال تعالى : {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين} [الأنبياء

    ومن العبادات التي شرعها الله رحمةً بالعباد أن فرض عليهم صيام شهر رمضان ففيه أسرار وحِكَم ورحمات كثيرة، وهو باب عظيم لقطع الغفلة وتذكير الناسي وعودة الشارد، وفيه يجمع الله شتات النفوس وغفلات القلوب، ويأخذ بأيدي عباده إلى واسع رحمته.

    وقد خصّ الله تعالى الصوم بأنه له من بين سائر الأعمال، وهو يجزي به، وإن كانت أعمال البر كلها له، وهو يجزي بها؛ لأن الصوم لا يظهر من ابن آدم بلسان ولا فعل فتكتبه الملائكة الحفظة، إنما هو نية في القلب، وإمساك عن حركة المطعم والمشرب. قال النبي صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الْحَسَنَةُ عَشْرُ أمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ، قال اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِلا الصَّوْمَ، فَإِنَّهُ لِي وَأنَا أجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أجْلِي، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ، وَلَخُلُوفُ فِيهِ أطْيَبُ عِنْدَ اللهظ¬ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ»، وفي هذا شرف للصوم وعلو منزلته بين سائر العبادات.

    قال الإمام النووي: "اختلف العلماء في معناه مع كون جميع الطاعات لله تعالى، فقيل: سبب إضافته إلى الله تعالى أنه لم يعبد أحدٌ غير الله تعالى به، فلم يعظِّم الكفار في عصر من الأعصار معبودًا لهم بالصيام، وإن كانوا يعظمونه بصورة الصلاة والسجود والصدقة والذكر وغير ذلك، وقيل: لأن الصوم بعيد من الرياء لخفائه بخلاف الصلاة والحج والغزو والصدقة وغيرها من العبادات الظاهرة، وقيل: لأنه ليس للصائم ونفسه فيه حظ قاله الخطابي"

    وقال الحافظ ابن رجب الحنبلي: "وقوله في حديث أبي هريرة (إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به) يدل على أن الصيام لا يعلم قدر مضاعفة ثوابه إلا الله تعالى؛ لأنه أفضل أنواع الصبر وإنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب

    بارك الله فيك

  11. #11
    عضو متألق قدير
    ★★★
    التقييم: 11142

    الحالة
    غير متصل
    رقم العضوية
    5997
    تاريخ التسجيل
    Aug 2020
    المشاركات
    2,820

      لشكر أخوعمر

    افتراضي رد: تنبيــــــه الغــــــافلين ل رحمـــــــــــات رب العالــــــــــــــمين

    جزاك الله خير

  12. #12
    عضو متألق قدير
    ★★★
    التقييم: 11142

    الحالة
    غير متصل
    رقم العضوية
    5997
    تاريخ التسجيل
    Aug 2020
    المشاركات
    2,820

      لشكر أخوعمر

    افتراضي رد: تنبيــــــه الغــــــافلين ل رحمـــــــــــات رب العالــــــــــــــمين

    بارك الله فيك

  13. #13
    عضو فعال
    التقييم: 1613

    الحالة
    غير متصل
    رقم العضوية
    11436
    تاريخ التسجيل
    Dec 2020
    المشاركات
    656

      لشكر ام باسم

    افتراضي رد: تنبيــــــه الغــــــافلين ل رحمـــــــــــات رب العالــــــــــــــمين

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم المساكين مشاهدة المشاركة
    إن فلاح العبد في صلاح قلبه واستقامته وإقباله على ربه وأنسه به، وطاعته والحرص على نَيْل محبته، إلا أن العبد تعتريه آفات تبعده عن طريق الله تبارك وتعالى، فقد ينسى ويغفل أو يفرط ويذنب، ولا يخلو العبد بضعفه البشري من تقصير وذنب، وقد فتح الله ربنا سبحانه أبواب رحمته لعباده، ولم يقنّط عباده من رحمته، فهو التواب الرحيم الذي مَن أقبل إليه تلقاه من بعيد، ومن أعرض عنه ناداه من قريب، ومن ترك من أجله أعطاه فوق المزيد، ومن أراد رضاه أراد ما يريد، أهل ذكره هم أهل مجالسته، وأهل شكره هم أهل زيادته، وأهل طاعته هم أهل كرامته، وأهل معصيته لا يقنّطهم من رحمته؛ إن تابوا إليه فهو حبيبهم، وإن لم يتوبوا فهو رحيم بهم، يبتليهم بالمصائب ليطهّرهم من المعايب, فالحسنة عنده بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة، والسيئة عنده بواحدة، فإن ندم عليها واستغفر غفرها له، يشكر اليسير من العمل، ويغفر الكثير من الزلل.. سبحانه وتعالى.

    إن الله جل وعلا رحيم بنا، وهو سبحانه أرحم بنا من أنفسنا على أنفسنا، ورحمة الله تعالى وسعت وشملت كل شيء، فما من أحد إلا وهو يتقلب في رحمة الله تعالى، المسلم والكافر، البرّ والفاجر، الظالم والمظلوم، الجميع يتقلبون في رحمة الله آناء الله وأطراف النهار يطعمهم ويسقيهم ويسترهم ويعافيهم ويمُنّ عليهم ويشفيهم، قال الله تعالى: {ورحمتي وسعت كل شيء} [الأعراف: 156].

    ومما يدل على عظم رحمة الله تعالى ما صح عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن لله مائة رحمة، أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام، فبها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وبها تعطف الوحش على ولدها، وأخَّر الله تسعًا وتسعين رحمة، يرحم بها عباده يوم القيامة".

    وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : "قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبي، فإذا امرأة من السبي تبتغي، إذ وجدت صبيًّا في السبي، أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار؟ قلنا : لا ، والله ! وهي تقدر على أن لا تطرحه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لله أرحم بعباده من هذه بولدها"

    ورحمة الله تعالى هي التي تُدخل عباده المؤمنين الجنةَ يوم القيامة، ولن يدخل أحدٌ الجنة بعمله فقط، كما قال عليه الصلاة والسلام : (لن يُدخل أحداً عملُه الجنة) . قالوا : ولا أنت يا رسول الله؟ قال : (لا ، ولا أنا ، إلا أن يتغمدني الله بفضل ورحمة ، فسددوا وقاربوا ، ولا يتمنين أحدكم الموت: إما محسناً فلعله أن يزداد خيراً، وإما مسيئاً فلعله أن يستعتب)

    وإن من رحمة الله بعباده إرسال الرسل وإنزال الكتب وتشريع الشرائع لتستقيم حياتهم على سنن الرشاد بعيدًا عن الضنك والعسر والضيق، قال تعالى : {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين} [الأنبياء

    ومن العبادات التي شرعها الله رحمةً بالعباد أن فرض عليهم صيام شهر رمضان ففيه أسرار وحِكَم ورحمات كثيرة، وهو باب عظيم لقطع الغفلة وتذكير الناسي وعودة الشارد، وفيه يجمع الله شتات النفوس وغفلات القلوب، ويأخذ بأيدي عباده إلى واسع رحمته.

    وقد خصّ الله تعالى الصوم بأنه له من بين سائر الأعمال، وهو يجزي به، وإن كانت أعمال البر كلها له، وهو يجزي بها؛ لأن الصوم لا يظهر من ابن آدم بلسان ولا فعل فتكتبه الملائكة الحفظة، إنما هو نية في القلب، وإمساك عن حركة المطعم والمشرب. قال النبي صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الْحَسَنَةُ عَشْرُ أمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ، قال اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِلا الصَّوْمَ، فَإِنَّهُ لِي وَأنَا أجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أجْلِي، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ، وَلَخُلُوفُ فِيهِ أطْيَبُ عِنْدَ اللهظ¬ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ»، وفي هذا شرف للصوم وعلو منزلته بين سائر العبادات.

    قال الإمام النووي: "اختلف العلماء في معناه مع كون جميع الطاعات لله تعالى، فقيل: سبب إضافته إلى الله تعالى أنه لم يعبد أحدٌ غير الله تعالى به، فلم يعظِّم الكفار في عصر من الأعصار معبودًا لهم بالصيام، وإن كانوا يعظمونه بصورة الصلاة والسجود والصدقة والذكر وغير ذلك، وقيل: لأن الصوم بعيد من الرياء لخفائه بخلاف الصلاة والحج والغزو والصدقة وغيرها من العبادات الظاهرة، وقيل: لأنه ليس للصائم ونفسه فيه حظ قاله الخطابي"

    وقال الحافظ ابن رجب الحنبلي: "وقوله في حديث أبي هريرة (إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به) يدل على أن الصيام لا يعلم قدر مضاعفة ثوابه إلا الله تعالى؛ لأنه أفضل أنواع الصبر وإنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب

    جزاك الله خير

  14. #14
    عضو نشيط
    التقييم: 700

    الحالة
    غير متصل
    رقم العضوية
    19130
    تاريخ التسجيل
    Apr 2022
    المشاركات
    346

      لشكر RakanAlrajhi

    افتراضي رد: تنبيــــــه الغــــــافلين ل رحمـــــــــــات رب العالــــــــــــــمين

    بارك الله جهودكم

  15. #15
    عضو جديد
    التقييم: 307

    الحالة
    متصل
    رقم العضوية
    12612
    تاريخ التسجيل
    Feb 2021
    المشاركات
    215

      لشكر عبدالعزيز1

    افتراضي رد: تنبيــــــه الغــــــافلين ل رحمـــــــــــات رب العالــــــــــــــمين

    جزاك الله خير


    وبارك الله فيك

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 2 (0 من الأعضاء و 2 زائر)

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML