أوقات وصيغ الاستغفار
وقت الاستغفار
شرع الله -تعالى- للمسلم أن يستغفره ويعود إليه في كلّ وقتٍ، وخاصةً بعد ختام الأعمال الصّالحة؛ لجبر النّقص الحاصل فيها، وحين الانتهاء من الصلاة، ويجب على المسلم أن يستغفر الله إن ارتكب أيّاً من المعاصي والآثام، ومن أفضل أوقات الاستغفار وقت السَّحر؛ لقوله تعالى: (وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ).صيغ الاستغفار ومواضعه
هناك عددٌ من الصيغ التي يمكن أن يستغفر بها المسلم، كما يُمكن للمسلم أن يزيد فيها إن كان قصده الدعاء،ومن صيغ الاستغفار:
سيد الاستغفار، ويكون بقول: (اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي لا إلَهَ إلَّا أنْتَ، خَلَقْتَنِي وأنا عَبْدُكَ، وأنا علَى عَهْدِكَ ووَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما صَنَعْتُ، أبُوءُ لكَ بنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وأَبُوءُ لكَ بذَنْبِي فاغْفِرْ لِي، فإنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ)،ويتضمّن سيد الاستغفار معانٍ جليلةٍ، يُذكر منها:
الاعتراف بأنّ الله هو المستحقّ وحده للألوهية والعبودية. الاعتراف بأنّ الله الخالق. إقرار المسلم بذنبه وإضافته إلى نفسه. التوجه الصادق من العبد لله، وإظهار الرغبة في المغفرة وفيما أعدّ الله لعباده، والاعتراف بأنّ الله وحده قادرٌ على ذلك. الإقرار بأنّ النعم الحاصلة في حياة العبد جميعها من الله. الاستغفار عند الخروج من بيت الخلاء بقول: "غفرانك"، رُوي عن أم الؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: (كان رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- إذا خرَج مِن الخَلاءِ قال: غُفرانَكَ). حين الانتهاء من الوضوء، قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (من توضأَ فقال بعد فراغِه من وضوئِه: سبحانَك اللهمَّ وبحمدِك، أشهدُ أنْ لا إلَه إلا أنتَ، أستغفرُك و أتوبُ إليك، كُتِبَ في رَقٍّ، ثم جُعِلَ في طابعٍ، فلم يُكسرْ إلى يومِ القيامةِ). حين الانتهاء من المجالس بقول: "سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلّا أنت، أستغفرك وأتوب إليك"، قال النبي عليه الصلاة والسلام: (مَن جلسَ في مجلِسٍ فَكَثرَ فيهِ لغطُهُ ، فقالَ قبلَ أن يقومَ من مجلسِهِ ذلِكَ: سُبحانَكَ اللَّهمَّ وبحمدِكَ، أشهدُ أن لا إلَهَ إلَّا أنتَ أستغفرُكَ وأتوبُ إليكَ، إلَّا غُفِرَ لَهُ ما كانَ في مجلِسِهِ ذلِكَ). عند الدخول إلى المسجد والخروج منه، رُوي عن فاطمة بنت الرسول -رضي الله عنها- أنّها قالت: (كانَ إذا دخلَ المسجدَ؛ صلَّى على مُحمَّدٍ وسلَّمَ، وقال: رب اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج؛ صلى على محمَّد وسلَّم، وقال: رب اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب فضلك). بعد التشهّد الأخير من الصلاة، رُوي عن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-: (أنَّهُ قالَ لِرَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: عَلِّمْنِي دُعَاءً أدْعُو به في صَلَاتِي، قالَ: قُلْ: اللَّهُمَّ إنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْماً كَثِيراً، ولَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ، فَاغْفِرْ لي مَغْفِرَةً مِن عِندِكَ، وارْحَمْنِي إنَّكَ أنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ).
مواقع النشر (المفضلة)