الهم الذي يرد على القلب مقلق ومزعج للانسان واذا اعترى الهم القلب فان الانسان لن يخشع في عباده لن يخشع في صلاته ويكون قلقا مضطربا ومنزعجا ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من الهم فقد جاء في صحيح البخاري عن انس رضي الله عنه قال كنت اخدم النبي صلى الله عليه وسلم فكنت اسمعه يكثر من ان يقول اللهم اني اعوذ بك من الهم والحزن ومن العجز والكسل ومن الجبن والبخل ومن غلبة الدين وقهر الرجال كان عليه الصلاة والسلام يستعيذ بالله من الهم ثم اذا وقع الهم رغم عن الانسان كفارة يكفر الله تعالى به عنه من سيئاته كما قال عليه الصلاة والسلام ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن حتى الشوكة يشاكها الا كفر الله عنه بها من سيئاته. فذكر الهم عليه الصلاة والسلام .
فالانسان عليه ان يبتعد عن الهموم لكن اذا اتته الهموم رغما عنه فهي كفارة له ولكن بعض الناس تكثر عنده الهموم تجد انها في معظم الوقت مهموما هذا الهم عند من عندما تتأمل هذه الهموم تجد ان هموما على امور مستقبلية الحزن يكون عن امور ماضية والهم يكون عن امور مستقبلية فكثرة الهموم تدل على قلة الصبر عند هذا الانسان وعلى ان عنده جزعا عنده جزع وعنده قلة صبر وعنده تخوف شديد ولذلك نقول اذا اردت ان ان تقل عندك الهموم ارفع مستوى الصبر عندك ارفع مستوى الصبر وقل اصبروا على ما يقدره الله تعالى علي . الحمد لله ما يقدره الله عز وجل اصبر واستعينوا بالله تعالى على ذلك ولا تشغل بالك بكثرة التفكير في الامور المستقبلية امور بيد الله سبحانه وتعالى ترجو من الله تعالى الفرج وترجو من الله تعالى الاعانة والتيسير ولا تشغل بالك بكثرة التفكير في في المستقبل. لان كثرة التفكير في المستقبل تورد الهموم على القلب لذلك تجد اكثر من من يكون مهموما هو من عنده قلة الصبر وعنده الجزع والا الذي عنده الصبر اه كبيرا تقل عنده الهم لانه يقول ما يقدره الله تعالى في المستقبل لا اصبر عليه اصبر على ما يقدر الله تعالى في المستقبل وانا اتفائل واحسن الظن بالله تعالى وان الله تعالى يقدر الامور على خير والى خير فتزول عنهم بذلك الهموم وكذلك ايضا الحزن على الامور الماضية هذا لا فائدة منه - ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من هذين امرين من الهم والحزن وانه ينبغي ان يكون المسلم منشرح الصدر متفائلا بعيدا عن الاحزان والهموم ولهذا لم يرد الحزن في القرآن الا منهيا عنه او منفيا .
(ولا تحزن عليهم ) (ولا تحزنوا ولا تهنوا) ( ولا تحزنوا ) (ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) لم يأمر الله بالحزن ولم يأمر رسوله صلى الله عليه وسلم بالحزن ابدا فلا فائدة من الحزن لانه لا فائدة منه. وما لا فائدة منه لا يأمر الله تعالى به ولا يأمر به رسوله صلى الله عليه وسلم ولذلك فعلى المسلم ان يبتعد عن اسباب الحزن واسباب الهم وان يحرص على ان يكون منشرح الصدر وان يكون صبورا يعني بعيدا عن الجزع. عندما تتأمل في الهم تجد ان من اعظم اسبابه هو الجزع وقلة الصبر عندما يرفع المسلم مستوى الصبر لديه يقل عنده الهم والغم -
مواقع النشر (المفضلة)