.


روى الطبري تفسيرًا لعبد الله ابن مسعود رضي الله عنه فقال :


حدثنا ابن بشار قال: ثنا عبد الرحمن قال: ثنا سفيان عن الأعمش عن أَبي وائل قال: جاء رجل إلى عبد الله فقال: من أين جئت؟ قال: من الشأم. قال: من لَقيتَ؟ قال: لقيتُ كعبًا. فقال: ما حدثك كعب؟ قال: حدثني أن السماوات تدور على منكب ملك. قال: فصدقته أو كذبته؟ قال: ما صدقته ولا كذبته. قال: لوددت أنك افتديت من رحلتك إليه براحلتك ورحلها، وكذب كعب، إن الله يقول (إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ) .


حدثنا جرير عن مغيرة عن إبراهيم قال: ذهب جُندَب البَجَلي إلى كعب الأحبار فقدم عليه ثم رجع فقال له عبد الله: حدثنا ما حدثك. فقال: حدثني أن السماء في قطب كقطب الرحا، والقطب عمود على منكب ملك. قال عبد الله: لوددت أنك افتديت رحلتك بمثل راحلتك، ثم قال: ما تنتكت اليهودية في قلب عبد فكادت أن تفارقه، ثم قال (إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ أَنْ تَزُولا) كفى بها زوالا أن تدور .




انتهى النقل .



وفي هذا النقل نلاحظ أن الرجل ( جندب ) لم يصدق ولم يكذب، ولم يقل هذا أمر لا يدخل العقل ، مما يدل على أن عقله استوعب دوران السماء حول نفسها ! لكنه تعامل مع الخبر كما يُتعامل مع الإسرائليات .

وكذلك
عبد الله ابن مسعود - رضي الله عنه - فلم يعرض الخبر على العقل، وإنما عرضه على القرآن فرد عليه وأبطله من خلال القرآن .

وهذا يدل على أن العقول في ذلك الزمن تستوعب مثل هذه الأخبار، وقد جاءهم الخبر من رجل مثلهم، فهل يُعقل أنه لو جاءهم الخبر عن الله ورسوله بمثل هذا أن يردوه ويكذبوه ؟!!




<