رد: عاشوراء: تنبيهات وأحداث
تنبيه مهم
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله([8]) عما يفعله الناس في يوم عاشوراء من الكحل، والاغتسال، والحناء، والمصافحة، وطبخ الحبوب، وإظهار السرور، وغير ذلك.. فهل ورد في ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث صحيح أم لا؟ وإذا لم يرد حديث صحيح في شيء من ذلك فهل يكون فعل ذلك بدعة أم لا؟ وما تفعله الطائفة الأخرى من المأتم، والحزن، والعطش، وغير ذلك من الندب، والنياحة، وشق الجيوب. هل لذلك أصل أم لا؟
فأجاب:
الحمد لله رب العالمين، لم يرد في شيء من ذلك حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه ولا استحب ذلك أحد من أئمة المسلمين. لا الأئمة الأربعة ولا غيرهم. ولا روى أهل الكتب المعتمدة في ذلك شيئا لا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة ولا التابعين لا صحيحا ولا ضعيفا، لا في كتب الصحيح، ولا في السنن ولا المسانيد، ولا يعرف شيء من هذه الأحاديث على عهد القرون الفاضلة. ولكن روى بعض المتأخرين في ذلك أحاديث مثل ما رووا أن من اكتحل يوم عاشوراء لم يرمد من ذلك العام، ومن اغتسل يوم عاشوراء لم يمرض ذلك العام، وأمثال ذلك. ورووا فضائل في صلاة يوم عاشوراء، ورووا أن في يوم عاشوراء توبة آدم، واستواء السفينة على الجودي، ورد يوسف على يعقوب، وإنجاء إبراهيم من النار، وفداء الذبيح بالكبش، ونحو ذلك. ورووا في حديث موضوع مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم: أنه «من وسع على أهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر السنة». ورواية هذا كله عن النبي صلى الله عليه وسلم كذب، ولكنه معروف من رواية سفيان بن عيينة عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه. قال: «بلغنا أنه من وسع على أهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته»، وإبراهيم بن محمد بن المنتشر من أهل الكوفة، وأهل الكوفة كان فيهم طائفتان: طائفة رافضة يظهرون موالاة أهل البيت وهم في الباطن، إما ملاحدة زنادقة وإما جهال وأصحاب هوى. وطائفة ناصبة تبغض عليا وأصحابه لما جرى من القتال في الفتنة ما جرى".
رد: عاشوراء: تنبيهات وأحداث
عاشوراء وكربلاء
في عاشوراء قتل الحسين رضي الله عنه.
فما قول أهل السنة في يزيد بن معاوية؟ وما قولهم في مقتل الحسين؟ وفيمن قتل الحسين؟
أما يزيد فلا نحبه ولا نسبه؛ فهو لم يأمر بقتله ولا انتصر له.
وقد سأل صالح أباه الإمام أحمد فقال: إن قوماً يقولون: إنهم يحبون يزيد؟ قال: يا بني وهل يحب يزيد أحد يؤمن بالله واليوم الآخر؟ فقلت: يا أبت فلماذا لا تلعنه؟ قال: يا بني ومتى رأيت أباك يلعن أحداً؟ وقيل له: أتكتب الحديث عن يزيد؟ فقال: لا ولا كرامة، أو ليس هو الذي فعل بأهل المدينة ما فعل؟
وفي أهل السنة من لعنه كأبي الفرج، ولعن يزيد مسألة -كما قال ابن تيمية- يسوغ فيه الاجتهاد.
والقول المختار: لا نسبه ولا نحبه، هذا قول أهل العقل والعلم والسنة والجماعة.
لا نسبه لأن السب ليس من سمات المؤمن، وحسب المؤمن إذا ذكر الظالمون أن يقول بقول الله: {ألا لعنة الله على الظالمين}، ولا نحبه لأن المؤمن مع من أحب، ولا يرجو أحد أن يكون مع يزيد، ولم يصدر عنه عمل صالح يقتضي محبته، بل كان في عهده مقتل الحسين وواقعة الحرة ، فكيف يحب([9])؟
وأما من قتل الحسين فنقول فيه ما قاله شيخ الإسلام رحمه الله: "من قتل الحسين، أو أعان على قتله، أو رضي بذلك، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً "([10]).
وقتله مصيبة لنا وكرامة له..
كرامة له "فإنه وأخوه سيدا شباب أهل الجنة، وكانا قد تربيا في عز الإسلام لم ينالا من الهجرة والجهاد والصبر على الأذى في الله ما ناله أهل بيته، فأكرمهما الله تعالى بالشهادة؛ تكميلاً لكرامتهما، ورفعاً لدرجاتهما"([11]).
وهو مصيبة عظيمة، قال شيخ الإسلام رحمه الله: "وقتله مصيبة عظيمة"([12]).
وقد شرع الله لنا أن نصبر على المصائب ونحتسب أجرها من عنده، وحرم علينا النياحة ولطم الخدود، فما يفعله الشيعة في يوم عاشوراء لهدي جده رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ليس منا من لطم الخدود، وشق الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية»([13]). فكيف بمن جرح الخدود والوجه والأجساد وأسال منها دماءها؟! وقد وقفت على كثير من النصوص في الكافي للكليني تحرم النياحة، فلماذا يخالفون كتابهم؟!!
ولا علاقة لصوم عاشوراء بمقتل الحسين رضي الله عنه، بل نصومه لأن الله تعالى نجّى فيه كليمه موسى عليه السلام، فصامه النبي صلى الله عليه وسلم، فنحن نصومه لذلك.
[1] / فتح الباري (4/ 247).
[2] / المجموع شرح المهذب (6/383).
[3] / الفتاوى الكبرى (6/175).
[4] / الفتاوى الكبرى (5/378).
[5] / فتح الباري (4/248).
[6] / انتهى من مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين (20/57).
[7] / الفتاوى الكبرى (5/344).
[8] / مجموع الفتاوى (25/299-301).
[9] / راجع لذلك كله الفتاوى لابن تيمية (3/412-488) .
[10] / الفتاوى (4/487) .
[11] / الفتاوى (4/511) .
[12] / السابق .
[13] / صحيح البخاري .
رد: عاشوراء: تنبيهات وأحداث
الله يعطيك العافية يارب ، بارك الله فيك
رد: عاشوراء: تنبيهات وأحداث
جزاك الله خير ورحم الله والديك
رد: عاشوراء: تنبيهات وأحداث
رد: عاشوراء: تنبيهات وأحداث
بوركت وبارك الله بعلمك ونفع بك
رد: عاشوراء: تنبيهات وأحداث
رد: عاشوراء: تنبيهات وأحداث
جزاك الله خير
والله يتقبل من الجميع صيامهم وصالح أعمالهم
رد: عاشوراء: تنبيهات وأحداث
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه
رد: عاشوراء: تنبيهات وأحداث
رد: عاشوراء: تنبيهات وأحداث
رد: عاشوراء: تنبيهات وأحداث